تمر هذه الأيام الذكرى السابعة لاختفاء الطفلة البريطانية «مادلين ماكين»، ذات الأعوام الأربعة في ظروف غامضة ومريبة ومعقدة التفاصيل.
وقد تابعت «سيدتي » هذه القضية أولاً بأول منذ حدوثها في مايو 2007م، ونقلت خبر فقدان الطفلة مادلين عندما كانت في رحلة مع والديها «كيت وجيري ماكين» وأختها وأخيها في منتجع «برايا دا لوز» Praia da Luz في البرتغال، حيث كانوا يقضون عطلتهم السنوية مع ثلاث عائلات أخرى، وفي إحدى الليالي ترك الوالدان مادلين وأخويها في غرفة النوم في الطابق الأرضي من السكن المستأجر، وذهبا لتناول العشاء في مطعم لا يبعد أكثر من 120 متراً عن السكن، وكانت الأم حريصة على تفقد الأطفال كل نصف ساعة، وعادت الأم في إحدى المرات إلى الغرفة لتكتشف اختفاء طفلتها مادلين خلال نصف الساعة التي كانت فيها بعيدة عنها، ومنذ ذلك اليوم والشرطة البريطانية والبرتغالية تحاول جاهدة العثور على أية قرينة تساعدها في الوصول إلى الجثة والقاتل في حال موت الطفلة، أو العثور عليها وهي صبية في الحادية عشرة من العمر في حال بقائها على قيد الحياة حتى الآن.
ما هو الجديد في هذه القضية؟
من خلال متابعتنا المتواصلة لهذه القضية علمنا بأن الشرطة البريطانية لم تسدل الستار عن هذه الجريمة، ولن تفعل مستقبلاً، وأنها سترسل خلال هذه الأيام فريقاً من خبراء الطب الشرعي والأدلة الجنائية؛ من أجل إعادة البحث في غرفة نوم الطفلة في المنتجع البرتغالي، وفي ثلاثة مواقع أخرى باستخدام رادارات عالية التقنية؛ من أجل البحث في أعماق بعيدة تحت الأرض؛ في محاولة للوصول إلى أية دلائل وقرائن تعينهم على إماطة اللثام عن هذه الجريمة، التي شغلت بريطانيا والعالم على مدى السنوات السبع.
وفي هذا الصدد رفض المتحدث باسم شرطة (ميتروبوليتن) البريطانية الإدلاء بأي تصريح حول هذا الأمر، واكتفى بالتأكيد على رفض الشرطة التعليق على أي خبر يتعلق بهذه القضية، وأن الاجتهادات والتخمينات التي تطرحها وسائل الإعلام لا تصب في صالح القضية. ويقول المرصد المتخصص بهذه الجريمة إن أكثر من 500 شخص قد قدموا مؤخراً معلومات قد تفيد القضية، وأن الشرطة البريطانية سوف تعمل بالتعاون مع السلطات البرتغالية، التي تعد المسؤولة الأولى عن التحقيق؛ كون الجريمة قد وقعت على أراضيها، ويشار أيضاً إلى أن ثمة جائزة قدرها عشرون ألف جنيه إسترليني لكل من يدلي بمعلومات تقود إلى القبض ومقاضاة المسؤولين عن اختفاء الطفلة مادلين.
أين اختفت الطفلة مادلين؟
وتكتسب هذه الجريمة أهميتها من الغرابة والغموض الذي يكتنف تفاصيلها، فكيف يمكن أن تختفي الطفلة في نصف الساعة التي تفصل بين حضور الأم لتفقد الأطفال؟ ومن الذي قام بهذه الجريمة؟ وما هو الدافع؟ وقد بدأت القضية كجريمة اختطاف في بداية الأمر، إلا أن الكلاب البوليسية والأشعة فوق البنفسجية أكدت وجود دماء في الغرفة، مما حوَّل القضية إلى جريمة قتل، وكانت الشكوك تحوم في كل مرة حول شخص ما، تماماً مثل الأفلام البوليسية المثيرة، وحتى أن الشكوك وصلت في إحدى المرات وبقوة إلى الأم والأب، فقد وجِّه إليهما الاتهام باللجوء إلى الحبوب المنومة؛ للتخلص من إزعاج الأطفال أثناء ذهابهما إلى العشاء، وأن مادلين ربما تكون قد ماتت بجرعة زائدة من هذه الحبوب، فَعَمِدا إلى إخفائها؛ خوفاً من العقاب، ولكن هذه الفرضية بقيت تراوح مكانها دون العثور على إثباتات، ثم حامت الشبهات بعد ذلك على عدد من أصدقاء العائلة دون دليل أيضاً، وقد تحمس البريطانيون للتعرف على ملابسات هذه القضية، وتبرع آلاف الأشخاص لتقديم معلومات وتفاصيل لبرنامج Crime watch البريطاني من خلال الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية، وحصلت الحلقة الخاصة بهذه الجريمة على أعلى مشاهدة، ووصل عدد المشاهدين إلى حوالي سبعة ملايين، وكانت النتيجة تركز الشبهات حول رجل أبيض، يتراوح عمره ما بين 20 إلى 40 عاماً، شاهده البعض وهو يحمل طفلة تقترب أوصافها من الطفلة مادلين، ولكن حتى هذه الافتراضات لم تفض إلى شيء.
حين تتحول الرحلات السياحية إلى كوابيس
ويبدو أن بريطانيا التي شهدت مؤخراً جرائم اعتداء على سواح إماراتيين على أرضها، تعاني هي الأخرى من اعتداءات على مواطنيها أثناء سفرهم للسياحة وقضاء عطلاتهم السنوية في الخارج، فما بين عامي 2004 و2006 تعرضت تسع فتيات بريطانيات لاعتداءات جنسية، مع ثلاث حالات تقترب من الاختفاء، وكانت الضحايا فتيات، تتراوح أعمارهن ما بين 6 و12 عاماً، وهنالك خمس قضايا جديدة سجلت خلال الشهر الماضي، ودخلت مرحلة المناشدة الشعبية للحصول على معلومات تفيد التحقيقات.