توفر الطبيعة الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، وعدداً لا يحصى من الموارد الحيوية الأخرى، لكن مستقبل الطبيعة غير مؤكد؛ نحن نفقد الغابات والحياة البرية والمياه العذبة والمزيد بمعدل غير مسبوق، وعلى الرغم من أنه من السهل أن نشعر بالأذى وأحياناً اليأس بسبب تفاقم هذه المشكلات، إلا أننا نمتلك القدرة على إحداث تغيير، من خلال ساعة الأرض.
أكبر حركة شعبية عالمية للحفاظ على البيئة
وفقاً للموقع الرسمي لساعة الأرض earthhour.org، تعد ساعة الأرض أكبر حركة شعبية عالمية تسعى للمحافظة على البيئة من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وقد بدأت إرهاصاتها الأولى من مدينة سيدني الأسترالية في عام 2007 عندما اتفق الأستراليون من سكان المدينة على إطفاء الأنوار في المنازل والأماكن العامة، للتنديد ونجحت الفكرة بشكل رائع وانتشرت كالنار في الهشيم بالعديد من دول العالم، حيث شارك بالحدث بذلك اليوم أكثر من مليونيْ شخص من سكان مدينة سيدني، لتتحول ساعة الأرض إلى ظاهرة عالمية يشارك فيها ما يقرب من 1.8 بليون نسمة من أنحاء العالم بدعم من الصندوق العالمي للطبيعة "WWF".
أشهر المعالم تطفئ أنوارها مشاركة بساعة الأرض
في كل عام، بمناسبة ساعة الأرض، يتحد ملايين الأشخاص حول العالم لإظهار اهتمامهم بمستقبل كوكبنا، فساعة الأرض تقام في يوم السبت الأخير من شهر مارس، بدعم من الصندوق العالمي للطبيعة "WWF"، (منظمة دولية غير حكومية تهتم بالحفاظ على البيئة وزيادة الوعي بقضايا المناخ)، حيث تطفئ دول العالم الأنوار من الساعة الـثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف، كلٌّ حسب توقيته؛ أي لمدة 60 دقيقة في المنازل، ومكاتب العمل، والشركات والمؤسسات الكبرى، وناطحات السحاب في جميع دول العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وجميع المدن الآسيوية من سنغافورة إلى هونغ كونغ، وأشهر المعالم حول العالم بدءاً من الكولسيوم في روما والساحة الحمراء في موسكو فضلاً عن بوابة براندبورغ في برلين وقصر ويستمنستر في لندن، وكذلك الألواح المضيئة في بيكاديلي سيركس في العاصمة البريطانية وبرج إيفل في العاصمة الفرنسية، وأوبرا سيدني في أستراليا، وبرج جدة بالمملكة، وتطفئ مصر الأنوار في جميع معالمها الأثرية بمدنها المختلفة بطول الجمهورية وبرج خليفة في دبي، وذلك في مسعى للحفاظ على الكوكب.
(تقوم الإمارات بالمشاركة بساعة الأرض من خلال برنامج قادة التغيير، حيث تنظيم فعاليات "تحدث من أجل كوكب الأرض" لساعة الأرض).
للإضاءة على قضايا البيئة والمناخ
وفقاً لموقع worldwildlife.org، ففي العام الماضي، تم منح أكثر من 410.000 ساعة لكوكبنا من قبل داعمين في أكثر من 190 دولة وإقليم بالعالم قاموا بالمشاركة، ويتوقع هذا العام أن يزيد عدد الدول المشاركة، حيث تسعى الولايات المتحدة في الوصول إلى هدف يتمثل في أكثر من 1000000 ساعة تُمنح للأرض بحلول يوم الأرض، 22 أبريل 2024.
الحدث لا يقتصر فقط على إطفاء الأضواء لمدة ساعة فحسب، بل:
- نشر الوعي بهذه المناسبة والحفاظ على البيئة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
- تعريف الأفراد والعائلات في المنازل، بأهمية دورهم مهما بدا صغيراً في الحفاظ على البيئة والكوكب.
- توعية الموظفين بشأن التغير المناخي من خلال القيام بأنشطة وفعاليات مختلفة في هذه المناسبة.
- الدعوة لاتباع أساليب وخطوات فعّالة للاستفادة من الطاقة المستدامة في أماكن العمل وغيرها.
كيف أشارك بساعة الأرض؟
بغض النظر عن اهتماماتك سواء كانت الطعام أو اللياقة البدنية أو الفنون أو الاستدامة أو الهواء الطلق، يمكن لأي شخص قضاء ساعة في إعادة الاتصال بالأرض ورد الجميل لها، فلتقم بإطفاء أنوار المنزل، وإيقاف أي جهاز يعمل بالكهرباء، على أنه من المستحسن فصل الكهرباء عن المنزل من لوحة الكهرباء الرئيسية لمدة ساعة، واسعَ لقضاء 60 دقيقة في فعل شيء –أي شيء– إيجابي لكوكبنا. هل تحتاج إلى الإلهام؟ هذه بعض الأفكار:
- الابتعاد عن الشاشات الزرقاء لمدة ساعة.
- استمتع ببعض الوقت مع نفسك أو مع أحبائك في الأحاديث الممتعة.
- يمكنك لعب إحدى الألعاب اللوحية على ضوء الشموع.
- يمكنك مشاهدة النجوم في حديقة منزلك أو من النافذة.
- ممارسة تمارين اليوجا أو التأمل الذاتي لاستعادة التوازن الذاتي.
- إذا كنت من أصحاب الصوت الجميل، أو تملك هواية عزف الموسيقى يمكنك الغناء أو عزف الموسيقى مع أصدقائك على أضواء الشموع.
- قضاء ساعة في الطبيعة والخروج للتنزه في مجموعة قريباً من المنزل.
- الاستماع لعدد من برامجك المفضلة عبر الراديو.
- احصل على إلهام أصدقائك وعائلتك وجيرانك من الطبيعة من خلال تنظيم عرض لفيلم "إنقاذ جزرنا البرية".
- شاهد السير ديفيد أتينبورو وهو يحكي قصة أمل في وقت الأزمات بالنسبة للطبيعة في المملكة المتحدة في فيلم وثائقي عن الصندوق العالمي للطبيعة وRSBP والصندوق الوطني للبيئة.
- استمتع بوجبة مستدامة مع أصدقائك وعائلتك، يمكنك الاطلاع على العديد من الوصفات البسيطة لإعداد وجبة أكثر استدامة لعيد ساعة الأرض.
وإذا كان لديك أفكار أخرى للمشاركة في ساعة الأرض يمكنك مشاركتنا هذه الأفكار، وإذا أردت التعرف إلى المزيد من السياق ذاته فتابع الرابط: ساعة الأرض لنمنح كوكبنا 60 دقيقة في عمل شيء إيجابي