احتضن معرضُ البندقيَّة في نسخته الـ 60 نخبةً من الأعمالِ الفنيَّة العربيَّة من الإمارات العربيَّة المتحدة، وسلطنة عُمان وغيرهما. مشاركةٌ قيِّمةٌ، أظهرت إبداعاتِ وإمكاناتِ الموهوبين العرب، وشكَّلت خطوةً لتعزيزِ حضورهم على الخارطةِ العالميَّة.
مصدر الصور | الجناح الوطني لسلطنة عمان، تصوير: Asim Al Balushi
الجناح الوطني للإمارات العربية المتحدة، تصوير: Ismail No
جناح سلطنة عُمان
وفي الجناحِ الخاصِّ بسلطنة عُمان، برز عملٌ للقيِّمةِ الفنيَّة وإحدى أبرز الفنَّانات في البلاد عالية الفارسي التي تعمَّقت في تحويلِ المناظرِ الحضريَّة الخالدةِ إلى رحلةٍ مغمورةٍ، نالت إعجابَ الزوَّارِ بملابسَ، ترمزُ إلى النسيجِ الثقافي الغني لعُمان، مع مرايا أحاطت بالمساحةِ، وعكست مجموعةً لا حصر لها من هذه الملابسِ، إلى جانبِ لوحةِ المدينة، ناقلةً رسالةً تقول: «عُمان كانت دائماً مأوى، يرحِّب بالأفراد من خلفياتٍ متنوِّعةٍ. لقد ازدهر هذا الاندماجُ الثقافي في خليطٍ متناغمٍ، يحدِّدُ البلادَ اليوم، ويصوِّرها وطناً محبوباً للجميع».
في حين قدَّم الدكتور علي الجابري عملاً فنياً بعنوان «الماء»، وصف فيه كيف يتركُ الشخصُ منزله، ويسافرُ بعيداً هرباً من واقعه، أو بحثاً عن مستقبلٍ أفضل.
بينما جاء «كسرة خبز»، العملُ الفنِّي الذي قدَّمته الفنَّانةُ سارة العولقي، بمنزلةِ الاحتفالِ بالتراثِ الثقافي، مؤكدةً قوَّةَ الفنِّ في تجاوزِ المواقفِ اليوميَّة. وهدفَ تثبيته إلى إثارةِ شعورٍ بالتقديرِ للتقاليدِ الغنيَّة للنساءِ العُمانيات.
أمَّا الفنان عيسى المفرجي فقدَّم عملاً بعنوان «مدد»، كشفَ فيه بطريقةٍ خفيَّةٍ وعميقةٍ الطرقَ البسيطةَ التي يتمُّ من خلالها تشكيلُ اللغاتِ، والمصطلحاتِ بتأثيراتٍ خارجيَّةٍ، ودلَّ تثبيته على هذا الفهمِ الدقيقِ، إذ أبهر الزوَّار بعرضٍ للخطِّ العربي مستوحى من الشعرِ القديم.
وشارك الفنَّان أدهم الفارسي بعملٍ، حملَ عنوان «مصير الغرباء»، قدَّم فيه لقاءً بصرياً. فعبر فنِّ الفيديو الخاصِّ به، سرد الفارسي قصَّةَ سلاحف بكونها استعارة للغرباءِ في الحياة.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
الإمارات العربيَّة المتحدة
برزَ ضمن جناحِ الإمارات العربيَّة المتحدة معرضُ عبدالله السعدي «أماكنُ للذاكرة، أماكنُ للنسيان» الذي جاء علامةً فارقةً في مسيرةِ الفنَّان، إذ ضمَّ خلاصةَ 40 عاماً من السفرِ، والتعرُّف على البيئةِ المحيطةِ التي أثَّرت في أعماله الفنيَّة.
وقدَّم السعدي ثمانيةَ أعمالٍ رئيسةً، اشتملت على مئاتِ القطعِ الفنيَّة التي أنتجها خلال رحلاته في الطبيعة. ومثَّل المعرضُ، الذي أقيم تحت إشرافِ القيِّم الفنِّي طارق أبو الفتوح، المشاركةَ الثامنةَ للجناحِ الوطني لدولةِ الإمارات العربيَّة المتحدة في «بينالي البندقيَّة».
وزار الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المديرُ التنفيذي لقطاعِ الفنونِ والآدابِ بهيئة الثقافةِ والفنونِ في دبي «دبي للثقافة»، المعرضَ في إطارِ حرصِ الهيئةِ على دعم المشاركاتِ الثقافيَّة الدوليَّة للإمارات، والتعريفِ بإبداعاتِ وإمكاناتِ أصحابِ المواهب المحليَّة، وتعزيزِ حضورهم على الخارطةِ العالميَّة، إلى جانبِ تبادلِ الخبرات، وتوطيدِ العلاقاتِ مع الهيئات والمؤسَّسات الدوليَّة العاملةِ في القطاعِ الثقافي والإبداعي، واستعراضِ أفضل الممارساتِ في القطاعِ الفنَّي الذي تعملُ الهيئةُ على تطويره، والدفعِ باتجاه نموِّه وازدهاره.
يمكنك أيضًا الاطلاع على دبي للثقافة تدعم المشاركة الإماراتية في "بينالي البندقية"