يتعرَّضُ الطفلُ حديث الولادة إلى الكثير من الأعراض الطبية، والتهاب بشرة الوجه - الخدود- للمولود، تُعد أكثرها إزعاجاً للطفل والأم على السواء؛ نظراً لقرب الوجه من متناول يد الطفل، مما يُسّهل عليه حك الوجه وزيادة الالتهاب وربما حدوث جرح.
وهذا يستلزم البحث عن الوسائل والطرق المتبعة لعلاج ذلك الالتهاب، ومحاولة تخفيف الأعراض التي تتمثل بالحكة والالتهاب، ومنع العدوى، والمساهمة في ترطيب الجسم، ومنع حدوث نوباتٍ جديدةٍ.
لقاؤنا واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري لشرح طرق العلاج، وكيفية تجنُّب المهيجات الشخصية، مع وضع بعض النصائح لضمان سلامة الطفل.
معلومات تهمك
التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) هو مرض يجعل الجلد جافاً ومثيراً للحكة وملتهباً، وهو أكثر شيوعاً لدى الأطفال الصغار.
يمكن أن تزداد شدته في بعض الأحيان، وقد يكون مسبباً للتهيج ولكنه ليس معدياً.
المواظبة على الترطيب يمكن أن يخفف الحكة، ويقي من التفشي لمناطق جديدة (نوبات تهيج).
تتمثل الأعراض في:
- جفاف الجلد وتشققه، الحكة.
- طفح على الجلد المتورم يختلف لونه وفقاً للون البشرة.
- نتوءات صغيرة بارزة على البشرة.
- النز والتقشير، وزيادة سمك الجلد.
- تصبغ الجلد بلون داكن في المنطقة المحيطة بالعينين.
- تقرُّح الجلد وحساسيته للحكّ.
هل تريدين الاطلاع على.. أنواع الحساسية عند الأطفال؟
علاج حساسية خدود الأطفال
غالباً ما يبدأ التهاب بشرة الوجه قبل عمر 5 سنوات، وقد يستمر حتى مرحلة المراهقة والبلوغ وبداية العلاج يعتمد على عمر الطفل، وصحة الطفل العامة، والأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى مدى شدة وخطورة الحالة.
استخدام المرطبات:
يُنصح باختيار المرطبات الخالية من العطور، كما يُنصح بالاستعاضة عن كريمات الترطيب ذات القوام الخفيف والتي تُعد سهلة التدفق والسكب، بمستحضرات ترطيبٍ أخرى ذات قوامٍ سميك، مثل: الكريمات والمراهم.
تتميز المستحضرات سميكة القوام بكونها أكثر فاعليةً في الترطيب، كما يُشار إلى أنها عادةً ما تكون متوفرةً في برطمانات أو أنابيب، ويمكن تصنيف مستحضرات الترطيب إلى 3 فئاتٍ اعتماداُ على كمية المادة الزيتية أو الدهنية وتشمل:
الكريم: غالباً ما يتميز بلونه الأبيض، وقوامه السميك الذي يجعل من الصعب سكبه، وتتكون تركيبته من خليط نصفه من الماء ونصفه من المادة الزيتية أو الدهنية.
المرهم: يتميز بطبيعته الدهنية؛ إذ تكون نسبة المادة الزيتية أو الدهنية أكبر من نسبة الماء، ويتميز أيضاً بقوامه السميك جداً بالإضافة إلى لونه الشفاف، كما يكون عديم اللون تقريباً.
اللوشن: يتميز بلونه الأبيض، ويُشبه الكريم إلا أن كمية الماء المُضافة إلى اللوشن أكبر من الكمية المُضافة إلى الكريم؛ مما يجعله قابلاً للسكب، كما قد يتوفر مع مضخة تُساعد على توزيع المستحضر.
تجنُّب تعرُّض الطفل للمهيجات الشخصية
قد تُسبب بعض المواد تهيج الجلد وتؤدي إلى الشعور بالحكة وخدش الجلد، وتجدر الإشارة، إلا أن تأثير المواد المسببة لتهيج الجلد يختلف من طفل لآخر.
فإذا لوحظ تفاقم وزيادة الأعراض سوءاً لدى الطفل نتيجة تعرضه لمهيجٍ ما فإنه يُنصح بتجنب تعرُّض الطفل لهذا المهيج؛ بينما لا يوجد داعٍ لتجنب نوع من المهيجات إن لم تسبب الإزعاج للطفل.
إرشادات تساعد على تجنب مهيجات الجلد:
- تجنُّب ارتداء الملابس الخشنة المُسببة للحكة؛ كالصوف، وتجنب ارتداء الأقمشة التي لا تسمح بمرور الهواء؛ كالبوليستر.
- ارتداء الملابس القطنية والحرص على تغطية الجلد من خلال ارتداء السراويل والأكمام الطويلة إن أمكن ذلك.
- التقليل من نسبة عثة الغبار في المنزل، وذلك من خلال غسل أغطية السرير وأكياس الوسائد والستائر بالماء الساخن.
- تجنُّب استخدام السجاد والستائر السميكة في المنزل.
- الحفاظ على درجة حرارةٍ مناسبة للمنزل، مع استخدام جهاز الترطيب بالرذاذ البارد، في حال انخفاض رطوبة الغرفة.
- استخدام الصابون والمنظفات الخالية من العطور والصبغات؛ إذ قد يؤدي الصابون القاسي على البشرة إلى جفاف الجلد وتدمير الحاجز الذي يحمي البشرة.
نصائح وإرشادات جديدة لسلامة الطفل
- قص الأظافر والحفاظ عليها قصيرة؛ إذ إنّ الأطفال، قد لا يستطيعون مقاومة الرغبة الملحة بالحكة التي تنجم عن تهيج الجلد، والتي تؤدي بدورها إلى خدش الجلد. ويُشار إلى أن ذلك لا يؤدي إلى زوال الحكة والتهيج؛ وإنما يزيد من احتمالية إصابة الجلد بالعدوى.
- تجفيف فم الطفل من اللعاب السائل؛ إذ قد يُعد سيلان اللعاب لدى الأطفال سبباً دائماً لتهيج الجلد.. واستحمام الطفل بالماء الفاتر وليس الساخن، ولمدةٍ قصيرة تتراوح من 3-5 دقائق؛ حيث إن الاستحمام ونقع الجلد بالماء لفترة طويلة قد يؤدي إلى جفاف الجلد، كما يُنصح أيضاً بتجنُّب حمام الفقاعات.
- تجفيف جسم الطفل بلطفٍ بعد الاستحمام، وترطيب الجلد بعد ذلك من خلال تطبيق كمية كافية من أحد أنواع المراهم أو الكريمات المرطبة، مع مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض تدل على العدوى، مثل: خروج الصديد أو القيح، أو حدوث احمرار شديد في الجلد، أو الشعور بألم أو سخونة فيه، أو تقشره.
- استخدام القفازات لتغطية يدي الطفل في حال تُرك وحده لفترةٍ قصيرة؛ إذ قد يساعد ذلك على منع خدش الطفل لجلده، مع تجنب الخدش المفرط أو فرك الطفح الجلدي الناجم عن الحساسية لدى الطفل.
وضع روتينٍ منتظمٍ للعناية ببشرة الطفل
استشارة الطبيب حول عدد مرات الاستحمام؛ إذ إنّ التقليل من عدد مرات الاستحمام لدى بعض الأطفال لتصبح 1-3 مراتٍ أسبوعياً يساعد على تخفيف الأعراض.
قد يؤدي الاستحمام بكثرة إلى أكزيما الجلد- الجفاف-، ويمكن أن يزيد من شدة الحكة؛ بينما في حالاتٍ أخرى وبالتحديد الأطفال الذين يعانون من الحساسية الناجمة عن العوامل البيئية.
مثل: التعرُّض لحبوب اللقاح أو وبر الحيوانات؛ فإن الاستحمام بشكلٍ أكثر من المعتاد قد يكون مفيداً لهم، خاصةً بعد تعرُّضهم لمُسببات الحساسية المعروفة لديهم.
علاج حساسية الخدود عند الأطفال طبياً
قد يكون الترطيب اليوميّ لبشرة الأطفال علاجاً غير كافٍ للسيطرة على أعراض الإكزيما؛ مما يستدعي اللجوء إلى خطة علاج طبيةٍ تشمل استخدام المراهم أو الكريمات العلاجية لتهدئة جهاز المناعة والسيطرة على تهيج الجلد.
وتشمل العلاجات الطبية ما يأتي:
قد تدعو الحاجة عند تهيج الجلد واحمراره وحدوث الحكة إلى تطبيق كريمات أو مراهم على جلد الطفل تحتوي على الستيرودات الموضعية.
الكورتيكوستيرويد: وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى توفر أنواع من تصرف دون الحاجة إلى وصفة طبية، وتكون فاعليتها قليلةً نسبياً مقارنةً بالأنواع الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى إمكانية استخدام هذه الأدوية في الحالات الخفيفة من الإكزيما ولكن تجب استشارة الطبيب قبل أخذها، خاصةً في الحالات الأكثر خطورة أو في حالات عدم الاستجابة للأدوية.
إمكانية أخذ هذه الأدوية بشكلٍ يومي في فترة الصباح للسيطرة على أعراض الحساسية خلال اليوم، مع ضرورة اتباع التعليمات الموجودة في النشرة الدوائية واستشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل أيّاً من مضادات الهيستامين.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.