تتعرض المرأة السعودية لأشكال عديدة من العنف، ورغم محاولة المملكة تطبيق أحكام الإسلام في المعاملات الاجتماعية.. إلا أن المعاملة التي تتعرض لها بعض النساء السعوديات لا تمت للدين الحنيف في بعض الأحيان، كما أنها، وللأسف الشديد، واقع أليم تعيشه المرأة السعودية في مجتمعنا، وقد أصبح العنف ضد النساء سبباً مباشراً أو غير مباشر في حدوث مجموعة من الأمراض الجسدية والنفسية، والتي تؤثر ليس فقط على الصحة الجسدية والإنجابية والنفسية للمرأة، بل وعلى أفراد الأسرة الذين يتعرضون لهذا العنف، ولو لم يتعرضوا له مباشرة، إضافة إلى أن التعرض للعنف سبب في تدني النشاط اليومي، والانقطاع عن تأدية الوظائف الحياتية واليومية والوظيفية للمرأة المعنفة، ولغيرها من أفراد الأسرة.
أطل علينا منذ يومين قانون يعاقب الرجل بمبلغ مالي، يتم رصده وإيداعه للجهات المختصة كحق عام للدولة، والسجن لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن عام في حال ضرب الزوجة.
«سيِّدتي نت» في هذا الموضوع يلقي الضوء على بعض الأرقام والإحصاءات الخاصة بتعرض النساء السعوديات للعنف، وقد لوحظ عدم وجود أرقام دقيقة لحالات العنف التي تتعرض لها الزوجات في المملكة لعدة أسباب، من أهمها:
• العيب الاجتماعي في الإبلاغ عن هذه الجرائم.
• الحرص الشديد على إخفاء هذه الجرائم داخل نطاق الأسرة، وعدم الخروج بها إلى العلن.
• تدخل المصلحين من داخل العائلة أو من العائلات القريبة من خلال الجيرة؛ لتسوية الأمر دون الوصول إلى السلطات الرسمية، كذلك تدخل الشفاعات الاجتماعية بين الأطراف؛ لعدم وصول هذه الحالات لدائرة الضوء والإبلاغ عنها.
• الجرائم التي تصل إلى السلطات، وربما تتدخل هذه السلطات لتسوية الأمر بأي طريقة من الطرق؛ حفاظاً على سمعة وسلامة الأسرة، ولا يتم تسجيلها في السجلات الرسمية.
العنف ثقافة مجتمع
وتظهر الإحصاءات المتفرقة في السعودية شيوع العنف ضد النساء، ففي إحصائية نشرتها وزارة الشؤون الاجتماعية مؤخراً، كانت الرياض هي الأعلى في حالات العنف الأسري الواردة لمراكز التبليغ في الوزارة بمعدل (425) حالة، وربما يعود سبب ذلك إلى الكثافة السكانية، تليها مكة (159) حالة، وبعدها عسير (101) حالة، حيث تعرضت ربع الحوامل للضرب أثناء الحمل مع عواقب الولادة المبكرة أو الإجهاض، وأصيبت معظم المتعرضات للعنف الجسدي في المدينة المنورة (63%) بإصابات خطيرة، استدعت التدخل الطبي. وفي دراسة تمت على 2000 سيدة في الإحساء كانت نسبة المتعرضات للعنف من أفراد الأسرة 11%، أو امرأة من بين كل 10 نساء تقريباً، وكان الزوج هو الأكثر تعنيفاً للنساء.
وفي دراسة أخرى للدكتورة نورة المساعد استطلعت من خلالها مدى تقبل الرجال والنساء في السعودية استخدام العنف ضد النساء، ذكر 53% من الرجال استعدادهم لاستخدام العنف ضد النساء في حال عدم اتباعهن للتصرفات المقبولة، كما ذكر 32% من الرجال أنهم استخدموا العنف بالفعل ضد زوجاتهم؛ بسبب سوء تصرفاتهن، فيما أكدت 36% من النساء في الدراسة قبولهن بممارسة العنف ضدهن في حال سوء التصرف.
- معلومات مفزعة حول العنف ضد المرأة في المملكة:
• الأرقام في السعودية تدور في العادة حول 20% من العنف الجسدي في عينة البحث، أي امرأة من بين كل 5 نساء يتم ضربها من قبل الشريك.
• أعلى نسبة كانت عنف الشريك أو الزوج، وهي مشابهة للنسبة المسجلة في معظم الدول العربية بحوالي الثلث تقريباً.
• الدراسات في الإحساء والمدينة المنورة والرياض خرجت بنتائج مشابهة للدراسات العربية، حيث تمثلت في أن ثلث النساء يتعرضن للعنف، وغالبيتهن لا يصارحن العاملين بالصحة.
• تظهر الاستبيانات أن العديد من السيدات في المنطقة العربية لهن دور في التعرض للعنف من الزوج؛ بسبب تقصيرهن أو جدلهن معه.
• تؤكد غالبية النساء في عينات البحث العربية أن للزوج الحق في ضرب وإيذاء زوجته إن أفسدت الطعام أو أهملت الأطفال أو امتنعت عنه.
وبالتالي فالاعتقاد بأن تمكين المرأة بالقوانين كافٍ كحل لتفشّي العنف لن يجدي في مكافحة ثقافة شعبية ترسخ دونية المرأة، وحق الرجل بإيذائها في حالة التقصير.
المزيد:
عقوبة ضرب الزوجات.. هل تدفع النساء لاستجداء الضرب؟!
ضحيّة لبّنانية جديدة نتيجة العنف الأسري
بريطاني يحبس زوجته بسبب غنائها بعد وفاة والدته!
"علقة ساخنة" من الزوجة المراهقة!