أسماء المدير اسم برز بقوة العام الحالي، بعد حصول فيلمها "كذب أبيض" على جائزة أفضل إخراج في مهرجان "كان" السينمائي، ضمن أفلام "نظرة ما" للسينمائيين الشباب، كما حصد الفيلم جوائز عالمية كبرى، لكن عرضه في مهرجان الفيلم الدولي بمراكش لا يضاهيه عرض آخر في العالم، حيث عُرض خمساً وثلاثين مرة، وحظي بسبع عشرة جائزة.
لكن نكهته في بلدها وفي مهرجان مراكش له طعم خاص، وكأنها تعرضه لأول مرة، في مهرجان "كان" السينمائي تقول: "بكيت تعباً، لكن في مراكش بكيت رهبة وبهجة، فلأول مرة أعرض الفيلم مع أهلي وكل عائلتي التي شاركت في الفيلم".
اشتغلت أولاً بالصوت، قضيت ثلاث سنوات وأنا أبحث عن طريقة للتواصل مع العائلة، إلى أن أقنعتهم بفكرتي؛ لأن الكاميرا كانت تخيفهم بالفعل، أما جدتي زعيمة العائلة، فكانت معارضة تماماً للفكرة، ورفضت الوقوف أمام الكاميرا، بقي الجزء الذي كان يجب أن يصور في الورشة، كان من الضروري أن تكون الجدة، واقترحت عليها أن تمثله إحدى الممثلات بعد أن عرضت عليها صورهن، لكنها رفضت، وهنا اقتنعت بصعوبة وباستفزاز ربما، وقبلت أن تظهر بشخصيتها، أما الآخرون فلم أجد معهم صعوبة كبيرة، ما عدا تحويلهم من شخصيات عادية إلى شخصيات سينمائية؛ يحكون حياتهم الحقيقية، لكن في قالب فني.
وبالفعل اشتغلت بكثير من الجهد معهم مدة طويلة، امتدت لعشر سنوات، وهم أيضاً طوروا شخصياتهم وكأنهم خضعوا لعملية تطهير ذاتي، وهو ما حصل معي أيضاً في علاقتي الفنية بهم.
قلت مع نفسي: ما جدوى هذه السينما إذا لم نخلق أو نرمم بها الذاكرة؟ لا خير في تقديري فيما تعلمناه ودرسناه كجيل سينمائي يتطلع للمستقبل. هذه السينما تستهويني شخصياً، وطبعاً يجب تشجيع كل أنواع الإبداع بكل توجهاته.
أنا أيضاً أبحث عن نفسي وعن أمور كبلتني، ولعل اشتغالي مع الأشخاص القريبين يُدخلنا جميعاً في حالة علاج وتصالح جماعي، ولذلك لا أستطيع بعد ذلك أن أمر -مكرهة- إلى نوعية أخرى من الأفلام الكوميدية أو غيرها.
كما أن الرجوع للماضي مهم جداً، فمن لا ذاكرة له لا مستقبل له، لا يمكنني كمغربية أن أحلم بالعالمية، وأنا ألغي هويتي وهي حاضري والماضي الذي كنته، لابد أن أنبش في الماضي وأفهمه جيداً، لا يمكنني أن أمرّ إلى المستقبل وأنا لا أدرك ما حصل في الماضي والتصالح معه.
هذا الماضي كيفما كان أسود أو أبيض أو صعباً، وأن نصنع به المجد في جوائز عالمية ونعود به إلى وطننا للاحتفاء به وسط جمهورنا، لا تنتظر مني أن أضرب في بلدي، أنا أحب بلدي وسأصنع أفلاماً تحميه، لذا كل مساعدي الإنتاج كما لاحظتم كلهم عرب وليسوا أجانب.
حالياً أركز فيه على قصة واقعية عايشتها بأسلوب سردي سينمائي، هي شخصيات غير معروفة لكن بأحداث واقعية؛ أكتبها لتكون شخصيات سينمائية ضمن فيلم روائي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»
لكن نكهته في بلدها وفي مهرجان مراكش له طعم خاص، وكأنها تعرضه لأول مرة، في مهرجان "كان" السينمائي تقول: "بكيت تعباً، لكن في مراكش بكيت رهبة وبهجة، فلأول مرة أعرض الفيلم مع أهلي وكل عائلتي التي شاركت في الفيلم".
تصالح ذاتي وعائلي
كيف جاءت فكرة فيلم عائلي بشخصيات تنتمين لها وتنتمي لك خاصة والدتك ووالدك والجدة؟
خلقت الفكرة في البيت، بيت عائلتي بالدار البيضاء، لكني عانيت من غياب الصور لتسجيل ذاكرة الماضي، كان عليَّ أن أجد ما يمكن أن يعوّض الصور التي لم تكن موجودة.اشتغلت أولاً بالصوت، قضيت ثلاث سنوات وأنا أبحث عن طريقة للتواصل مع العائلة، إلى أن أقنعتهم بفكرتي؛ لأن الكاميرا كانت تخيفهم بالفعل، أما جدتي زعيمة العائلة، فكانت معارضة تماماً للفكرة، ورفضت الوقوف أمام الكاميرا، بقي الجزء الذي كان يجب أن يصور في الورشة، كان من الضروري أن تكون الجدة، واقترحت عليها أن تمثله إحدى الممثلات بعد أن عرضت عليها صورهن، لكنها رفضت، وهنا اقتنعت بصعوبة وباستفزاز ربما، وقبلت أن تظهر بشخصيتها، أما الآخرون فلم أجد معهم صعوبة كبيرة، ما عدا تحويلهم من شخصيات عادية إلى شخصيات سينمائية؛ يحكون حياتهم الحقيقية، لكن في قالب فني.
وبالفعل اشتغلت بكثير من الجهد معهم مدة طويلة، امتدت لعشر سنوات، وهم أيضاً طوروا شخصياتهم وكأنهم خضعوا لعملية تطهير ذاتي، وهو ما حصل معي أيضاً في علاقتي الفنية بهم.
الماضي ضروري للمستقبل
هل كان لديك هاجس للحديث عن موضوع حساس في تاريخ المغرب أم أنه فقط اشتغال على جزء من ذاكرة العائلة؟
الموضوع جاء في سياق الأحداث ولم أخطط له، كنت أشتغل ولم أجد الصور وأنا أشتغل في البيت، وحين شاهدت في الأخبار المقبرة الجماعية التي اكتشفت بعد سنوات، بدأت العمل على الموضوع لأفهم ما حصل في هذه المرحلة من حياة الأسرة وحتى الوطن، حيث وجدت ذاكرة مُحيت بين البيت والوطن، هي بالنسبة لي اكتشاف وأنا في مرحلة صناعة فيلم حول الذاكرة العائلية، اكتشفت أن ذاكرة الحي مفقودة بالنسبة لي كذلك.قلت مع نفسي: ما جدوى هذه السينما إذا لم نخلق أو نرمم بها الذاكرة؟ لا خير في تقديري فيما تعلمناه ودرسناه كجيل سينمائي يتطلع للمستقبل. هذه السينما تستهويني شخصياً، وطبعاً يجب تشجيع كل أنواع الإبداع بكل توجهاته.
كل الوقائع التي قدمتِها كانت واقعية إذن!
طبعاً كل شيء واقعي، والشخصيات تروي قصتها، ما ليس واقعياً هي نظرتي أنا كمخرجة وطريقة سردي للأحداث، وحتى والدي وهو فنان صانع في البناء التقليدي والزليج والمعمار المغربي، هو من صمم كل ما ظهر في الورش من ديكورات، لكنه كان بطبيعة الحال تحت إشراف خبير ديكور وتقنيين في صناعة المنمنمات بالطين ومواد أخرى.بحث عن الذات وتقبل
تستهويك الذاكرة.. رأينا فيلمك "في زاوية أمي" هو أيضاً عودة إلى الجذور وقرية الوالدة.. هل هو الحنين فقط، أم أنك تمارسين نوعاً من المصالحة مع الذات؟
أظن أنا أيضاً كانت لديّ أشياء يجب أن أتصالح معها كإنسانة، وكما كان يقول فرويد إن السنوات الست الأولى للطفل هي التي تشكل شخصيته، فكل الأفكار التي راكمتها كانت في تلك السنوات بالنسبة لي كطفلة.أنا أيضاً أبحث عن نفسي وعن أمور كبلتني، ولعل اشتغالي مع الأشخاص القريبين يُدخلنا جميعاً في حالة علاج وتصالح جماعي، ولذلك لا أستطيع بعد ذلك أن أمر -مكرهة- إلى نوعية أخرى من الأفلام الكوميدية أو غيرها.
هذا ما صنع تميزك في تقديري لأنكِ استطعت أن تدبري كل العلاقات مع أفراد العائلة رغم القرب العاطفي بكثير من الحياد الذي يجعل الجميع في تصالح مع نفسه؟
أجل، مثلاً في الماضي كنت أنفعل حينما توجه لي جدتي أمراً بصراخها وتسلطها المعتاد، الآن وقد اقتربت من أغوارها وشخصيتها؛ أحترم اختلافها وأحبها كما هي. وحصل معها ومع كل أفراد العائلة نوع من التقبل لبعضنا البعض.كما أن الرجوع للماضي مهم جداً، فمن لا ذاكرة له لا مستقبل له، لا يمكنني كمغربية أن أحلم بالعالمية، وأنا ألغي هويتي وهي حاضري والماضي الذي كنته، لابد أن أنبش في الماضي وأفهمه جيداً، لا يمكنني أن أمرّ إلى المستقبل وأنا لا أدرك ما حصل في الماضي والتصالح معه.
هذا الماضي كيفما كان أسود أو أبيض أو صعباً، وأن نصنع به المجد في جوائز عالمية ونعود به إلى وطننا للاحتفاء به وسط جمهورنا، لا تنتظر مني أن أضرب في بلدي، أنا أحب بلدي وسأصنع أفلاماً تحميه، لذا كل مساعدي الإنتاج كما لاحظتم كلهم عرب وليسوا أجانب.
لا أساوم هويتي وانتمائي
ما تقولينه يتضح من خلال الفيلم رغم أنه ماض أسود جرّ الكثير من التبعات والضحايا.. لاحظنا ثمة تسامح معه بينما قد تتطلب طبيعة الفيلم الوثائقي معلومات حصرية والوصول لحقائق وأسرار!
كان هذا هاجسي؛ هو أن أحمي الناس الذين وثقوا بي، أنا لست صحافية، بل مخرجة تكشف وتقرأ الواقع بعين فنية وببعد إنساني، المخرج يجد المخارج الفنية، لكن لابد من حكي حكاية في سياقها السينمائي.الفيلم المقبل لأسماء ما هو؟
أكتب الآن فيلماً روائياً منهمكة فيه، حيث تم اختياري ضمن ستة مخرجين في مهرجان "كان" للكتابة، لا يمكنني الإفصاح عنه.حالياً أركز فيه على قصة واقعية عايشتها بأسلوب سردي سينمائي، هي شخصيات غير معروفة لكن بأحداث واقعية؛ أكتبها لتكون شخصيات سينمائية ضمن فيلم روائي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»