نجاح كبير تحظى به سلسلة «ليه لأ؟»، التي يحرص الجمهور على متابعتها والسبب ما تقدمه من أفكار، وإن كانت ليست جديدة، إلا أنه يتم تناولها بشكل «مختلف» وأكثر عمقاً، ابتداءً من الجزء الأول الذي نجح نجاحاً كبيراً، والجزء الثاني الذي نجح نجاحاً أكبر، وصولاً إلى الجزء الثالث الذي عُرض مؤخراً، حيث تعتقد فئة كبيرة من الجمهور والنقاد أنه الأضعف مقارنةً بالجزئين السابقين.
تقوم السلسلة على فكرة رئيسة وهي قضايا تخص النساء، تتفرع ليحمل كل جزء قصة وقضية مختلفة، حيث يأتي الجزء الثالث ليطرح قضية الأمهات في سن الأربعين ممن قمن وحدهن بتربية أبنائهن حتى أصبحوا في عمر الشباب، ويرغبن الآن بتعويض ما فاتهن من مشاعر مع شريك مناسب، أمام رفض الأبناء وما يسببه الأمر من انهيار في هذه العلاقات بعد عشرات السنوات من التضحية والبذل.
الفكرة بحد ذاتها حقيقية وواقعية جداً، وهناك الكثير من المشاهدين ممن سيكون حولهم شخص يشبه نيللي كريم ويعيش هذا الصراع، إلا أن ما أضعف الفكرة هو ربطها بقضية أخرى وهي تفضيل الأبناء على البنات في التربية، والتي أراها قضية مختلفة تماماً كان يجب أن يُخصص لها جزء آخر من السلسلة حتى تأخذ حقها من الطرح.
أمر آخر أضعف العمل، وهو «الكاستينج»، أو الطريقة التي تم تسكين الشخصيات بها في العمل، حيث كانت مجموعة الممثلين في الجزئين السابقين أفضل بينما يعاني هذا الجزء من فوارق كبيرة جداً بين أداء نيللي وجميع الممثلين حولها في الأدوار الرئيسة باستثناء النجم صلاح عبدالله، ولذلك تأتي مشاهدها معه، رغم قلتها، في المقدمة، بينما يظهر بقية الممثلين في جميع المشاهد الأخرى باهتين جداً أمامهما.. وهنا يجب أن أتوقف عند الممثل أحمد طارق بالذات، والذي أراه البديل الدرامي الذي طال انتظاره لفنانين كمحمود قابيل، ومصطفى فهمي، وغيرهما، حيث يتساءل الجمهور عن الوساطة التي تفرضه في المسلسلات رغم تواضع موهبته، بينما أرى الأمر بطريقة مختلفة، حيث أرى أن الحاجة لممثل بمواصفاته هي التي تفرضه، رجل أربعيني وسيم و«جنتل» بطبيعته، ليس لديه أي مانع أن يكون مسانداً لعمل تلعب بطولته فنانة، شكله وطريقته وعمره هي الأسباب الرئيسة لاختياره.
أخيراً، لا أرى أنه من غير المتوقع أن يكون هناك جزء أضعف من الآخر ضمن سلسلة «ليه لأ»، وبرأيي أن القضية هي التي تحكم في كل مرة، فهناك قضية تتسع معها دائرة الافتراض والكتابة، وهناك قضية ربما تكون حساسة لا يمكن معها التحرر كثيراً في الكتابة، لكن الأهم من كل ذلك هو أن تحتفظ السلسلة باختلافها، وفضول الناس حول ما تقدمه من أفكار في كل مرة، حتى يتلاشى هذا الفضول فيبدأ العمل على سلسلة مختلفة تخلق معهم فضولاً مشابهاً.