يتعرض الأطفال لعدد من المشكلات الصحية خلال فترة الرضاعة، بعضها قد يؤدي إلى معاناة الطفل، ما يتسبب في شعور الأمهات بالقلق، ومن هذه المشاكل البصق، والذي يحدث نتيجة سرعة تناول الرُّضَّع لغذائهم، أو ابتلاع الهواء، أو الإفراط في كميَّة الغذاء المُتناولة، وقد يحدث دون سببٍ واضح.
فما هي أسباب كثرة البصق عند الطفل الرضيع، وهل يعد البصق مؤشراً خطيراً بالنسبة للرضع؟ اللقاء مع الدكتور إبراهيم الخولي، استشاري طب الأطفال؛ لشرح أسباب البصق، والفرق بينه وبين القيء، أو زيادة اللعاب، ومتى يصبح البصق مشكلة؟ ومتى يستدعي الأمر اللجوء لاستشارة الطبيب؟ التقرير التالي يجيب.
اضطرابات حركة البلع
ينجم البصق و القيء عن اضطراب زيادة إفرازات اللعاب لدى الرضع، وهو أمر طبيعي لا يدعو للقلق، حيث يتعين على الأطفال تعلم كيفية التناسق العضلي.
بينما زيادة إفرازات اللعاب تستدعي القلق لدى الأطفال الأكبر من 3 سنوات؛ لأنها تشير حينئذ إلى مشكلة صحية مثل؛ صعوبات البلع أو عدم القدرة على التحكم في حركات الفم واللسان، أو سوء غلق الفم.
كما قد يتسبب الحجم الكبير للوزتين أو مشاكل الأعصاب في اضطراب حركة البلع، وفي بعض الأحيان تفرز الغدد اللعابية كمية من اللعاب زائدة عن الحد.
وبالإضافة إلى ذلك، قد ترجع زيادة إفرازات اللعاب إلى بعض الأدوية؛ مثل أدوية الصرع أو الأدوية النفسية، لذا ينبغي استشارة طبيب الأطفال؛ لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء زيادة إفرازات اللعاب، والخضوع للعلاج في الوقت المناسب.
وقد يكون العلاج في تدريب حركة اللسان والبلع، وفي حالة فرط نشاط الغدد اللعابية، يمكن الخضوع إلى الحَقن بالبوتوكس، وفي حالات نادرة يمكن اللجوء إلى الجراحة.
أسباب البصق عند الأطفال الرضع
- يبصق الرُّضَّع كميات صغيرة خلال الرِّضاعة أو بعدها بفترة وجيزة، وغالباً ما يكون في أثناء التَّجشُّؤ عادةً.
- يستطيع الأهل ذوو الخبرة التفريق بين البصق والقيء عادةً، ولكنَّهم قد يحتاجون في البداية إلى التَّواصل مع الطبيب أو المُمرِّضة.
- من الطبيعي أن يبصق الأطفال حليب الثدي أو اللبن الصناعي من حين لآخر، وعادة لا يؤدي ذلك إلى ضيق في التنفس أو فقدان في الوزن.
- حتى ولو أخرج الرضيع كمية كبيرة منه، فيحدث ذلك بسبب ضعف العضلة الواقعة بين المريء والمعدة.
- ويمكن أن يشكّل البصق مشكلة لدى بعض الأطفال، خاصةً إذا كانت المعدة ممتلئة جداً أو محتوياتها تتدفق.
- احتمالية تسلل كمية كبيرة من الهواء إلى داخل جسم الطفل، بشكل يزيد على الحاجة، أو ضيق مخرج المعدة.
أهمية تجشؤ الرضيع بعد شرب الحليب
الفرق بين البصق والقيء
يمكن التفرقة بين البصق والقيء عند الأطفال الرضع من خلال مجموعة عوامل، أبرزها ما يلي:
- يظهر البصق بسرعة، وغالباً ما يكون هادئاً.
- البصق أكثر شيوعاً في الأشهر الأولى من عُمر الطفل، غالباً في الفترة قبل بلوغه 6 أشهر من العمر.
- يحدث البصق بشكل أقل عندما يقترب الطفل من إتمام عامه الأول.
- القيء مجرد عَرض لمرض ما، وليس مرضاً في حد ذاته، لذلك يظهر مصحوباً بأعراض أخرى؛ مثل الحمى أو الإسهال.
- تأتي نوبات القيء وتنتهي بسرعة؛ لأنها مرتبطة بالمرض الأساسي.
متى يكون البصق عند الأطفال مشكلة؟
على الرغم من أن البصق من الأمور الطبيعية لدى الأطفال، فإنه في بعض الحالات قد تظهر بعض العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب المختص، ومنها:
فقدان الطفل وزنه بشكل غير مبرر، وإذا جاء البصق مصحوباً بمجموعة متنوعة من الألوان؛ مثل: الأحمر الوردي، الأصفر الغامق، أو الأخضر المائل للاصفرار. يمكن أن يكون القيء خطيراً في الأشهر الأولى من عُمر الطفل، خاصة بسبب زيادة خطر تعرضه للجفاف.
نصائح لتقليل البصق عند الأطفال
هناك بعض النصائح الطبية التي ينبغي على الأمهات اتباعها عند ملاحظة استمرارية البصق عند الطفل، وتشمل:
- تناول الطفل لعدد وجبات أقل، ويفضل أن تُرضع الأم طفلها من ثدي واحد فقط في كل رضعة، مع تقليل كمية الحليب الاصطناعي المقدم له.
- الحفاظ على بقاء الطفل مستقيماً لمدة 20 إلى 30 دقيقة بعد الرضاعة.
- تجنب الارتداد أو الحركات السريعة.
- تجنب الملابس والحفاضات الضيقة، التي تشكل ضغطاً على معدة الطفل.
- تناول الطفل لبعض الأطعمة، مثل منتجات الألبان، فهي تساعد على هضم حليب الثدي بشكل أفضل.
- تجنب نوم الطفل على بطنه، لأنه قد يؤدي إلى زيادة كمية البصق.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.