يرتبط شهر مايو بحجر الزمرد الأخضر الغني الذي سحر الملوك منذ عصر الفراعنة؛ وصولاً إلى أباطرة الإنكا، حيث تذكر كتب التاريخ أن الملكة كليوباترا كانت تحب الزمرد، وامتلكت الكثير من المجوهرات المرصعة بهذا الحجر الكريم الفاخر.
اسم الزمرد بالإنجليزية emerald يأتي من كلمة smaragdos اليونانية القديمة التي تعني الجوهرة الخضراء؛ فيما اعتقد الرومان أن حجر الزمرد لديه خصائص علاجية ساعدت العاملين في التنقيب عنه، وقد أقر الطب الحديث هذه الأسطورة، وأكد أن اللون الأخضر له تأثير إيجابي على الإجهاد، ويملك القدرة على التخفيف من تعب العيون.
وبفضل كل هذه الصفات ظل حجر الزمرد يحتفظ بمكانة مميزة لدى الأثرياء والمشاهير، كما أنه يشكل جزءاً كبيراً من مجوهرات الملوك والملكات حول العالم.
وتزامناً مع شهر مايو؛ جمعنا لك أبرز المجوهرات الملكية المرصعة بهذا الحجر الجميل بلونه الأخضر المميز الذي يأسر القلوب والعيون.
عقد غروفيل Greville
عقد غروفيل Greville هو عقد بديع التصميم مرصع بالألماس والزمرد، وهو جزء من مجموعة المجوهرات التي تركتها سيدة المجتمع مارغريت غروفيل للملكة الأم بعد وفاتها.
العقد مؤلف من حجارة زمرد قطع مربع محاطة بمجموعة من حجارة الألماس؛ ويرجع تاريخه إلى القرن 18، وتحديداً بحسب بعض الخبراء إلى الملكة أنطوانيت ملكة فرنسا.
فيما تذكر بعض التقارير غير المؤكدة أن السيدة غروفيل اشترت هذا العقد من أميرة روسية لكن الأمر غير مؤكد حتى الآن.
الملكة الأم ارتدت العقد في السنوات التي تلت انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت تنسقه مع عدة تيجان مرصعة بالألماس من مجموعتها؛ وعند وفاتها عام 2002 ورثت الملكة إليزابيث الثانية العقد ضمن المجوهرات التي ورثتها من أمها، لكنها لم ترتد العقد في المناسبات الرسمية طوال فترة حكمها.
طقم زمرد كامبريدج Cambridge Emeralds Parure
طقم زمرد كامبريدج هو طقم يعود تاريخه إلى 200 عام، وتحديداً إلى الأميرة أوغوستا الألمانية الأصل التي كانت دوقة كامبريدج؛ حيث إنها اشترت ورقة يانصيب عندما كانت في زيارة لمسقط رأسها، وفازت بعلبة من 40 حجر زمرد قطع كابوشون بأحجام مختلفة؛ لذلك صارت هذه الحجارة تعرف باسم زمرد كامبريدج.
وبعد تتويج الملكة فيكتوريا عام 1837 عاد دوق ودوقة كامبريدج إلى بريطانيا، حيث أوعزت الأميرة أوغوستا إلى صائغ بريطاني مهمة تصميم عقد تتدلى منه 5 قلادات من الزمرد وزوج من الأقراط؛ وعند وفاتها ورثت ابنتها الصغرى الأميرة ماري دوقة تيك العقد والأقراط، وبقية أحجار الألماس التي كانت في حوزة والدتها؛ كما أمرت الصائغ غارارد Garrard بصنع بروش ضخم باستخدام حجريْ زمرد من مجموعة والدتها، وعند وفاتها توزعت قطع الزمرد بين أولادها.
واحدة من أولادها هي الملكة ماري التي توجت ملكة بريطانيا عام 1910 قامت بجمع قطع المجوهرات والزمرد التي تناقلتها الأيدي، وحرصت على أن تجعلها جزءاً من مجوهرات التاج البريطاني، وفي عام 1911 ومن أجل تتويجها في الهند؛ أمرت الصائغ غارارد Garrard بصنع طقم جديد من المجوهرات ضم تاجاً وعقداً وبروشْ ضخماً وأقراطاً.
اليوم حديثنا عن العقد المؤلف من 9 قطع زمرد قطع كابوشون و6 أحجار كبيرة من الألماس؛ تتصل ببعضها البعض بواسطة سلاسل من أحجار ألماس بريانت مستديرة، وحجر ألماس قطع ماركيز زنة 8.8 قيراط يتدلى إلى جانب القلادة المرصعة بالزمرد، بالإضافة إلى أقراط مماثلة وسوار وبروش بتصميم لفافة كامبريدج.
بروش الملكة الأم Fleur de Lis
الملكة الأم كانت مشهورة بامتلاكها مجموعة كبيرة من البروشات المميزة؛ أحد هذه البروشات يتميز بحجر زمرد كبير الحجم في منتصفه؛ تحيط به أحجار ألماس تزين شكل فلور دو ليس fleur de lis؛ وتتدلى منه سلسلة مرصعة بأحجار ألماس، يتدلى منها حجر ألماس إجاصي القطع.
ارتدت الملكة الأم هذا البروش الأيقوني الفاخر في أكثر من مناسبة لاسيما للاحتفال بأعياد ميلادها؛ وبعض المؤرخين يعتقدون أن هذا البروش هو جزء من المجوهرات التي تركتها الليدي غروفيل للملكة الأم، لكن هذا الأمر غير مؤكد، وفي آخر أيامها؛ كان هذا البروش أكثر قطعة مجوهرات تزين ملابسها في المناسبات المختلفة.
تابعي أيضاً من الملكة إليزابيث إلى كيت ميدلتون.. أسرار اختيار المجوهرات الشخصية في العائلة المالكة البريطانية
طقم الزمرد الدنماركي Danish Emerald Parure
طقم الزمرد الدنماركي هو جزء من جواهر التاج الملكي الدنماركي، التي تعرض في قصر روزنبورغ، ولا يسمح بسفرها خارج الدنمارك.
صنع الطقم عام 1840 من قبل الصائغ C.M. Weishaupt & Söhne of Hanau بإيعاز من الملكة كارولين، وهو يتألف من عقد وأقراط وبروش وتاج، تحتوي جميعها على أشكال معقودة وأشكال منحنية أنيقة.
ويذكر المؤرخون أن أكثر من ثلث قطع الزمرد المستخدمة في الطقم يرجع أصلها إلى أحجار زمرد وألماس كانت ملكاً للملكة صوفي ماجدلين زوجة الملك كريستيان السادس.
وقد اختارت الملكة ماري أن ترتدي طقم الزمرد من أجل الصورة الرسمية التي التقطت لها بعد التتويج،
تاج النخيل Palmette للأميرة صوفيا
في يوم زفافها إلى الأمير كارل فيليب أمير السويد في 2015 ارتدت الأميرة صوفيا تاجاً مرصعاً بالألماس تعلوه أحجار من الزمرد، قدم هدية لها من قبل الملك كارل غوستاف والملكة سيلفيا.
تم صنع التاج باستخدام أحجار ألماس وزمرد كانت ترصع عقداً تلقته الملكة سيلفيا هدية من أمير تايلندي؛ ويتميز التاج بتصميمه الذي أتى على شكل أشجار نخيل صغيرة مرصوفة بالألماس فوق قاعدة رفيعة مرصعة بالألماس؛ كما تعلوه صواعد spikes من الألماس.
منذ زواجها ارتدت صوفيا التاج أكثر من مرة، ليس هذا فحسب بل إنها قامت بإضافة الكثير من الأحجار الكريمة في أعلاه ليتناسب مع إطلالاتها المختلفة في كل مرة، ما يجعله أكثر تاج متنوع على الإطلاق.
طقم شراريب الزمرد Emerald Tassel Parure
هذا الطقم ارتدته الملكة إليزابيث الثانية في أكثر من مناسبة منذ العام 1989؛ وهو مصنوع من الذهب الأصفر ومرصع بأحجار الزمرد والألماس.
يضم الطقم عقداً وزوجاً من الأقراط وسواراً وخاتماً؛ وهي تتميز بتصميمها الذي يأتي على شكل حبال معقودة تتدلى على شكل شراريب تنتهي بحجارة من الزمرد.
يذكر أن الملكة إليزابيث الراحلة أعارت الأقراط للأميرة كيت ميدلتون؛ التي ارتدتها خلال الرحلة التي قامت بها إلى جزر الكاريبي برفقة الأمير وليام لمناسبة اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث.