حظى مسلسل "جولة أخيرة" بطولة الفنان أحمد السقا، بردود فعل واسعة، بالتزامن مع انطلاق الحلقة الأولى منه، لاسيما وأن العمل يحمل العديد من المفاجآت، بداية من اختيارات الممثلين، وظهورهم في تجارب تمثيلية غير معتادة، مروراً بطبيعة القصة نفسها، والتي تُسلط الضوء على عوالم جديدة، ممزوجة بطابع إنساني مؤثر.
ويتناول المسلسل شخصية الدكتور "يحيى"، الذي تمر حياته بالعديد من الأزمات، خاصة بعد ابتعاده عن ممارسة رياضة الفنون القتالية، كما يعيش حياة روتينية، وهو منفصل عن زوجته، وفجأة يظهر مدربه القديم الملقب بـ"تامبي"، والذي يحاول إعادته لممارسة رياضة الفنون القتالية.
مسلسل "جولة أخيرة"، يُشارك في بطولته كلّ من أحمد السقا، وأشرف عبد الباقي، وعلي صبحي، وأسماء أبو اليزيد، ورشدي الشامي، وصفاء الطوخي، وحنان سليمان، وسحر رامي، بجانب مشاركة أحمد فهمي وحنان مطاوع كضيفي شرف، والعمل سيناريو وحوار أحمد ندا ومحمد الشخيبي، وإخراج مريم أحمدي.
المخرجة مريم أحمدي، كشفت في حديثها مع "سيدتي" تفاصيل رحلتها مع "جولة أخيرة"، وردود فعل الجمهور، وأبرز التحديات التي واجهتها، وتعاونها مع أبطال المسلسل، وغيرها من الكواليس.
- في البداية، ماذا عن ردود الفعل التي تلقيتها منذ عرض المسلسل؟
طوال الوقت، ومنذ عرض الحلقة الأولى تلقيت العديد من ردود الفعل، وفي الحقيقة كلها مميزة جداً وإيجابية، لذلك سعيدة بها للغاية، وهو الشعور نفسه تجاه الردود السلبية، كونها تحمل نوعاً من التقدير للمجهود الذي بذله طاقم العمل في المسلسل، وأنه بمثابة مشروع درامي يحترم عقل المُشاهد، لذلك سعدت بكل التعليقات، ومن أبرز الرسائل الإيجابية التي تلقيتها بشكل شخصي، كانت من أحد العاملين بالمجال، وقال لي: "فيه مشاهد بتفرج عليها بحس إن مخرجة هي اللي نفذتها، ومشاهد أخرى أشعر أن رجلاً هو اللي نفذها"، وهذا التعليق أسعدني جداً.- هل جرى التواصل مع أحمد السقا بعد عرض المسلسل ومعرفة رد فعله؟
بالتأكيد، هناك تواصل بشكلٍ شبه يومي، والحمد لله هو سعيد جداً من ردود الفعل حول المسلسل، وكذلك أشرف عبد الباقي ورشدي الشامي، وكل طاقم العمل.- حدثينا عن بداية رحلتك مع المسلسل والتي بدأت منذ عامين تقريبًا؟
ليس دقيقاً أن التحضير للمسلسل، بدأ من عامين كما يزعم البعض، لكن في حقيقة الأمر أنني كنت سأتعاون في مشروع درامي آخر، إلا أنه توقف بسبب ظروف مختلفة، منها فيما يتعلق بالورق والكتابة، كما أن السقا كان مشغولاً بمسلسله الذي قدّمه في رمضان الماضي، وأنا كنت مشغولة بالتحضير لمسلسل آخر قبل الاعتذار عنه، كل هذه الأمور تسببت في توقف المشروع، وعُدنا نعمل على مسلسل جديد وهو "جولة أخيرة" بداية من شهر أبريل الماضي، اطلعنا على المعالجة في البداية وتحمسنا لها، وبدأنا بعدها في التحضير والتصوير، إذن الأمر لم يستغرق وقتاً طويلاً.- وماذا عن مرحلة تسكين الأدوار والتي جاءت بالعديد من المفاجآت؟
كانت هناك أدوارًا معينة رشحت لها ممثلين في مخيلتي بالبداية قبل حتى الانتهاء من الكتابة، منها الفنان أشرف عبد الباقي في دور "تامبي"، فكنت آراه منذ اللحظة الأولى في هذه الشخصية، وكنت حريصة على تقديمه لتلك التجربة، فهو بالنسبة لي ممثل مميز وأقدره بشدة، وكنا نفتقده، خاصة وأنها له تجارب مختلفة ومتنوعة، وعمل مع مخرجين مهمين جدا، مثل عاطف الطيب، كما أن شخصية "تامبي" لم تكن بهذا الشكل في البداية، فقد عملت على تطويرها ورسم بعض التفاصيل مع المؤلف، ثم بعد ذلك رشحت اسم الفنان أشرف عبد الباقى للشركة المنتجة، والأمر لاقة قبولاً كبيراً، وتواصلنا معه وتحمس للتجربة هو الآخر، فموضوع تسكين الأدوار، استغرق بعض الوقت، فتعاونت مع "كاستنج دايركتور" محمد شاهين لفترة على هذه المسألة، فرغم أن الأدوار قد تبدو بسيطة، إلا أنها مركبة.- هل تؤيدي رؤية البعض بأن تجربة أشرف عبد الباقى في "جولة أخيرة" بمثابة مغامرة؟
لا أراها كذلك إطلاقًا، بقدر ما أرى أن الممثل الجيد يستطع تقديم كل الأدوار، ولا يصح أن نحصر أشرف عبد الباقي في أدوار معينة، كون غالبية تجاربه الأخيرة كوميدية، فكما أشرت هو تعاون مع مخرجين مهمين، فيمكن القول إننا كنا نفتقده شيئاً ما، لكن لم يكن لدي علم بموقفه سواء قبول أو رفض المشاركة في مثل هذه النوعية من التجارب الدرامية، كما أنه بشكل عام، شخص مغامر، بيحب العمل جداً، وتجاربه كلها مختلفة، ودائم التجريب، ولديه روح المغامرة طوال الوقت.- وماذا عن التعاون مع أحمد السقا خصوصاً وأن ظهوره لاقى إشادات جماهيرية واسعة؟
كما ذكرت أنني كنت أتعاون مع أحمد السقا على مشروع تليفزيوني آخر، وعندما تعطل، قررنا البحث عن مسلسل جديد يصلح لمنصة رقمية، واطلعت على قصص مختلفة، وكان من بينها هذا المسلسل، وعجبني جداً، وعرضته عليه ونال إعجابه أيضاً، واحترمت اختياره لهذا الورق تحديداً، وكذلك جرآته للدور الذي قد يبدو أنه بسيط، إلا أنه يعتبر anti hero، وهذا ليس سهلاً على اختيارات أي نجم، فهو دور شديد الحساسية، ووافق على تجسيد شخصية بتلك التركيبة التي تفتقد الصورة النمطية للبطل في الأعمال الفنية، فهو اختيار يمكن وصفه بالمغامرة.- وكيف كانت فترة التحضيرات لشخصية "شجيع"؟
أولاً شخصية "دكتور يحيى" شهدت تطويراً كبيراً بالتعاون مع المؤلف، بجانب إضافة بعض التفاصيل، مثل إطلاق اسم "شجيع"، والدور تطلب منه تحضيرات مكثفة، سواء تدريبات لياقة بدنية، أو رياضة MMA، فضلاً عن التدريب على فكرة أنه بطل فنون قتالية معتزل منذ 7 أعوام، فيظهر في شكلٍ ليس بحيوية اللاعب الممارس، وذلك جاء بالتعاون مع مدربين لياقة بدنية، وفنون قتالية، وكيك بوكس، وكذلك مدرب تمثيل، بجانب عمل معايشة للشخصية، خاصة وأنه "يحيى" مصاب بالاكتئاب، فالدور لم يكن سهلاً إطلاقاً، فأحمد السقا بالنسبة لي نجم كبير، وقدم مشاريع مهمة جداً، ويُعد من أهم نجوم السينما الحديثة، ولديه أفلام شديدة الأهمية في تاريخ السينما المصرية.- وماذا عن باقي الأدوار؟
في الحقيقة، الأدوار لم تكن سهلة، كلها مليئة بالمفاجآت، وتطلبت مجهوداً ضخماً، وعملنا معايشات مع بعض الممثلين قبل التصوير، وكانت هناك أدورًا صعبة في تنفيذها، مثل دور الفنان رشدي الشامي، فعقدنا جلسات مع دكتورة نفسية لرسم ملامح الشخصية وتطويرها، من ناحية الشكل الخارجي، وطريقة الكلام، وطريقة الأكل، واللبس، حتى يظهر بشكلٍ مختلف، خاصة وأن هناك قطاعاً كبيراً من الجمهور يربط شكل مريض ألزهايمر بشكلٍ طبي، رغم أنها قماشة واسعة جداً، وليست لها قالب ثابت، خصوصاً وأننا لم نستطع توقع رد فعل هؤلاء المرضى في أغلب الأوقات، لذلك الدور كان به مساحة من الارتجال، ووقت التصوير كان صعباً للغاية، لأنه منطقة حساسة جداً، ويجب أن يُقدم بشكلٍ مختلف ويُصدقه الجمهور ويتفاعل معه، وأعتبر هذا الدور من الأدوار شديدة الأهمية بالنسبة لي، لأن لي شخص قريب منّي مريض بألزهايمر، لذا عملت على الدور مع رشدي الشامي بعناية شديدة، حتى خرج بتلك الصورة التي ظهرت على الشاشة.- وماذا عن اختيار الفنان علي صبحي في شخصية "شبكة"؟
علي صبحي واحد من أبرز الفنانين، ورشحته لأحد الأدوار في المسلسل الأول قبل أن يتعطل، وبعدما رأيته في "تحت الوصاية" تأكدت أنه صاحب موهبة واختياري في محله، وتجددت الرغبة في التعاون معه، من خلال شخصية "شبكة" وهو دور حساس جداً، كونه بني آدم يتخبط بين الخير والشر، بسبب ماضيه المؤلم، وفشله في التخلص منه أو التصالح معه، فرغم أن باقي الأبطال كلّ منهم له ماضٍ ورصيد من الذنوب، إلا أنهم يمتلكون القدرة في التصالح معه إلى حدّ ما، لذلك دور "شبكة" كان شديدة الصعوبة بداية من كتابته، والمؤلف تعامل معه بحساسية، حتى لا تُطاله الانتقادات، والأمر ذاته مع شخصيات الأمهات، كونها شخصيات موجودة بالمجتمع، ونجحنا في تقديمها بعيداً عن النمطية.- البعض أشاد بفكرة الربط بين الأجيال بين أسرة علي صبحي وكذلك أسماء أبو اليزيد خصوصاً أنهما من عالم واحد.. ما تعليقك؟
بالفعل يعتبر نماذج الـ3 أمهات، وشخصية أسماء أبو اليزيد وجهان لعملة واحدة، مع الفارق الزمني، وأن هذا العالم كان موجوداً في فترة شبابهن، وأخذ يتطور حتى ظهر في شكله الحالي، من مكالمات فيديو لتطبيقات محادثات وغيرها، لكن الدافع واحد في الفترتين، وهو بسبب المادة، والبعض قد يهاجمهن، وآخرين يدافعن عنهن بسبب ظروفهن، لكن في النهاية قدّمت هذا العالم بصورة ليست نمطية، وليس شرطاً أن تظهر "بائعة الهوى" بملابس معينة أو تتحدث بطريقة ما، لذلك قررت تقديمهن دون أحكام مسبقة، والجمهور اطلع عليهن بزاوية مختلفة، خاصة وأنها شريحة موجودة في المجتمع، مع التأكيد على أن تسليط الضوء على هذا العالم ليس بغرض الترويج له، إنما كونه موجود بيننا.- هل واجهتِ مشكلة مع الرقابة؟
لا، لم نواجه أي مشاكل مع الرقابة، خاصة وأنني أرى أن المسلسل لا يحتوى على مشاهد قد تُزعج المشاهد، فالأهم هو الشكل النهائي الذي يُقدم فيه الموضوع على الشاشة، كما أعتقد أن المنصات الرقمية أتاحت المساحة لحوار مختلف وبه جرأة نوعاً ما، مع شرط تحديد الفئة العمرية، مسلسل "جولة أخيرة" جرى التنويه بأنه يصلح لمن هم دون 13 عاماً.- أخيراً.. ماذا بعد "جولة أخيرة"؟
أحضر لأكثر من مشروع في الوقت الحالي، بعدما سبق واعتذرت عن إخراج أحد الأفلام قبل أيام، ولدىّ مسلسل مأخوذ عن رواية "دم على نهد" للكاتب إبراهيم عيسى، ومعالجة درامية محمد هشام عبية ووائل حمدي، المشروع لازال في مرحلة الكتابة ولم يُحدد موعد انطلاق التصوير حتى الآن، وبقرأ سيناريو فيلم لكن لم أحسم رأيي بعد.لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»