انطلقت كلوتيلد إنتركاناليس مديرة تجربة العملاء في شركة ACCIONA CULTURA في لقاءٍ لها من مسيرتها المهنية وبداياتها حيث درست مجال تاريخ الفن، لتنتقل بعدها إلى تجربة عملها في الشركة، وأكدت في حديثها على إيمانها بقدرتهم كشركة على المساهمة بشكل كبير في تحقيق الأهداف الثقافية للمملكة بحلول العام 2030، خصوصاً أن الاستدامة تشكل جزءاً لا يتجزأ من رؤية المملكة، وتعد Acciona رائدة عالمياً في تقديم حلول استدامة متكاملة، حول هذه المحاور وغيرها من التفاصيل كان هذا اللقاء.
1. هل يمكنك أن تحدثينا عن مسيرتك في منصب مديرة تجربة العملاء في شركة ACCIONA Cultura ؟ ما الذي حفزك في هذا المسار؟
درست تاريخ الفن مع تركيز على الفن الفارسي، وخلال دراستي، نظمت معرضاً في متحف كالوست غولبنكيان بلشبونة، حيث بدأت اهتمامي بتصميم المعارض وتجربة الزائر، بدون خلفية أكاديمية في هذا المجال، أدركت شغفي بتقديم القصص بطرق مبتكرة ومختلفة، انضممت لـAcciona Cultura لتجهيز معرض في الدوحة، متعاونة مع مختصين في تصميم المعارض والإضاءة والصوت لتقديم تجارب فريدة للزائرين، توليت مسؤولية تصميم وتطوير معرض "تجربة ريال مدريد"، ومعرض شامل عن الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، وقد كانا مشروعين مهمين لشركة Acciona Cultura، وكلاهما نجح بشكل جيد، ولذا توليت منصبي الحالي بعد بضع سنوات.
كلما زاد ارتباط الزائر بالقصة كان التأثير أعمق
2. كيف تعرِّفين مفهوم "التجارب" في المجالات الثقافية والإبداعية، وما الذي يجعل مثل هذا المفهوم مؤثراً؟
التجارب لا تحقق إلا من خلال من يعايشها ويختبرها، وهذا المبدأ يشكل جوهر مفهوم التجارب في المجال الثقافي؛ إذ يحتم علينا كمصممين لهذه التجارب الأخذ بعين الاعتبار المتلقي بشكل دائم خلال عملية التصميم، عند تشكيل التجارب يجب أن نتساءل باستمرار: "كيف سيشعر الزائر في هذا العرض؟"، "أي حاسة ستستخدم عند استقباله؟"، "وهل سيثير العرض تأثيراً عاطفياً، جسدياً أم ذهنياً لدى الزائر؟".
التأثير يلعب دوراً محورياً في قيمة التجربة، فالتجربة لن تُعد ناجحة ما لم تُحدث تأثيراً إيجابياً مستداماً في ذاكرة الزائر، لتعزيز هذا التأثير نستخدم عناصر متنوعة مثل المفاجأة أو المجهول، لكن أهم عنصر هو السرد، الذي يجب أن يأتي في المقام الأول، ينبغي لتجاربنا أن تروي قصصاً، فكلما زاد ارتباط الزائر بالقصة، كان التأثير أعمق وأقوى.
3. كيف تقوم شركة ACCIONA Cultura بتصميم تجاربها الثقافية بحيث تلقَى صدى لدى الجمهور السعودي؟
في ACCIONA Cultura، نحرص على انتقاء القصص التي نرويها بعناية، لتحقيق ذلك نقوم بدراسة معمقة ونسعى للعثور على الخبراء الذين يمكنهم مساعدتنا في فهم هذه القصص بشكل أعمق، التواصل الفعّال مع الجمهور السعودي يتطلب منا فهم احتياجاتهم وما يجدونه ممتعاً، وهذا هو الأساس الذي يجب أن نقوم عليه بشكل صحيح، فهو ليس فقط أولويتنا بل والأهم أيضاً، نحن نسعى إلى إضافة طابع التفاعلية على تجاربنا بحيث نمنح جمهورنا فرصة للمشاركة الفعّالة في القصة، مما يجعلها تنبض بالحياة، ويضمن أن كل فرد يجد مكاناً له فيها، بما يضمن شمولية التجربة وعدم إقصاء أحد.
4. ما هي الفرص أمام ACCIONA Cultura للمساهمة في تحقيق الأهداف الثقافية لرؤية السعودية 2030؟
شاركت Acciona Cultura بنشاط في معظم المهرجانات الثقافية حول العالم منذ العام 1992، متولية إدارة العديد من المشاريع الثقافية البارزة عبر عقود في دول تتراوح بين الصين وكندا ونيجيريا والمكسيك، تعاونا مع العلامات التجارية التي تركز على تقديم خدماتها مباشرة للمستهلكين (B2C) لتعزيز علاماتها التجارية، بالإضافة إلى العمل مع هيئات حكومية لدعم تشكيل الهويات الوطنية، نجحنا في كل هذه المجالات معتمدين على الابتكار، التميز، والكفاءة.
أشعر بالفخر لكوني جزءاً من شركة بمثل هذه السمات، وأؤمن بقدرتنا على المساهمة بشكل كبير في تحقيق الأهداف الثقافية للمملكة بحلول العام 2030، خصوصاً أن الاستدامة تشكل جزءاً لا يتجزأ من رؤية المملكة، وتعد Acciona رائدة عالمياً في تقديم حلول استدامة متكاملة.
5. كيف تقوم شركة ACCIONA Cultura بإشراك كل من المجتمعات والمواهب المحلية في تطويرها للتجارب للسوق السعودية؟
تسعى ACCIONA Cultura إلى تحقيق مشاركة متكاملة مع المجتمعات المحلية وإبراز المواهب الوطنية؛ من خلال التعاون مع فنانين ومصممين سعوديين ومؤسسات ثقافية محلية، بالإضافة إلى ذلك نقوم بتنظيم ورش عمل وفعاليات تشجع المشاركين من المجتمع على تقديم إسهاماتهم وابتكاراتهم، مما يضمن أن تنمو مشاريعنا، وتتجذر ضمن البنية الثقافية المحلية.
ما رأيك بالاطّلاع على السعودية ضيف شرف معرض بكين الدولي للكتاب 2024
المؤسسات الثقافية تقوم بدور مركزي في رفع مستوى الوعي
6. ما هو تأثير المؤسسات الثقافية على المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالتعليم والمشاركة المجتمعية؟
المؤسسات الثقافية تمارس تأثيراً بالغ الأهمية على المجتمع بتقديمها فضاءات للتعلم، التأمل، والمشاركة الفعالة في الحياة المجتمعية، هذه المؤسسات تقوم بدور مركزي في رفع مستوى الوعي الثقافي، دعم الابتكار، ربط الثقافات المختلفة، وتعزيز بناء مجتمع يتسم بالشمولية والتماسك، كما أنها تسهم بشكل أساسي في نسج نسيج المجتمع من خلال العروض التعليمية، حماية التراث، تحفيز الانخراط الاجتماعي، تعزيز التنوع والاندماج، ودعم النمو الاقتصادي.
7. ما هو تصوركم للاتجاهات والتطورات المستقبلية في عالم الفن والثقافة، وكيف تخططون للتكيف معها؟
أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تحولات كبيرة في القطاعين الفني والثقافي، وأنظر إلى هذا بتفاؤل، متوقعة اكتشافات وأدوات جديدة تسمح بالإبداع بشكل أسرع وأفضل، أخيراً، نظام Sora من Open AI يثبت مدى سرعة التطور في هذا المجال، الناس الآن يبحثون عن أكثر من الجمال البصري؛ يريدون قصصاً تلمس العمق والقيم، وتجارب تفاعلية تجعلهم يشعرون بالمحتوى لا أن يقتصروا فقط على مشاهدته، هذا يمثل تحولاً من اقتصاد التجربة إلى اقتصاد التحول، مما يتطلب منا الانتظار لرؤية ما يحمله المستقبل.
8. ACCIONA Cultura ستنظم أول فعالية في مدريد عن الفنون والمتاحف في أبريل المقبل، هل يمكنك أن تخبرينا قليلاً عنها؟ ما هي النقاط المميزة في هذه الفعالية؟
نحن متحمسون لـمنتدى NEXT IN، وهو حدث سيقام في 24 و25 أبريل بمدريد في مقر Acciona Cultura الجديد، الذي يفتح أبوابه للعامة لأول مرة، الفعالية تجمع متخصصين من مختلف أنحاء المشهد الثقافي والإبداعي لمناقشة الابتكار والتأثير في هذا المجال؛ بمشاركة كبيرة من السعودية، بما في ذلك ياسمين صبري، نواف الحربي، نوف المنيف، نورا الدبل، وآخرون.
هذا الحدث يبرز لأنه يضم متخصصين من قطاعات متنوعة للنقاش حول مواضيع مشتركة، وهو ما يعد أمراً نادراً، مختلفاً عن المؤتمرات الأخرى التي تستهدف شرائح محددة، نهدف إلى تعزيز التجارب المتكاملة في المجال الثقافي، وهذا ما يجعل منتدى NEXT IN فريداً بتجميعه لكل هذه القطاعات معاً.
تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط في سياق المتاحف
9. ما هي المواضيع الرئيسية التي سيتم تناولها في فعالية NEXT IN؟
إن الهدف هو تغطية العديد من المواضيع في القطاع الثقافي، والمتاحف، والهندسة المعمارية، والتصميم، والتكنولوجيا الغامرة، والاستدامة، وإشراك الجمهور... إلا أننا قد أعددنا البرنامج بالتركيز على ثلاثة موضوعات "شاملة" رئيسية.
أولاً: سنتعمق في مهمة المتحف والغرض منه، وهذا موضوع ساخن في عالم المتاحف، ولا يمكننا تفويت فرصة التحدث عنه، كما سنتحدث أيضاً عن الاتجاهات الجديدة وكيف تدفعنا للتفكير مرة أخرى في هذه المهمة.
ثانياً: سنتحدث عن المشاركة المجتمعية، حيث إن مناقشات المتاحف الآن تدور حول كيفية تعامل هذه المؤسسات مع القضايا المعاصرة والتفاعل مع مجتمعها، وسنناقش أيضاً كيف أن المتاحف لا تحتاج إلى مواكبة قضايا المناخ فحسب، بل يجب عليها أيضاً أن تصبح عناصر نشطة في مكافحة تغير المناخ.
وأخيراً: سنتحدث عن القوة التحويلية لسرد القصص، وفي هذه المناقشة سنتناول تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط في سياق المتاحف، وكيف يمكن لهذه التقنيات أن تعزز من السرد القصصي لخلق تجارب ذات معنى.
10. ما أهمية المتحدثين بالنسبة للفعالية؟
ستضم الفعالية ممثلين عن أحدث الاستوديوهات والمؤسسات؛ مثل الفنان رفيق أناضول والفنان ماريو كلينجمان؛ وستضم مهندسين معماريين؛ مثل باولا كاتارين من شركة زها حديد للهندسة المعمارية، وتاتيانا بلباو، وفريدا إسكوبيدو، وجينس ريتشر من استوديو هيريروس، وسمية فالي من كاونتر سبيس، وإنريكي سوبيجانو؛ وممثلين عن متاحف قطر، متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف فيكتوريا وألبرت، ومعهد مسك للفنون، ومتحف برادو، ومتحف أورسيه ودو لارانجيري أو القصر الكبير، وغيرهم الكثير، وسيدير هذا الحدث كل من مايكل كيميلمان (الكاتب والناقد المعماري بصحيفة نيويورك تايمز)، وأندراس زانتو (رئيس شركة أندراس زانتو المحدودة)، وكارين إكسيل (المدير التنفيذي لبوابة الدرعية)، ولودوفيك أسيمات (مدير المركز الثقافي بجنوب سيدينا).
يمكنك أيضاً الاطّلاع على الأول في الشرق الأوسط.. اقتراب إطلاق متحف تيم لاب بوردرليس في جدة التاريخية