غابت النجمة شريهان سنوات طويلة، ثمّ أعادتها إلى الأضواء مجدّداً ثورة 25 يناير/كانون الثاني. ومع العودة السياسيّة، انتظرتها عودة أخرى فنية، حيث استغلّ المنتج عصام شعبان تواجدها في مصر، بعد سفرها الدائم إلى باريس بداعي المرض، فعرض عليها العمل في مسلسل جديد، لكنّها رفضت.
وبعد إلحاح، وافقت شريهان على العودة من خلال مسلسل حمل اسماً مؤقتاً هو "دموع السندريلا". وبعد عدّة جلسات عمل، عقدتها مع المؤلف محمد الحناوي، وعدّة إعلانات عن مواعيد التصوير، كانت المفاجأة في اعتذار شريهان، حيث أكّد منتج المسلسل عصام شعبان في تصريحاتٍ له أنّ شريهان اعتذرت بسبب تأخّر الحناوي في تسليم باقي الحلقات وفق الموعد المحدّد.
وكان الحناوي قد نفى في تصريح سابق لـ"سيدتي نت" كلام المنتج، مؤكّداً أنه قام بتسليم الحلقات في موعدها. لكنّ ما حدث أنّ شريهان كانت تريد أن يقوم بإخراج المسلسل المخرج المصري خالد يوسف، قبل أن يعتذر فيدفع الممثلة إلى تأجيل عودتها حتى حين.
حكايات تصلح لمجلدات
تستطيع قصص شريهان وحكاياتها كتباً ومجلّدات، إذ برغم سنّها الصغيرة، شهدت على أحداث لا يشهدها سوى من بلغوا من العمر أرذله.
قدّمت شريهان العديد من المحطّات الفنية في حياتها، منذ بدايتها الفنية، وهي لم تزَل دون العاشرة من عمرها، عبر إطلالتها الأولى في فيلم "ربع دستة أشرار"، عام 1978، أمام الثنائي: شويكار وفؤاد المهندس. وقد تلا ذلك تقديمها فيلمها "قطة على نار" أمام نور الشريف وبوسي.
ووجود شريهان أمام مثل هذه الأسماء الفنية الرائدة جعلها، برغم صغر سنّها، لا ترضى بالظهور في أيّ عمل. وكان شقيقها عازف الجيتار والممثل عمر خورشيد كثير النُصح لها بالتأنّي في اختياراتها حتى يعرف المنتجون قيمتها.
القدرة على الاختيار
الدرس هذا تعلّمته شريهان جيّداً، حيث كانت تُعرض عليها أعمال، وهي دون الخامسة عشرة من عمرها، فتقول: "لا"، وترفض؛ وهو ما آثار اندهاش وتساؤلات المنتجين وقتها. فكيف لطفلة في سنّها أن تكون لها القدرة على الاختيار أصلاً.
قدّمت شريهان عدداً كبيراً من الأفلام السينمائيّة، لعلّ أشهرها فيلم "عرق البلح"، و"العذراء والشعر الأبيض"، وغيرها من الأعمال الهامّة. ووقفت كذلك على خشبة المسرح لتمثل وتغنّي وترقص، كما قدّمت مسرحيّات عديدة، مثل: "علشان خاطر عيونك" أمام فؤاد المهندس، "وشارع محمد علي" أمام فريد شوقي، ومسرحية "المهزوز" أمام محمد صبحي.
شريهان تكسب
وبرغم مسيرة شريهان في التمثيل، والتي كانت بخطى ثابتة ومؤثرة، إلا أنّ الجمهور حينما يتذكّر شريهان فإنه يتذكّر فوازيرها وتجربتها المميّزة. فقد استطاعت شريهان، برغم وجود كثيرات غيرها على الساحة، ممّن قدّمن تجارب مختلفة، أن تنفرد بنمط خاصّ من الفوازير، حيث قدّمت فوازير "حاجات ومحتاجات، و"فاطيما وحلمية وكريمة"، و"ألف ليلة وليلة"، و"فوازير حول العالم". وبرغم إقبال الكثيرات على تقديم تجارب مماثلة، إلا أنهنّ جميعاً وقعن في فخّ المقارنة مع شريهان، لتكون النتيجة بلا كثير تفكير محسومة لعبقرية شريهان، فيخرجن كلّهن من المقارنة خاسرات.
غابت شريهان، فظنّ الجميع أنّها في فترة راحة. ولكنها للأسف كانت راحة إجبارية، ولم يكن لديها اختيار فيها، فالمرض أوقفها عن التمثيل، واخترقها السرطان واختلط بدمائها، فتبدّلت ملامحها الرقيقة إلى متهالكة، وبدأت رحلتها مع المرض في عام 2002.
ضرّة غير تقليدية
غابت شريهان عن الأنظار، وسافرت إلى خارج مصر برفقة ابنتها لؤلؤة، التي أنجبتها من رجل الأعمال الأردني علاء الخواجا، علماً بأنّ هذا الرجل كان متزوّجاً من المنتجة والممثلة المصرية إسعاد يونس. وقد كسرت إسعاد وشريهان حطام الضرّة التقليدية وعاشتا صديقتين محبّتين لأبناء بعضهما بشكل خارج عن المألوف.
ومن أوراق السيناريوهات والبطولات وحفظ الحوار والبروفات إلى أوراق الفحوصات والتقارير الطبية والأدوية والجلسات الكيميائية، هكذا انتقلت شريهان من عالم إلى آخر. ولكنّ الجمهور لم ينسها برغم كلّ الغياب.
ثارت على مبارك
وعادت شريهان... لكن من دون فنّ. عادت في 20 يناير بثوب المتمرّدة الثائرة على نظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك. وعادت مجدداً إلى مسرح الأحداث في ميدان التحرير، حيث هتفت بسقوط النظام. وقد ربط الكثيرون بين ثوريّتها وبين ما قيل عن رفض مبارك زواجها من نجله علاء، بل تسبّب مبارك كما أشيع في الحادث الذي تعرّضت له، حيث أصيبت بكسور بالغة في كافة أنحاء جسدها، كونها فنانة، ولا يليق بها دخول العائلة الحاكمة. واستمرّت شريهان فعليّاً في الميدان حتى سقط مبارك ونظامه، ثمّ بدأت تستغلّ موقعها على "تويتر" للتعليق على أيّ حدث فني أو سياسي أو شخصي، ما أشعر الجمهور بأنّ شريهان معه، لحظةً بلحظة. وكأنّها لم تغب.
فوتو سيشن
ومن جديد، غابت شريهان بسبب سفرها الدائم إلى باريس، حيث تقيم هناك فترات طويلة لارتباطها بجلسات علاج وتحاليل لمعرفة أخر تطورات حالتها الصحية ولكن رغم الغياب ستظل حاضرة جميلة وأثبت الزمن والمرض إنهما لم يفعلا شيء في هذه اللؤلؤة السينمائية وذلك بعد جلسة الفوتوسيشن التي خضعت لها منذ شهور برزت فيها أن شريهان لا تزال كما هي لم تتغير.
وبعد إلحاح، وافقت شريهان على العودة من خلال مسلسل حمل اسماً مؤقتاً هو "دموع السندريلا". وبعد عدّة جلسات عمل، عقدتها مع المؤلف محمد الحناوي، وعدّة إعلانات عن مواعيد التصوير، كانت المفاجأة في اعتذار شريهان، حيث أكّد منتج المسلسل عصام شعبان في تصريحاتٍ له أنّ شريهان اعتذرت بسبب تأخّر الحناوي في تسليم باقي الحلقات وفق الموعد المحدّد.
وكان الحناوي قد نفى في تصريح سابق لـ"سيدتي نت" كلام المنتج، مؤكّداً أنه قام بتسليم الحلقات في موعدها. لكنّ ما حدث أنّ شريهان كانت تريد أن يقوم بإخراج المسلسل المخرج المصري خالد يوسف، قبل أن يعتذر فيدفع الممثلة إلى تأجيل عودتها حتى حين.
حكايات تصلح لمجلدات
تستطيع قصص شريهان وحكاياتها كتباً ومجلّدات، إذ برغم سنّها الصغيرة، شهدت على أحداث لا يشهدها سوى من بلغوا من العمر أرذله.
قدّمت شريهان العديد من المحطّات الفنية في حياتها، منذ بدايتها الفنية، وهي لم تزَل دون العاشرة من عمرها، عبر إطلالتها الأولى في فيلم "ربع دستة أشرار"، عام 1978، أمام الثنائي: شويكار وفؤاد المهندس. وقد تلا ذلك تقديمها فيلمها "قطة على نار" أمام نور الشريف وبوسي.
ووجود شريهان أمام مثل هذه الأسماء الفنية الرائدة جعلها، برغم صغر سنّها، لا ترضى بالظهور في أيّ عمل. وكان شقيقها عازف الجيتار والممثل عمر خورشيد كثير النُصح لها بالتأنّي في اختياراتها حتى يعرف المنتجون قيمتها.
القدرة على الاختيار
الدرس هذا تعلّمته شريهان جيّداً، حيث كانت تُعرض عليها أعمال، وهي دون الخامسة عشرة من عمرها، فتقول: "لا"، وترفض؛ وهو ما آثار اندهاش وتساؤلات المنتجين وقتها. فكيف لطفلة في سنّها أن تكون لها القدرة على الاختيار أصلاً.
قدّمت شريهان عدداً كبيراً من الأفلام السينمائيّة، لعلّ أشهرها فيلم "عرق البلح"، و"العذراء والشعر الأبيض"، وغيرها من الأعمال الهامّة. ووقفت كذلك على خشبة المسرح لتمثل وتغنّي وترقص، كما قدّمت مسرحيّات عديدة، مثل: "علشان خاطر عيونك" أمام فؤاد المهندس، "وشارع محمد علي" أمام فريد شوقي، ومسرحية "المهزوز" أمام محمد صبحي.
شريهان تكسب
وبرغم مسيرة شريهان في التمثيل، والتي كانت بخطى ثابتة ومؤثرة، إلا أنّ الجمهور حينما يتذكّر شريهان فإنه يتذكّر فوازيرها وتجربتها المميّزة. فقد استطاعت شريهان، برغم وجود كثيرات غيرها على الساحة، ممّن قدّمن تجارب مختلفة، أن تنفرد بنمط خاصّ من الفوازير، حيث قدّمت فوازير "حاجات ومحتاجات، و"فاطيما وحلمية وكريمة"، و"ألف ليلة وليلة"، و"فوازير حول العالم". وبرغم إقبال الكثيرات على تقديم تجارب مماثلة، إلا أنهنّ جميعاً وقعن في فخّ المقارنة مع شريهان، لتكون النتيجة بلا كثير تفكير محسومة لعبقرية شريهان، فيخرجن كلّهن من المقارنة خاسرات.
غابت شريهان، فظنّ الجميع أنّها في فترة راحة. ولكنها للأسف كانت راحة إجبارية، ولم يكن لديها اختيار فيها، فالمرض أوقفها عن التمثيل، واخترقها السرطان واختلط بدمائها، فتبدّلت ملامحها الرقيقة إلى متهالكة، وبدأت رحلتها مع المرض في عام 2002.
ضرّة غير تقليدية
غابت شريهان عن الأنظار، وسافرت إلى خارج مصر برفقة ابنتها لؤلؤة، التي أنجبتها من رجل الأعمال الأردني علاء الخواجا، علماً بأنّ هذا الرجل كان متزوّجاً من المنتجة والممثلة المصرية إسعاد يونس. وقد كسرت إسعاد وشريهان حطام الضرّة التقليدية وعاشتا صديقتين محبّتين لأبناء بعضهما بشكل خارج عن المألوف.
ومن أوراق السيناريوهات والبطولات وحفظ الحوار والبروفات إلى أوراق الفحوصات والتقارير الطبية والأدوية والجلسات الكيميائية، هكذا انتقلت شريهان من عالم إلى آخر. ولكنّ الجمهور لم ينسها برغم كلّ الغياب.
ثارت على مبارك
وعادت شريهان... لكن من دون فنّ. عادت في 20 يناير بثوب المتمرّدة الثائرة على نظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك. وعادت مجدداً إلى مسرح الأحداث في ميدان التحرير، حيث هتفت بسقوط النظام. وقد ربط الكثيرون بين ثوريّتها وبين ما قيل عن رفض مبارك زواجها من نجله علاء، بل تسبّب مبارك كما أشيع في الحادث الذي تعرّضت له، حيث أصيبت بكسور بالغة في كافة أنحاء جسدها، كونها فنانة، ولا يليق بها دخول العائلة الحاكمة. واستمرّت شريهان فعليّاً في الميدان حتى سقط مبارك ونظامه، ثمّ بدأت تستغلّ موقعها على "تويتر" للتعليق على أيّ حدث فني أو سياسي أو شخصي، ما أشعر الجمهور بأنّ شريهان معه، لحظةً بلحظة. وكأنّها لم تغب.
فوتو سيشن
ومن جديد، غابت شريهان بسبب سفرها الدائم إلى باريس، حيث تقيم هناك فترات طويلة لارتباطها بجلسات علاج وتحاليل لمعرفة أخر تطورات حالتها الصحية ولكن رغم الغياب ستظل حاضرة جميلة وأثبت الزمن والمرض إنهما لم يفعلا شيء في هذه اللؤلؤة السينمائية وذلك بعد جلسة الفوتوسيشن التي خضعت لها منذ شهور برزت فيها أن شريهان لا تزال كما هي لم تتغير.