أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء يوم أمس الاثنين الموافق 22 يناير عن بدء ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، وهي جزء من أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية "هيرا" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". وتمتد الدراسة على مدار 180 يومًا من العمل البحثي عبر 4 مراحل (45 يومًا لكل منها)، حيث سيدرس أعضاء طاقم كل مهمة كيفية التكيف مع العزلة والحبس والظروف البعيدة عن الأرض قبل إرسال رواد فضاء في مهام طويلة الأمد.
ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء
وبحسب وكالة أنباء الإمارات "وام" ستشمل جميع مراحل الدراسة تجارب علمية مُقدمة من جامعات إماراتية، ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من الدراسة في 26 يناير 2024. وسيشارك أعضاء الطاقم الإماراتي بداية من المرحلة الثانية المقررة في 10 مايو 2024، بينما ستبدأ المرحلتان الثالثة والرابعة في 9 أغسطس 2024 و1 نوفمبر 2024، على التوالي.
مجمع "هيرا"
يذكر أنه وفي إطار أبحاث محاكاة مهام الاستكشاف البشرية "هيرا" التابعة لوكالة "ناسا" سينضم أعضاء الطاقم الإماراتي إلى فريق البحث في مركز جونسون للفضاء، حيث تُجرى الأبحاث المخصصة لهذه الدراسة الرائدة.
ويُعد مجمع "هيرا" موقعًا فريدًا مكونًا من 3 طوابق، وقد تم تصميمه خصيصًا لاستضافة أبحاث محاكاة الفضاء، حيث يوفر بيئة عازلة ويعكس سيناريوهات مواقع الاستكشاف. ستتضمن الأنشطة داخل المجمع اختبار تقنيات الواقع المعزز ومراقبة بيئته الافتراضية، فضلاً عن تجارب تفاعلية مع سيناريوهات مثل تأخير الاتصال مع فرق دعم التحكم الأرضي أثناء "الاقتراب" من قمر المريخ "فوبوس".
استكشاف المريخ
يشار إلى أنّ هذه الأنشطة ستساعد الباحثين في تطوير استراتيجيات لزيادة استقلالية أفراد الطاقم التناظري وتعزيز تفاعلهم كفريق، وتسهم في تعزيز التواصل الفعال لتحقيق الأهداف المحددة. ومن خلال هذه البيانات، يمكن للعلماء تطوير استراتيجيات تدريب أكثر فعالية لرواد الفضاء، استعدادًا للمهام المستقبلية مثل استكشاف المريخ، وهي رؤية طويلة الأمد لدولة الإمارات العربية المتحدة في إطار برنامج المريخ 2117.
مركز محمد بن راشد للفضاء يعلن عن انطلاق ثاني دراسة ضمن برنامج #الإمارات لمحاكاة الفضاء في 26 يناير الجاري، حيث يشارك في أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية "هيرا" بالتعاون مع وكالة "ناسا"، وذلك من خلال طاقم محاكاة إماراتي، وتجارب مقدمة من جامعات الدولة. pic.twitter.com/Wd5cpFkSaA
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) January 23, 2024
الجامعات الإماراتية
الجدير بالذكر فإنّ الجامعات الإماراتية تلعب دورًا محوريًّا في ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، من خلال تقديم تجارب متنوعة، حيث تقدم جامعة الإمارات العربية المتحدة 3 تجارب تركز على مجالات مختلفة. التجربة الأولى ستركز على دراسة اضطرابات الأيض المتعلقة بالجلوكوز خلال فترة 45 يومًا من العزلة، عبر تحليل النواتج الأيضية، أما التجربة الثانية ستعمل على رصد الضعف في وظائف الدماغ، الناتج عن الإرهاق الذهني. في حين ستعمل التجربة الثالثة على مراقبة المؤشرات الحيوية للقلب والأوعية الدموية باستخدام تقنيات بصرية.
فيما ستقدم جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية تجربتين؛ الأولى تركز على تقييم استهلاك الجسم للطاقة، والمحتوى الذي يشكلها، وكثافة العظام، والكتلة العضلية قبل وخلال العزلة. بينما ستركز التجربة الثانية على دراسة تأثير التعرض مطولًا لبيئة محاكاة الفضاء على القلب والأوعية الدموية.
كما ستشارك الجامعة الأمريكية في الشارقة بتجربة واحدة، وستتناول دراسة الضغط النفسي في العزلة والأماكن المغلقة.
المزيد حول: مركز محمد بن راشد للفضاء
أول دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء
تجدر الإشارة إلى أنه تم إنجاز أول دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء بنجاح في عام 2022، كجزء من برنامج سيريوس -21، الذي يهدف إلى اختبار تأثيرات العزلة على النفسية والفسيولوجيا البشرية.
برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء
يعد برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء هو أحد المشاريع التابعة لمركز محمد بن راشد للفضاء، ضمن برنامج الإمارات الوطني للفضاء، والذي يموله صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر