أجمع أساتدة التربية وأطباء الصحة النفسية أن واجب الأم الأول؛ هو محافظتها على صحة أولادها النفسية، بجانب الاهتمام بغذائهم ونظافتهم وصحتهم الجسدية، والضحك والابتسامة علامة صحة المولود النفسية منذ أيامه الأولى؛ حيث يبدأ بالمناغاة ،ثم الابتسامة في عمر 6 أسابيع، يتدرج الرضيع بعدها من الابتسامة إلى الضحك في عمر 5 أشهر حين تتطور عضلات الفم واللسان والشفاه، وعند بلوغ الشهر العاشر يستطيع الضحك، وفى عمر السنة يعتاد اللعب مع والده وأهل البيت..وكل من يضحكه.. وهكذا.
وفي هذا التقرير نتعرف على دور الابتسامة في الكشف عن تطور نمو الطفل وصحته النفسية، إلى جانب تأثيرها الإيجابي الاجتماعي على الطفل والمحيطين. اللقاء والدكتورة فاطمة الشال أستاذة الصحة النفسية للشرح والتفسير.
الابتسامة قبل الكلام
تشير الدراسات النفسية أن الضحك في الطفولة له تأثير نفسي وجسماني إيجابي على الأطفال، قبل أن يستطيعوا الكلام والتعبير عن مشاعرهم، حيث تعتبر حالته المزاجية المؤشر لمدى راحته أو سعادته.
ويقوم الضحك بدور رئيسي في تكوين الرابطة بين الطفل وأبويه، والسبيل الاجتماعي الأول..للتواصل بين الطفل الرضيع والمجتمع الخارجي، والأهم توصيل مشاعره السعيدة، وتمتعه بروح الدعابة والمرح.
وفي مرات كثيرة تصبح ابتسامة الطفل الصغير، الذي لم ينطق بكلمة بعد، هي وسيلته للتعبير عن التعب والعصبية أو حتى الجوع، وأحياناً تكون طريقة لإيصال رسالة معينة، ربما تفهمها الأم.
ولهذا توصي جميع الأبحاث الطبية ودراسات الطفولة، بالاهتمام بإضحاك أطفالهم، وخصوصاً في أيامهم الأولى حتى يتمتعوا بصحة نفسية وشخصية ناضجة في شبابهم.
هل تعلمين: متى يبدأ طفلي في الابتسام؟ و10 طرق لتشجيعه
ابتسامة الرضيع تعكس تطورات نموه
- وفقاً لأطباء الأطفال..فإن ابتسامة الطفل حتى بلوغ الشهر الأول طبيعية، عفوية وليس لها سبب عاطفي، وكثيراً ما تحدث أثناء النوم.
- وقد تكون ابتسامة الطفل الرضيع البالغ من العمر 6 إلى 8 أسابيع نتيجة تأثره بالمؤثرات السمعية.
- وبعد ذلك عادة ما تكون ابتسامة الطفل، نتيجة شعوره بالأمان لوجوده بين الأشخاص المعتاد عليهم.
- بينما تعبر الابتسامة المصحوبة بالعيون المفتوحة عن سعادة الطفل، وقد تكون علامة على تحسن نظره، وقدرته على التعرف على الوجوه.
- كما أن عدم ابتسامة الطفل الرضيع لا تدعو للقلق، أو عدم شعوره بالسعادة، ولكن يجب الذهاب إلى الطبيب حالة بلوغ الطفل عمر 3 أشهر ولم يبتسم.
ابتسامة الطفل تعكس مرضاً أحياناً
نعم ابتسامة الطفل البسيطة يمكن أن تكشف عن علامات الصحة أو أعراض المرض، حيث أشارت دراسة أعدها خبراء بشئون الأطفال، أن هناك اعتقاداً شائعاً بأن ابتسامة الطفل دليل صحة وعافية، ولكن حقائق طبية أخرى تؤكد أن الابتسامة ربما تعكس مرضاً أيضاً!
مثال: الابتسامة التي يعقبها مباشرة بكاء قصير؛ ما يعكس مرض العزلة، الذي يؤدي إلى إنشاء الطفل لعالم خاص به، لا يشعر بما يدور حوله ويندم على إظهارها، وبالتالي يعود لينغلق على نفسه.
وهناك الابتسامة التي تعكس مرضاً عضوياً؛ وهي إصابة الطفل بالإسهال, فعندما يفرغ ما في بطنه بسرعة يشعر براحة مؤقتة، ويطلق ابتسامة، فيعتقد الأبوان أنها دليل على أنه قد تحسن، ولكنه يبكي مجدداً مع عودة ألم البطن.
أنواع ابتسامات الرضيع
- عندما يبتسم الطفل وهو يحرك أطرافه بقوة، فهذا يعني الفرحة والصحة، وعادة تكون طويلة ولا يعقبها أي بكاء، ويطلقها عند وصوله إلى مرحلة الاكتفاء، وتحدث بعد الرضاعة أو أخذ قسط وافر من التغذية.
- ابتسامة لا تعني الفرحة..غير مكتملة ً، يصدرها الطفل البريء عند بداية ظهور الأسنان؛ حيث إن بداية نموها يسبب للطفل نوعاً من الحكة.
- وعندما يشعر الطفل بالنعاس يطلق ابتسامة قصيرة، وكأنها رسالة طلب للنوم يطلقها وعيناه نصف مغلقتين؛ حيث ترتخي عضلات وجهه لتنطلق الابتسامة.
- وأجمل الابتسامات تلك التي يبتسمها الطفل للأم؛ لأنها تعلن عن نموه العاطفي والنفسي، وهي واضحة و يركزها بشكل خاص أثناء الرضاعة.
- فهو يرضع وفي نفس الوقت ينظر إلى عيني أمه، ويطلق الابتسامة التي تدل على رضاه وشعوره بالراحة
أنواع الضحكات
-
الضحكة العصبية
يكبر الطفل ويخطو إلى مرحلة الضحك، وهناك أنواع لهذه الضحكات:
الضحكة العصبية..تظهر عند أرجحة الطفل بسرعة شديدة أو هزه بإيقاع معين، أو تحريك ذراعيه وساقيه معاً..أو في حالة مداعبة الطفل بأساليب لا يخلو بعضها من العنف؛ مثل القبلات أو الدغدغة أو النفخ على الجلد...حالة حدوث اضطراب في الظروف المحيطة؛ كإحساس الطفل بالتعب والإجهاد أو عدم الثقة فيمن حوله.
-
الضحك الانعكاسي
هو نوع من العدوي التي تصيب الطفل، وتنتقل إليه عندما يرى أمه من حوله تضحك, إذ يعتمد الطفل خلال أشهره الأولى على وسيلة المحاكاة.
الرضيع في شهره الرابع يحاول تقليد حركة وانفعال أي طفل أمامه، ويساعده على ذلك تشجيع الأم له بنظراتها التي تبعث على الإعجاب.
-
الضحك الخداعي
هو الضحك الذي يلجأ إليه الطفل لامتصاص غضب أمه، بعد قيامه بتصرفات خاطئة، فيكون الضحك وسيلته لتحويل اهتمام أمه عنه وتحويل الموقف لصالحه.
الضحك المتكرر
والذي يظهر عند استخدام الأم عنصر المفاجأة لإدهاش الطفل، وأكثر الألعاب إثارة لضحكاته لعبة الاستغماية؛ ما يثير ضحكاته ومعها تتعالى قهقهاته.
التأثير الصحي للابتسامة
- الابتسام يقوم بتحفيز الدماغ أكثر من الشوكولاتة، ما يعني أن الابتسام يجعل الأطفال يشعرون بالسعادة.
- الأطفال وهم يمضون يومهم بشكل طبيعي، يكونون أكثر سعادة وحيوية لمجرد أنهم يضحكون أكثر.
- الأطفال يضحكون 400 مرة في اليوم في المتوسط، في حين أن البالغين الذين يُعتبرون سعداء لا يبتسمون إلا 40 أو 50 مرة.
- الأطفال يحصلون على نفس القدر من السعادة من الابتسام، مقارنة بممارسة التمارين البدنية.
- يرتبط الابتسام بالعيش السلمي، والسلام يبدأ بابتسامة، ويساعد على ظهور الطفل بمظهر المهتم بالتواصل مع الآخرين.
- الابتسام يخلص الجسم والعقل من التوتر بشكل طبيعي،كما يساعد على تقليل الهرمونات التي يسببها الإجهاد في مجرى الدم.
- ترتبط عضلات الابتسامة مباشرة بجهاز الطفل العصبي وعقله، لذا فإن الابتسام يمكن أن يحسن مزاجه وصحته النفسية والجسدية.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.