اختص الله سبحانه وتعالى بعض عباده بميزات خاصة جعلتهم مختلفين عن غيرهم من الأشخاص الأصحاء، ألا وهم ذوو الاحتياجات الخاصة. فكونهم يفتقدون لبعض القدرات الحسية أو الجسدية قد تجعلهم كبعض الأصحاء يعيشون في المجتمع ويتفاعلون معه خارج دائرة التأثير، ومنهم من يحققون نجاحات عظيمة وانتصارات كبيرة في مجالات شتى يعجز آخرون عن الوصول إليها.
ففي حين أنه يُعد إنجازاً عظيماً لأي شخص أن يقوم بعملٍ غير عادي، إلا أنه عندما يقوم به شخص يعاني من مشكلة منهكة، فإنه يعيد تعريف مصطلح "ملهم" بالنسبة لنا جميعاً.
وفي هذا الموضوع، سنسلط الضوء على بعضٍ من هؤلاء كونهم مثالاً يُحتذى به، وحياتهم أصبحت قصة ملهمة يستفيد منها الآخرون كنموذج للصبر والتحدي والإصرار.
مورغان فريمان: شلل في اليد
Morgan Freeman at the World Cup opening ceremony.
— Barstool Football (@StoolFootball) November 20, 2022
We’re living a in a simulation. pic.twitter.com/lQscqDSjLo
لفت الممثل الأميركي مورغان فريمان أنظار العالم إليه خلال حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم بقطر 2022، وكان الشيء المثير للانتباه والذي التفت الكثيرون إليه، هو تغطية يده اليسرى. فقد أُجبر أسطورة التمثيل على ارتداء قفاز بيج منذ عام 2008، بعد أن تورط في حادث سيارة خطير في ولاية ميسيسيبي. أصيب "فريمان" بجروح بالغة عندما غادرت السيارة الطريق وانقلبت عدة مرات وسقطت في حفرة. نُقل جواً إلى المستشفى وتُركت يده مشلولة، على الرغم من خضوعه لعملية جراحية في محاولة لإصلاح تلف الأعصاب. قال مورغان عام 2010: "لقد عانيت من تلف في الأعصاب ولم يتحسن الوضع. لا يمكنني تحريكها".
غانم المفتاح: متلازمة الانحدار الذيلية
ولد القطري غانم المفتاح في عام 2002، وتم تشخيص حالته الصحية بمتلازمة الانحدار الذيلية، وهي حالة نادرة من نوعها، إلا أن المميز في قصة ذاك البطل أنه لم يستسلم لتلك العقبة واتخذ مساراً إيجابياً، الأمر الذي جعله شخصية ملهمة للآخرين، ويدرس "المفتاح" العلوم السياسية على أمل أن يصبح دبلوماسياً، وله مشاركات بارزة في العديد من الرياضات مثل التزلج، الغوص، تسلق الصخور.
استطاع غانم بثقة نفس ملحوظة وبفضل شخصيته الذكية وتشجيع والدته أن يجد لنفسه مكاناً وسط الحضور، ليصبح مع مرور الزمن من ضمن الشخصيات الأكثر شهرة على وسائل التواصل الاجتماعي ويتابعه الملايين. كما تم اختياره سفيراً رسمياً لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت: الشلل
كان روزفلت هو الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة، وفي عام 1921 أصيب بمرض (يُعتقد في ذلك الوقت أنه شلل الأطفال) مما أدى إلى إصابته بشلل كامل ودائم من الخصر إلى الأسفل.
بسبب الخوف مما يعتقده الجمهور، ظلت أخباره سرية لسنوات عديدة، واستمر روزفلت في خدمة أمته بطريقة مشرفة لا تُنسى. لقد جرب مجموعة واسعة من العلاجات، بما في ذلك العلاج المائي وتركيب الأقواس الحديدية. كان يستخدم كرسياً متحركاً في حياته الخاصة، وعلى الرغم من إصابته بالشلل، فقد احتفظ بروح الدعابة والكاريزما، وانتُخب رئيساً أربع مرات بشكل غير مسبوق.
الكاتبة الأمريكية هيلين كيلر: صماء وعمياء
واحدة من أكثر القصص الملهمة لشخصية تمكنت من النجاح رغم كل الصعاب هي هيلين كيلر، التي تغلبت على محنة كونها صماء وعمياء لتصبح واحدة من أبرز العاملين في المجال الإنساني في القرن العشرين.
ولدت كيلر طبيعية جسدياً، وفقدت بصرها وسمعها في عمر 19 شهراً، مما تركها لتعيش في عالم بدا معزولاً تماماً. ولكن من خلال تعليمات معلمة رائعة تُدعى آن سوليفان عندما كانت هيلين فتاة صغيرة، تعلمت هيلين كيلر فهم العالم من حولها والتواصل معه. تعلمت كيلر من سوليفان القراءة والكتابة بطريقة برايل واستخدام إشارات اليد للصم والبكم، والتي لم تكن تفهمها إلا عن طريق اللمس.
نشأت كيلر لتصبح مؤلفة غزيرة الإنتاج، وشاركت بحملات مكثفة من أجل حقوق المرأة والعمال، بالإضافة إلى العديد من القضايا التقدمية الأخرى.
حظيت بتكريم واسع النطاق في جميع أنحاء العالم، وأسست اتحاد الحريات المدنية الأمريكي (ACLU)، وسافرت إلى أكثر من 39 دولة، والتقت بكل رئيس أمريكي من جروفر كليفلاند إلى ليندون جونسون. كما أصبحت صديقة للعديد من الشخصيات الشهيرة، بمن في ذلك تشارلي شابلن وألكسندر جراهام بيل ومارك توين.
ومن خلال عملها المذهل، تمكنت هيلين من تغيير تصور العالم لقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، وأظهرت للآخرين كيف يمكن للشجاعة والذكاء والتفاني أن تساعد في تقوية الروح الإنسانية للتغلب على الشدائد.
قد ترغبين في معرفة أن هؤلاء المشاهير اختاروا البعد عن الأضواء وفضلوا حياة العزلة
تروي كوستور: أصم
أصبح الممثل الأمريكي تروي كوتسور أول ممثل أصم يصنع التاريخ لنفسه بحصوله على جائزة الأداء المتميز من قبل ممثل في دور داعم في حفل توزيع جوائز نقابة ممثلي الشاشة السنوي SAG في دورته الثامنة والعشرين لعام 2022.
وقال على المسرح، بينما كان يقوم مترجم لغة الإشارة بترجمة كلماته خارج الكاميرا: "أنا فخور جداً بأن أكون عضواً في SAG. لقد كنت عضواً منذ عام 2001، والآن أشعر أخيراً بأنني جزء من العائلة. أنتم تشعرون بي، أليس كذلك؟ لذا شكراً جزيلاً لكم".
كما صنع كوتسور أيضاً التاريخ عام 2022 بحصوله على ترشيح أوسكار بفيلم CODA، حيث لعب دور البطولة إلى جانب مارلي ماتلين في الفيلم.
مارلي ماتلين: صماء
هذه الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار تعاني من الصمم منذ أن كان عمرها 18 شهراً بسبب تشوه قوقعة الأذن وراثياً. نتج عن عملها في السينما والتلفزيون أربعة ترشيحات لجائزة إيمي، وجائزة غولدن غلوب واحدة وترشيحان إضافيان لجائزة غولدن لوب. كما أنها أيضاً عضوة بارزة في الرابطة الوطنية للصم.
ماتلين هي أول ممثلة صماء تفوز بجائزة الأوسكار عن أدائها في فيلم Children of a Lesser God لعام 1986 ولا تزال الممثلة الصماء الوحيدة التي فازت بجائزة الأوسكار على الإطلاق.
يمكنك التعرف إلى مشاهير الفن الذين أُصيبوا بالخرف
ستيدي إيدي: الشلل الدماغي
إيدي هو ممثل كوميدي وممثل أسترالي مصاب بالشلل الدماغي، استخدم مشكلته كأساس لأعماله الكوميدية. تمت مكافأته بجائزة المنجزين الشباب الأستراليين وقام منذ ذلك الحين بجولة في المملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وأصدر ألبوماً وفيديو حقق مبيعات كبيرة، وفاز بالعديد من الجوائز لجهوده الكوميدية.
كريستوفر نولان: الشلل الدماغي
وُلد هذا المؤلف الأيرلندي الشهير مصاباً بالشلل الدماغي، بعد حرمانه من الأكسجين لمدة ساعتين عند الولادة. لم يكن يستطيع سوى تحريك رأسه وعينيه، لكن والدته كانت تعتقد أنه يستطيع فهم ما يجري، ولذلك كانت تعلمه في المنزل. وفي النهاية اكتشفوا عقاراً سمح له بتحريك عضلة واحدة في رقبته، فقاموا بربط جهاز مؤشر خاص بجبهته مما مكن والدته من مساعدته على الكتابة. كان يتواصل مع الآخرين فقط عن طريق تحريك عينيه باستخدام نظام الإشارة.
في الخامسة عشرة من عمره، تم قبول كتابه الأول Dam-Burst of Dreams للنشر. حصل لاحقاً على الدكتوراه الفخرية في الآداب من المملكة المتحدة وميدالية التميز من جمعية الكتاب التابعة للأمم المتحدة.
فريدا كالو: شلل الأطفال
عانت فريدا عندما كانت طفلة من مرض شلل الأطفال، ويُعتقد أيضاً أنها كانت تعاني من السنسنة المشقوقة. عندما كانت في سن المراهقة تعرضت لحادث حافلة كاد أن يكون مميتاً، مما أدى إلى تفاقم مشاكل العمود الفقري لديها وأدى إلى ألم شديد لبقية حياتها.
على الرغم من مشاكلها الجسدية العديدة، إلا أنها أصبحت واحدة من أشهر الفنانين على الإطلاق باستخدام حامل مصنوع خصيصاً يسمح لها بالرسم في السرير.
العالم الفزيائي ستيفن هوكينغ: التصلب الجانبي الضموري
في عمر 21 عاماً، تم تشخيص إصابة ستيفن هوكينغ بنوعٍ نادرٍ مبكر الظهور وبطيء التقدم من مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، المعروف أيضاً باسم مرض العصبون الحركي. في ذلك الوقت، حدد له الأطباء متوسط العمر المتوقع لمدة عامين، لكنه عاش منذ ذلك الحين لأكثر من 40 عاماً مع المرض، مما جعله غير قادر على المشي أو التحدث أو التنفس بسهولة أو البلع أو رفع رأسه دون صعوبة.
في ذلك الوقت قيل له إنه لن يكون طالباً جامعياً مميزاً، حيث حصل على درجات متوسطة في المدرسة الإعدادية. ولكن على الرغم من هذا التقييم، فقد أصبح عالماً فيزيائياً وعالماً كونياً ومؤلفاً وأستاذاً ومديراً للأبحاث في مركز علم الكونيات النظري بجامعة كامبريدج.
بقي كتابه "تاريخ موجز للزمن" A Brief History of Time ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لمدة 237 أسبوعاً، وهو رقم قياسي.
وعلى الرغم من كونه مقيداً بالكرسي المتحرك ويعتمد على نظام صوتي محوسب للتواصل، فقد عاش هوكينغ حياة رغيدة مع عائلته (لديه ثلاثة أطفال وثلاثة أحفاد) بينما كان يسافر أيضاً ويُلقي محاضرات مكثفة في الفيزياء النظرية.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»