المراهقة هي فترة الانتقال من الطُّفولة إلى سن النُّضوج، وفيها تتسارع التغيُّرات الجسديَّة والنفسيَّة والعقليَّة، ومعها يتغيَّر أسلوب حياة المراهق مع المحيطين به، وفي المقابل؛ نجد بعض الآباء يتفهمون المرحلة ويتعاطفون مع المراهق ويصاحبونه، بينما هناك آباء يقابلون سنوات مراهقة أبنائهم بأسلوب يحمل القسوة والتسلط وتضييق الخناق أكثر ما يحوي التفهم والاحتواء!
ورغم هذا فإن أكبر احتياجات غالبية الآباء في علاقتهم؛ هي الرغبة في التواصل مع المراهقين، وحديث يطول بينهم، وحوارات تستمر. بالتقرير نتعرف إلى عدة طرق لعقد حوار وتواصل بين الآباء مع المراهقين، وكيفية التعامل معهم. اللقاء والدكتورة سلمى حافظ أستاذة الطب النفسي ومحاضرة التنمية البشرية للشرح والتوضيح.
طرق للآباء للتواصل مع المراهق
أخبره بالوقت والموضوع
عندما تريد مناقشته في أمر ما؛ ما يمنح المراهق الوقت اللازم للتفكير في المحادثة المنتظرة وجمع أي أفكار قد تكون لديه، واعرف أن هناك علاقة أساسية بين الجوع وسرعة الغضب أو التعصب، لذا فإن التأكد من استقرار مستوى السكر في دم المراهق، سيبقيه مركزاً طوال محادثتك.
تخلَ عن أسلوب المحاضرة.. واضبط انفعالاتك
قم بتكثيف محادثتك في قائمة قصيرة من النقاط المهمة، واسمح له بالرد على هذه النقاط، قد تكون محبطاً أو غاضباً، واعرف أن الصراخ والتعديات اللفظية لن تؤدي إلى النتائج التي تريدها، فسيفهم الصبي أنك تهاجمه وهذا سيجعله يهرب أو ينفعل.
تحكم في لغة جسدك
المراهقون لا يستطيعون التواصل البصري مع آبائهم بشكل مباشر، وقد يفهم ابنك تحديقك في عينيه على أنه أمر مقلق، لا تتحدثي عن حقيقة أخطائه بوضوح، وبدلاً من ذلك تجولي في الغرفة واجعليه يلتقط ملابسه المبعثرة هنا وهناك، ويحدد ما إذا كانت نظيفة أو متسخة، سيساعده ذلك على تذكر محادثتك فيما بعد.
وتفهمي أن الأبناء قد يستغرقون أياماً وحتى أسابيع لاتباع ما تم الاتفاق عليه في محادثة مهمة دارت بينكما، وإذا لم تجدي-أنت- الاستجابة التي كنت تأملينها، امنحي ابنك أو ابنتك، تنبيهاً لما تم الاتفاق عليه بينكما، قبل أن تقومي بتحديد لقاء جديد معه.
قد يهمك الاطلاع على نصائح للأب للتعامل مع الابن المراهق
ما رأيك.. في المحادثة سيراً في الهواء الطلق؟
الأولاد بشكل عام يفكرون أفضل عندما يكونون في حالة حركة ونشاط، إن إجبار المراهق على الجلوس أثناء توبيخه بمحاضرة طويلة هو خطأ كبير، حاول أخذه بالخارج، أو التجول بالمنزل أثناء مناقشة المشكلة المطروحة.
ابنك لم يعد طفلاً، فلا تكن مثل القيد في حياة ابنك المراهق، اتركه يخوض الحياة بتجاربه واكتشافاته، وإن شعرت بوجود خطر على حياته، تقدم وصارحه وحذره مما هو مقدم عليه.
ابنك لم يعد طفلاً، فلا تملِ عليه ما تريد وتنتظر التنفيذ منه، تكلم معه وحاوره، لقد صار يمتلك وجهة نظر خاصة، ومعها القدرة على النقاش من دون أن يعلو صوتكما.
عامله كشاب ناضج، وألقِِ عليه بعض المسؤوليات المرتبطة بالمنزل، أو أحد أخويه الصغار، ما يشعره بالسعادة وأنه شاب قادر على تحمل المسؤولية.
حاول أن تشغل وقت فراغ ابنك المراهق، شجعه على ممارسة هواية محببة له، ادعمه فعلياً، بشراء أدوات اللعبة والذهاب معه لتقديمه للمدرب.
توقف عن محاصرة ابنك المراهق
لا تتجسس على المراهق لمعرفة أسراره، فمراقبة الابن خطأ، وعليك احترام خصوصيته وعالمه الخاص، وإن شعرت بالخطأ صارحه وتحدث معه بحرية، ألحقه بالأنشطة التطوعية والخيرية، مما يدخل إلى قلبه الأمان والقدرة على تقديم الخير للغير.
شجع ابنك المراهق على تكوين صداقات، وبناء حياة اجتماعية جميلة، فالصداقات تُدخل السعادة والفرح لقلبه، وأخبره "أن الصاحب ساحب".
على الآباء تفهم أن المراهقين في هذه السن يبدأون تكوين شخصيتهم المستقلة، وتقمص وتقليد شخصيات أخرى، حتى يصل لشخصيته المستقلة، فيميلون إلى الانفصال عن آبائهم.
اظهر لابنك المراهق دورك كصديق
المراهق يمضي 21% فقط من وقته مع العائلة، بينما يمضي وقتاً أكبر مع أصدقائه، مما يحدث صراع انتماء بين الاثنين. وهنا يظهر دور الوالد الصديق، هناك ضرورة للاقتراب من الأبناء في تلك المرحلة، ويكونون في أمس الحاجة إليها، على الرغم من أن تصرفاتهم تقول عكس ذلك.
من المهم جداً الاستماع للمراهقين وإعطاؤهم الفرصة للحديث والتعبير عن أنفسهم، حتى لو لم تتفق مع أفكارهم، حتى يشعر المراهق بالثقة وأنه موضع تقدير.
لا تدخلي في حوارات متعصبة مع المراهق
داومي على متابعة المراهق وتواصلي معه بشكل يومي، ولكن احذري الاتصال به بشكل مستمر وهو وسط أصحابه، حتى لا يشعر بالحرج أو عدم الثقة.
انتقي الحوارات والأحاديث التي تتحدثين فيها مع ابنك المراهق، ولا تدخلي معه في حوار متعصب إلا في الأمور المصيرية، والتي لا يمكن التغافل عنها.
يجب أن يشعر المراهق بأنه شخص فعّال في المنزل، ويتم ذلك بأن نعطيه الفرصة ليعرض رأيه في أمور تخص مشاكل المنزل والإخوة.
كن مثالاً نموذجاً يحتذي به ويقلده
نعم كن النموذج في جميع ما تقول وما تفعل، أمامه أو بين أصدقائه المقربين. السيرة الطيبة ستصل إليه، يجب على الوالد توضيح وعرض نماذج من المخاطر التي ستواجه ابنه المراهق خلال حياته، ونصحه بطريقة مثالية وتوجيهه للصواب بأسلوب حسن.
تابع علاقات ابنك المراهق الاجتماعية وتعرف على أصدقائه، بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف معرفة المناسب وغير المناسب لبيئة الابن وثقافته.
دور الأب كبير في التواصل مع الابن، مثلما هو كبير- أيضاً- تواصل الأم مع الابنة؛ هناك أمور لا يشرحها إلا الأب، ولن يستوعبها المراهق إلا من أبيه فقط.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.