ليلة القدر هي أفضل ليالي شهر رمضان الفضيل، وقد أنزل الله فيها القرآن، وأخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر، وأنها مباركة، وهي ليلة الغفران والتوبة والرحمة والبركة والعتق من النار، وليلة سلام للمؤمنين من كل خوف، إنها ليلة هي أعظم الليالي قدرًا ومنزلة عند الخالق جل في علاه.
وفضائل ليلة القدر لا تعد ولا تحصى بدءًا بنزول القرآن ووصولًا لما جاء في فضل قيام تلك الليلة وما فيها من بركة ورحمة ومغفرة وأجر عظيم.
ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة عظيمة القدر، ضاعف الله فيها أجر العمل الصالح لهذه الأمة أضعافا كثيرة، فقد تنزل القرآن الكريم في هذه الليلة، بقوله سبحانه وتعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر} [القدر: 1، 2].
وقال الله جل وعلا: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} [الدخان: 3].
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وصفها الله سبحانه بأنها مباركة؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها، ومن بركتها أن القرآن أنزل فيها.
وهذه الليلة هي في شهر رمضان المبارك وليست في غيره من الأشهر، فقيامها والعمل فيها خير من قيام ألف شهر من هذا الزمان، وهي أفضل من عبادة كل تلك المدة، وفي هذه الليلة تتنزل الملائكة وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له، وينزل كذلك فيها جبريل عليه السلام، وهي ليلة كل ما فيها أمن وبركة وعافية، فهي ليلة سلام للمؤمنين من كل خوف، وذلك لكثرة من يعتق فيها من النار ويسلم من عذاباتها.
فضائل ليلة القدر
وقد اختصت ليلة القدر تلك الليلة العظيمة بالعديد من الفضائل، وهي:
- تنزل القرآن فيها، وهي المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم.
- ليلة كثيرة الخير والبركة والرحمة.
- هذه الليلة تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث الليل والنهار.
- إن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.
- الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار.
- إنها ليلة سلام من الآفات والعقوبات.
- من قام هذه الليلة العظيمة غفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.
كيفية إحياء ليلة القدر والأعمال المستحبة فيها
يقول ابن رجب: وأما العمل في ليلة القدر، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه، وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة، وقد أمر عائشة بالدعاء فيها.
وأما العمل والعبادة في ليلة القدر، فقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر والذكر، وهذه أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها والله أعلم.
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر" متفق عليه، وشد المئزر كناية عن اعتزاله النساء واجتهاده في العبادة.
دعاء ليلة القدر
وقال ابن كثير: المستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان الكريم أكثر، وخاصةً في العشر الأواخر منه، ثم في أوتاره أكثر فأكثر، والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني". وسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً، ولا حالاً ولا مقالًا، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر.
يمكنك الاطلاع على: الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من شهر رمضان
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر