بدأت يوم أمس الاثنين الموافق 27 نوفمبر بالدوحة أعمال الاجتماع العربي التنسيقي الأول لملف "البشت.. العباءة الرجالية"، الذي تستضيفه وزارة الثقافة القطرية بمشاركة ممثلين وخبراء من 12 دولة عربية.
إدراج "البشت" ضمن قائمة اليونسكو
يذكر أنّ الاجتماع والذي يستمر ثلاثة أيام يعقد بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك بهدف بحث إجراءات إدراج "البشت" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، كما يهدف إلى البدء في الإعداد والتحضير لكيفية جمع المعلومات والبيانات حسب استمارة التسجيل، ليكون أحد العناصر العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي لينضم إلى العناصر العربية السابقة (النخلة، والخط العربي وغيرهما).
البشت هوية الإنسان العربي
من جهتها قالت "الشيخة نجلاء بنت فيصل آل ثاني" مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة:" يؤكد الاجتماع أهمية العمل العربي المشترك في النهوض بالتراث الثقافي غير المادي للدول العربية وتدعيم مؤسساتنا والارتقاء بأدائها بما يتناسب مع ما يفرضه الواقع من تحديات للحفاظ على تراثنا العربي المشترك، ومن هنا تأتي أهمية تعزيز الدور العربي في تسجيل ملف البشت أو العباءة أو المشلح".
وأكدت "الشيخة نجلاء" أنه مهما تعددت الأسماء فإنها ترمز لهذا الرداء الذي يمثل هوية الإنسان العربي.
مبينة أنّ أهمية هذا الملتقى تكمن في استعراض كل ما له علاقة بالبشت حتى يتيح هذا الفرصة لتعبئة الاستمارة بالصورة التي تبرز الملف العربي المشترك، وعبرت عن شكرها للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" وجهودها في تسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو.
بينما أوضح "علي عبدالرزاق معرفي" الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمته خلال الاجتماع بأنّ البشت وإن اختلفت مسمياته من منطقة لأخرى، أو دولة إلى أخرى، له العديد من الدلالات الثقافية والاجتماعية بمجتمعاتنا، وهو يعد رمزا للهوية العربية، ويعكس التماسك المجتمعي، والتمسك بالعادات والتقاليد، كما أن له القدرة على مواكبة التغييرات الطارئة بالمجتمعات وظروفها التاريخية، محافظًا على أصالته كإرث ثقافي تتوارثه الأجيال.
مبينًا أنّ ملف البشت سيشمل جميع الممارسات والمهارات والمعارف المرتبطة كتاريخه، وأنواع الخامات، والخيوط، والألوان المستخدمة، وحرفة الحياكة والتطريز، وعادات ارتدائه، وأنواعه ومسمياته المختلفة، ومدى ارتباطه مع متطلبات التنمية المستدامة، والإجراءات المتخذة لضمان الحفاظ عليه، وجميع الممارسات والمدلولات الاجتماعية والثقافية المرتبطة به.
اهتمام قطر بالتراث الثقافي
تجدر الإشارة إلى أنّ دولة قطر اهتمت بالتراث الثقافي منذ أن صادقت على اتفاقية اليونسكو 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي عام 2008، والتي تعد مرجعًا رئيسيًّا للدول الأطراف في وضع السياسات العامة وسن التشريعات والقوانين لاتخاذ التدابير اللازمة لذلك، حيث أطلقت العديد من المبادرات للتعاون بين جهات الدولة في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي.
وقد قامت قطر بإدراج عدد من العناصر الثقافية المشتركة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة "اليونسكو" ومن أهمها ملفات: الصقارة، القهوة العربية، المجلس، النخلة، وغيرها، كما تسعى قطر إلى إدراج عدد من العناصر الثقافية الأخرى ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو على الصعيدين الوطني والمشترك التزامًها منها بالحفاظ على موروثها الثقافي وتوثيقه، والتوعية به ومشاركته.
تعرفي أيضًا إلى هذه العناصر التي تم إدراجها في قائمة اليونسكو: المنسف الأردني والتلي الإماراتي والعود السوري والخنجر العماني وحداء الإبل
المتحدثون خلال الاجتماع التنسيقي
الجدير بالذكر فقد تحدث خلال الاجتماع ممثلون عن قطر وعدد من الدول العربية تشمل: السعودية، الكويت، الإمارات، سلطنة عمان، البحرين، الأردن، العراق، تونس، مصر، ليبيا.. مؤكدين تضافر الجهود العربية للعمل على تسجيل ملف البشت على قائمة التراث العالمي، ومثمنين جهود دولة قطر في الحفاظ على الموروث الوطني والعربي.
ورشة تدريبية للتعريف باتفاقية صون التراث الثقافي
تم يوم الأحد الموافق 26 نوفمبر ورشة تدريبية للتعريف باتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي 2003، وقوائم الترشيح للإدراج على قوائم الاتفاقية، ومجالات التراث الثقافي غير المادي كما تحددها الاتفاقية وقوائم حصر التراث الثقافي غير المادي، وكذلك التعريف باستمارة الترشح الخاصة بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وربط عناصر التراث الثقافي غير المادي بالتنمية المستدامة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر