قد يكون من السهل أن تضيع في جمال اللوحات القديمة. يمكن أن يكون التعقيد واللون والأشكال رائعة. ومع ذلك، فإنه من المدهش أن نعرف أن بعض اللوحات الجدارية ليست لوحات مرسومة بالفرشاة والألوان على الإطلاق، بل لوحات مصممة بأنماط من حصى ملون صغير أو أشكال زجاجية براقة تم ترتيب مئات إلى آلاف من هذه البلاطات المتناهية الصغير الملونة لتظهر هذه اللوحة الرائعة، وهو ما يُطلق عليه فن الفسيفساء، بالسياق التالي سيدتي التقت الفنانة التشكيلية هبة الله عبدالرحيم لتعرفك على التاريخ القديم لـلفسيفساء وكيفية صنع هذه الإبداعات الملونة المذهلة.
تقول هبة الله عبدالرحيم (وهي حاصلة على الماجستير في فن الموازاييك الإسلامي ومراحل تطوره) لسيدتي: بداية كلمة موزاييك أو فسيفساء تأتي اشتقاقياً من الكلمة اليونانية "بسيفيس" والمقصود بها "الحصى الصغير"، وذلك حسب المؤرخ اليوناني بوسانياس في القرن الثاني، فقد كان للإغريق السبق في تزيين أرضيات مبانيهم العامة والخاصة بقطع متناهية في الصغر من الفسيفساء tesserae وكلمة موزاييك أيضاً التي تُعني الفسيفساء، تشتق من الكلمة اليونانية mousa والتي تعني التأمل، وقد استخدم الإغريق الفسيفساء لتحويل الأرضيات إلى لوحات نفذوا فيها جميع إبداعاتهم الفنية فجسدوا العديد من الموضوعات المصورة والحكايات على قطع الفسيفساء، وقد جسدت اللوحات في البداية ثلاث ملهمات مقدسات: إيديا أيقونة الغناء والصوت، ميليتيا أيقونة التأمل ومنيميا أيقونة الذاكرة، والملهمات الثلاثة كان لهن شان عظيم في العالم الكلاسيكي اليوناني القديم، وقد كان فن الفسيفساء يُستخدم في تمثيل مشاهد مصورة أو مشاهد مسرحية لقصص خرافية، وقد وصل هذا الفن المدهش بذلك الوقت لدرجة كبيرة من البهاء والإبداع، حيث صنعت اللوحات بعناية فائقة وبأحجام وألوان مختلفة مما ممكن الفنانين من تجميعها وصياغتها بدقة كبيرة وحسب الرسم المطلوب لتبدو أثناء تنفيذها كالأحجية التي يصنعها الصغار.
في اليونان القديمة تم استخدام الفسيفساء منذ وقت مبكر جداً في الأرصفة المكونة من حصى النهر بأحجام وألوان مختلفة تم تصميم الزخارف الهندسية بها. وفي مدينة بيلا التي كانت عاصمة مملكة مقدونيا القديمة، عثر على تصميمات جميلة ذات مجسمات يستخدم فيها الحصى الملون ذو الظلال الرقيقة للغاية. على أن تاريخ الفسيفساء الأولى يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد. حيث تم استبدال الحصى. وكانت الفسيفساء عبارة عن شظايا حجرية منحوتة على شكل مكعب، بحيث يمكن وضعها بالقرب من بعضها البعض للحصول على صور أكثر دقة. تم طلاء بعض الحصى لتحقيق نطاق ألوان أكبر.
قد ترغبين في التعرف على: أفكار جذّابة لاستخدام الفسيفساء بأنواعها في الديكور الداخلي
تقول هبةالله: في ذلك الوقت لا نبالغ إذا قلنا إنه لم يكن هناك بيت أو فيلا دون أرضية أو حوائط من الفسيفساء.
استُخدمت الفسيفساء كأحد فنون الزخرفة الجدارية الإسلامية على نطاق واسع، وقد شهدت الموضوعات المصوّرة بالفسيفساء في العصر الإسلامي نقلة نوعية، فتمّ الابتعاد عن تصوير الشخصيات والمواضيع الميثولوجية والتركيز على التشكيلات الهندسية والمفاهيم الطبيعية، ومن أروع تجليات الفنون الإسلامية فن القاشاني وهو أفخر فنون الفسيفساء ويستخدم فيه أنواع الخزف الملون التي تفنن المسلمون والعرب في صناعته، ويكون على شكل بلاطات مربعة على الأغلب، وقد تكون أشكاله مستطيلة أو سداسية أو مثلثية تنقش على كل منها موضوعات زخرفية متكررة أو أجزاء متقطعة فيكون مجموعها موضوعاً زخرفياً كبيراً متناسقاً، وترص البلاطات بجوار بعضها البعض لتظهر بالنهاية لوحة جدارية إبداعية مذهلة محكمة التفاصيل شديدة الدقة.
وخلال العصر الحديث استخدمت الفسيفساء كشكل مرتفع من أشكال الزخرفة وقام كل من الفنانين والمهندسين المعماريين بدمجها في أعمالهم لتظهر أعمال مذهلة من هذا الفن العريق.
تقول هبةالله: كما ذكرنا فالفسيفساء هو فن إنشاء الصور من خلال مجموعة من القطع الصغيرة من الزجاج الملون أو الحجر أو الحصى أو غيرها من المواد، ويمكننا القول إن فن الفسيفساء حديث بقدر ما هو تاريخي. فالفسيفساء يمكن أن تكون فنية وعملية وجميلة. كذلك يمكن استخدامها بانتظام في تطبيقات التصميم الداخلي العصرية لإضافة خصائص عملية في المنازل والمكاتب.
لعمل لوحة من الفسيفساء الطريقة البدائية كانت تعتمد على نحت أشكال مختلفة من العاج والأصداف يتم تثبيتها على سطح خشبي بمادة القار، وتطورت هذه الطريقة باستخدام قطع متعددة الأحجام من الطين المحروق التي كان يتم وضعها في قوالب حتى تجف ثم تحرق بالنار في أفران خاصة.
تابعي المزيد: فنان أمريكي يحوّل حفر الشوارع إلى فسيفساء ملونة
معنى كلمة فسيفساء أو موزاييك
تقول هبة الله عبدالرحيم (وهي حاصلة على الماجستير في فن الموازاييك الإسلامي ومراحل تطوره) لسيدتي: بداية كلمة موزاييك أو فسيفساء تأتي اشتقاقياً من الكلمة اليونانية "بسيفيس" والمقصود بها "الحصى الصغير"، وذلك حسب المؤرخ اليوناني بوسانياس في القرن الثاني، فقد كان للإغريق السبق في تزيين أرضيات مبانيهم العامة والخاصة بقطع متناهية في الصغر من الفسيفساء tesserae وكلمة موزاييك أيضاً التي تُعني الفسيفساء، تشتق من الكلمة اليونانية mousa والتي تعني التأمل، وقد استخدم الإغريق الفسيفساء لتحويل الأرضيات إلى لوحات نفذوا فيها جميع إبداعاتهم الفنية فجسدوا العديد من الموضوعات المصورة والحكايات على قطع الفسيفساء، وقد جسدت اللوحات في البداية ثلاث ملهمات مقدسات: إيديا أيقونة الغناء والصوت، ميليتيا أيقونة التأمل ومنيميا أيقونة الذاكرة، والملهمات الثلاثة كان لهن شان عظيم في العالم الكلاسيكي اليوناني القديم، وقد كان فن الفسيفساء يُستخدم في تمثيل مشاهد مصورة أو مشاهد مسرحية لقصص خرافية، وقد وصل هذا الفن المدهش بذلك الوقت لدرجة كبيرة من البهاء والإبداع، حيث صنعت اللوحات بعناية فائقة وبأحجام وألوان مختلفة مما ممكن الفنانين من تجميعها وصياغتها بدقة كبيرة وحسب الرسم المطلوب لتبدو أثناء تنفيذها كالأحجية التي يصنعها الصغار.
كيف بدأ فن الفسيفساء؟
تقول هبةالله: اكتُشف أول عمل فني من الفسيفساء في بلاد ما بين النهرين القديمة، في معبد من الألفية الثالثة قبل الميلاد، فهذا الفن المدهش معروف منذ آلاف السنين، ويظهر ويختفي في فترات مختلفة، حيث يُستخدم على نطاق واسع خلال بعض الفترات التاريخية، وفي فترات أخرى يختفي ليعود للظهور في أوقات أخرى بقوة أكبر.في اليونان القديمة تم استخدام الفسيفساء منذ وقت مبكر جداً في الأرصفة المكونة من حصى النهر بأحجام وألوان مختلفة تم تصميم الزخارف الهندسية بها. وفي مدينة بيلا التي كانت عاصمة مملكة مقدونيا القديمة، عثر على تصميمات جميلة ذات مجسمات يستخدم فيها الحصى الملون ذو الظلال الرقيقة للغاية. على أن تاريخ الفسيفساء الأولى يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد. حيث تم استبدال الحصى. وكانت الفسيفساء عبارة عن شظايا حجرية منحوتة على شكل مكعب، بحيث يمكن وضعها بالقرب من بعضها البعض للحصول على صور أكثر دقة. تم طلاء بعض الحصى لتحقيق نطاق ألوان أكبر.
قد ترغبين في التعرف على: أفكار جذّابة لاستخدام الفسيفساء بأنواعها في الديكور الداخلي
الثقافة المصرية صبغت الفسيفساء بصبغتها المميزة
وفي الفترة الهلنستية، وصلت الفسيفساء إلى تطور كبير بالإسكندرية، وانتشرت واستخدمت في جميع أنواع الأشكال. لتظهر موضوعات جديدة بسبب الانبهار بالثقافة المصرية القديمة. وهي تميل إلى أن تكون مناظر طبيعية تكثر فيها النباتات والحيوانات المرتبطة بنهر النيل، وعندما غزا الرومان اليونان وآسيا في القرن الثاني، كانت الفسيفساء شائعة في جميع أنحاء العالم الناطق باليونانية، ومن هناك انتقلت إلى روما حيث أعطى الرومان دفعة كبيرة لهذا الفن الرائع، وقد كانت التقنية الأكثر استخداماً من قبل الرومان تُعرف باسم opus tessellatum الحجر والزجاج والسيراميك، ليحدث التطور الأعظم للفسيفساء ويزيد الطلب على زخرفة الأرضيات، مما أدى إلى تعميم استخدام هذا الفن الزخرفي والذي اتخذ شأناً كبيراً فترة الإمبراطورية البيزنطية خاصة بعد انتشار المسيحية، حيث كانت العديد من صورهم ذات أسلوب تمثيلي ومعظمها ذات موضوع ديني. وكثيراً ما كانوا يستخدمون مواد باهظة الثمن، مثل الذهب والأحجار الكريمة.تقول هبةالله: في ذلك الوقت لا نبالغ إذا قلنا إنه لم يكن هناك بيت أو فيلا دون أرضية أو حوائط من الفسيفساء.
القاشاني من أروع تجليات الفنون الإسلامية
استُخدمت الفسيفساء كأحد فنون الزخرفة الجدارية الإسلامية على نطاق واسع، وقد شهدت الموضوعات المصوّرة بالفسيفساء في العصر الإسلامي نقلة نوعية، فتمّ الابتعاد عن تصوير الشخصيات والمواضيع الميثولوجية والتركيز على التشكيلات الهندسية والمفاهيم الطبيعية، ومن أروع تجليات الفنون الإسلامية فن القاشاني وهو أفخر فنون الفسيفساء ويستخدم فيه أنواع الخزف الملون التي تفنن المسلمون والعرب في صناعته، ويكون على شكل بلاطات مربعة على الأغلب، وقد تكون أشكاله مستطيلة أو سداسية أو مثلثية تنقش على كل منها موضوعات زخرفية متكررة أو أجزاء متقطعة فيكون مجموعها موضوعاً زخرفياً كبيراً متناسقاً، وترص البلاطات بجوار بعضها البعض لتظهر بالنهاية لوحة جدارية إبداعية مذهلة محكمة التفاصيل شديدة الدقة.
وخلال العصر الحديث استخدمت الفسيفساء كشكل مرتفع من أشكال الزخرفة وقام كل من الفنانين والمهندسين المعماريين بدمجها في أعمالهم لتظهر أعمال مذهلة من هذا الفن العريق.
كيفية إنشاء لوحة من الفسيفساء
تقول هبةالله: كما ذكرنا فالفسيفساء هو فن إنشاء الصور من خلال مجموعة من القطع الصغيرة من الزجاج الملون أو الحجر أو الحصى أو غيرها من المواد، ويمكننا القول إن فن الفسيفساء حديث بقدر ما هو تاريخي. فالفسيفساء يمكن أن تكون فنية وعملية وجميلة. كذلك يمكن استخدامها بانتظام في تطبيقات التصميم الداخلي العصرية لإضافة خصائص عملية في المنازل والمكاتب.
لعمل لوحة من الفسيفساء الطريقة البدائية كانت تعتمد على نحت أشكال مختلفة من العاج والأصداف يتم تثبيتها على سطح خشبي بمادة القار، وتطورت هذه الطريقة باستخدام قطع متعددة الأحجام من الطين المحروق التي كان يتم وضعها في قوالب حتى تجف ثم تحرق بالنار في أفران خاصة.
- في البداية يتم قطّع الأحجار الطبيعية بمنشار ومقراض مع ملاحظة أن الأحجار الطبيعية تكون ذات ألوان محددة.
- يتم تحضير الفصوص الزجاجية من السيليكات السائلة بفعل الحرارة العالية.
- يتم تلوين الأكاسيد.
- القطع الملونة تُصب في قوالب محجرة على شكل مربعات.
- ليبدأ إعداد اللوحات التحضيرية.
- تُوزع الفصوص الملونة حسب الصور في تلك اللوحات.
- تُثبَّت الفصوص برصها على اللوحة القماشية التي رُسم عليها التصميم الفني من قبل.
- تُلصق مقلوبةً فصاً فصاً بوساطة مادة النشا أو غيرها.
- يُقلب القماش الحامل لها على سطح واسع.
- تُسكب مادة ملاطية مؤلفة من الجص مع القصب، ثم أصبحت من الأسمنت المسلح بالحديد، وحديثاً تُستعمل مادة البولي إستر Polyester، ومادة أخرى تدعى الإيرولام.
- وبعد جفاف المادة الملاطية يُنقل اللوح الفسيفسائي إلى المكان المُراد ويُثبّت بكلاليب حديدية وتُنزع عنه الأقمشة.
تابعي المزيد: فنان أمريكي يحوّل حفر الشوارع إلى فسيفساء ملونة