تعد النزلة المعوية من الأمراض الخطيرة التي تصيب الجهاز الهضمي عند الطفل، وليس لها عمر محدد، فقد يصاب بها الكبار والبالغون، ولكنها تشكل خطورة كبيرة على حياة الأطفال خاصة الرضع في حال عدم علاجها، ولذلك يجب أن تعرف الأم أسباب وأعراض النزلة المعوية عند الطفل، وكذلك أنواعها لكي تستطيع التعامل معها، وعدم الإهمال أو التردد في التوجه للطبيب، والأهم من ذلك فبعد التعافي من النزلة المعوية يأتي دور التغذية لكي تتوقف أعراض الإسهال المائي، وهو يعد من أبرز وأخطر أعراض النزلة المعوية، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها بالدكتور أحمد عبد الواحد "استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، وبورد الأمراض الباطنة"، حيث أشار لأهم الأغذية التي توصف لتقليل الإسهال المائي، وكذلك أعراض وعلاج النزلة المعوية كالآتي:
تعريف النزلة المعوية
النزلة المعوية هي عدوى بكتيرية أو فيروسية تصيب الأمعاء عند الأطفال وقد تصيب الكبار، وهي أحد أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال، وتتسبب في خلل بقدرة الأمعاء على امتصاص الطعام، فيخرج الطعام في صورة سائلة دون أن يستفيد الجسم منه، وهذا يعني أن يصبح الجسم هزيلاً وغير نضر ومهدداً بحدوث الجفاف، والجفاف يعني أن تصبح حياة الطفل أو حتى البالغ في خطر، فالماء هو سر حياة الخلايا داخل الجسم.
ويمكن تحديد نوع النزلة المعوية التي أصيب بها الطفل من خلال الأعراض، فإذا كان براز الطفل سائلاً مثل الماء، وليس له رائحة، فهو قد أصبح مصاباً بنزلة معوية سببها فيروسي، وإذا كان إسهاله مثل الماء، وله رائحة كريهة فهو إسهال بكتيري، أما إذا كان الإسهال فيه دم أو مخاط أو مختلطاً بدم ومخاط معاً، ورائحته كريهة فهو إسهال ذو سبب طفيلي «دوسنتاريا».
قد يهمك أيضاً: حمى الجفاف غير المقلقة عند الأطفال وطرق التعامل معها ومتى تصبح خطرة
أعراض النزلة المعوية عند الطفل
- يصاب الطفل بالإسهال الشديد وكذلك القيء، وهما أهم أعراض النزلة المعوية.
- يظهر لدى الطفل جفاف الجلد وشحوب البشرة.
- يصاب الطفل بارتفاع درجة الحرارة الذي قد يصل إلى درجة التشنج عندما تصبح حرارة الطفل أعلى من المعتاد بكثير.
- يشعر الطفل بألم في البطن ويتلوى الطفل وفي حال الرضيع نجده يرفع ركبتيه باتجاه بطنه؛ لأنه لا يعرف كيفية التعبير عن الألم.
- يصاب الأطفال الأكبر سناً من سن الرضاعة بالألم في جميع عضلات الجسم.
علاج النزلة المعوية عند الطفل
- قومي بالإكثار من تقديم السوائل للطفل لتقليل السوائل المفقودة؛ لكي لا يصاب بالجفاف.
- قدمي لطفلك الرضيع محلول الإرواء حسب إرشاد الطبيب.
- استمري بالرضاعة الطبيعية قدر الإمكان؛ لكي تعززي من مناعة الطفل حتى لو رفض الرضاعة نتيجة للألم، واعلمي أن ضعف قدرة الطفل على الرضاعة من علامات ضعف الجهاز المناعي عند الأطفال وتدهور وضعه الصحي.
- في حال استمرار الأعراض لأكثر من 24 ساعة فيجب عليك التوجه إلى المستشفى لتقديم العلاج المناسب؛ لأن النزلة المعوية في هذه الحالة تسبب مضاعفات خطيرة للطفل.
أغذية هامة لعلاج الإسهال المائي
- قدمي لطفلك بعض الأصناف التي تحتوي على الألياف القابلة للذوبان في الماء، وهي تساعد على علاج الإسهال المائي؛ لأنها تتحول أثناء عملية الهضم لمادة هلامية، تجعل براز الطفل أكثر تماسكاً، بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على تحسين حركة الفضلات داخل الأمعاء، حتى يتم التخلص منها من خلال عملية التغوط، وبالتالي فهذه الأغذية تكون هامة وضرورية لتقديمها للطفل عندما تتوقف أعراض النزلة المعوية ويبدأ الطفل في التعافي، ويصبح قادراً على تناول الطعام، وهذه الأغذية التي تكثر فيها الألياف القابلة للذوبان كثيرة، ويمكن تقديمها للطفل في مرحلة تقديم الطعام التكميلي كالموز والتفاح ودقيق الشوفان، وكذلك الفاصوليا والبازلاء والجزر.
- احرصي على تقديم منتجات تحتوي على مادة البروبيوتيك والتي تعمل على تحسين حركة الأمعاء، وتسهيل عمليتي الهضم والإخراج عن طريق المحافظة على توازن الميكروبيوم المعوي، وهي تتوافر في اللبن الزبادي "الروب" وفي الشوكولاتة الداكنة، والمخللات التي يتم تصنيعها بطريقة صحية، وكذلك زيت الزيتون.
- اختاري تقديم خبز التوست والأرز الأبيض والدجاج المنزوع الجلد والمشوي أو المسلوق لطفلك بعد تعافيه ومنع عودة الإسهال المائي، وكذلك البطاطس المسلوقة أو المشوية، كما يمكن تقديم الشوربة والخضروات المطهوة بشكل جيد، والبعد تماماً عن الخضروات النيئة خوفاً من تكرار العدوى.
أعشاب ومشروبات تساعد على تقليل الإسهال المائي لدى الطفل
- شوربة الدجاج المسلوق: حيث يحتاج الطفل المصاب بالإسهال المائي إلى الحصول على كمية كبيرة من المشروبات، لتعويض السوائل والأملاح والمعادن التي فقدها الجسم خلال فترة الإصابة بالنزلة المعوية وتعرضه إلى أعراض الجفاف عند الأطفال والمعروفة بالجلد الذابل والعيون الغائرة وقلة النشاط، ولذلك تقدم شوربة الدجاج المسلوق مثلاً للطفل الذي بدأ يتعافى من النزلة المعوية.
- عشبة البابونج: قدمي لطفلك عشبة البابونج؛ لأنها تمتاز بقدرتها على تطهير الأمعاء، وتعمل على تهدئة تهيج المعدة وتقليل اضطرابات الجهاز الهضمي عموماً.
- شاي القرفة: قدمي لطفلك شاي القرفة حيث تعتبر القرفة ذات خصائص طبية مضادة للالتهابات؛ مما يساعد على تهدئة المعدة، وتعمل على ضبط حركة الأمعاء فتخفف من حدة الإسهال المائي، ويمكن أيضاً تقديم مغلي بذور الكمون، والتي تقلل من الإسهال، وتقلل من تشنجات البطن لدى الكبار والصغار.
- مغلي الزنجبيل: قدمي لطفلك الأكبر سناً مغلي الزنجبيل؛ لأنه يعمل على تهدئة المعدة، وكذلك يعزز عملية إفراز الإنزيمات المساعدة في الهضم، كما يعمل الزنجبيل المحلَّى بالعسل الطبيعي على إبطاء حركة الأمعاء؛ مما يقلل من الإسهال، وبالتالي تقلل احتمالات إصابة الطفل بالجفاف، ويلعب الزنجبيل أيضاً دوراً كبيراً في تخفيف التهاب الأمعاء عند البالغين، ويساعد على ترطيب الجسم بشكل جيد وحمايته من الجفاف ومخاطره.
- مغلي أوراق التوت: قدمي لطفلك مغلي أوراق التوت بسبب محتواها العالي من مادة التانين، التي تعتبر من مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على تقليل مستويات الالتهابات عموماً وخاصة في جدار الأمعاء.
أغذية يمنع تقديمها للطفل خلال إصابته بالإسهال المائي
- ابتعدي عن تقديم بعض الأغذية التي تسبب زيادة الإسهال المائي، وتقلل من الوقت اللازم للتعافي من النزلة المعوية؛ مثل المقالي والمشروبات الغازية والحلويات والسكاكر، وكذلك الأسماك واللحوم المجمدة والمصنعة، كما يجب عليك إبعاد الطفل عن تناول بعض الأصناف؛ مثل العنب والقرنبيط والكوسة.
- امتنعي منعاً باتاً عن تقديم الفاكهة دون سلقها؛ لأنها تكون غنية بالألياف الغذائية التي تسبب زيادة حركة الأمعاء، وتقدم له مسلوقة ومهروسة بشكل جيد.
- ابتعدي أيضاً عن تقديم المياه الغازية بكل أنواعها للطفل؛ لأنها من مدرات البول وتؤدي لزيادة فقدان السوائل وزيادة احتمالية الإصابة بالجفاف، وهو من مضاعفات الإسهال المائي، ويمكن تقديم المشروبات الخالية من الكافيين، والتي تحتوي على الصودا لتقليل تعرض الطفل للجفاف.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.