برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبحضورقيادات المنظومة الثقافية والأدباء والفنانين والإعلاميين، كرم وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في حفل ثقافي كبير الفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الرابعة، في 16 فئة مخصصة للجوائز الثقافية ، وضمت قائمة الفائزين 3 مبدعات سعوديات هن الدكتورة ليلى البسام وضياء يوسف والدكتورة حنان المرحبي، اللاتي تمكن من الفوز والتتويج بجوائز الثقافة في مسارات الأزياء والشباب والنشر، ليضاف هذا التكريم الوطني الغالي ضمن إنجازاتهن، والتي تشير وبما لايدعو للشك أن المرأة السعودية تملك من الإمكانيات ما يجعلها شريكاً فاعلاً في التنمية الوطنية وفي رؤية 2030، وفي الوقوف وبكل بسالة على ناصية الحلم لتحلم وتحقق.
ليلى البسام :الأزياء التقليدية هي السمة السعودية الأصيلة
فازت الدكتورة ليلى البسام الخبيرة في التراث وأستاذ الأزياء والمنسوجات التقليدية بجائزة الثقافة الوطنية في مجال الأزياء، والدكتورة البسام، تعد رمزاً وطنياً في مجال الأزياء التراثية التقليدية ولها رحلة طويلة من البحث العلمي والتوثيق في المجال تمتد لأكثر من 50 سنة، وتسعى جاهدة في تحقيق حلمها الوطني الكبير بعمل "موسوعة للأزياء التقليدية السعودية".
التقتها سيدتي في الحفل بعد تتويجها بالجائزة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وعبرت البسام عن سعادتها بتقدير الجهات الرسمية بتقديرها وتقدير جهدها الممتد لسنوات في مجال الأزياء التقليدية، وكما يدل على الاهتمام الحكومي بالأزياء التقليدية التي عاد لها وهجها وأصبحت الآن مطلباً في المناسبات الوطنية كاليوم الوطني ويوم التأسيس، هذا الاهتمام الذي يخلق الصلة بين الأجيال والأزياء التقليدية للأجداد والآباء، وحتى وإن طرأ فيها تطوير حتما سيكون عودتهم للأزياء التقليدية ستعطي السمة السعودية الأصلية.
أما رسالتها التي كانت عبر سيدتي للمرأة والمصممات السعوديات فكانت بالحرص على الأزياء التقليدية وارتداء الجميع لها في كافة المناسبات لأنها تمثل التراث والأصالة والماضي العريق.
كتاب الأزياء التقليدية السعودية المنطقة الوسطى
وكانت الدكتورة ليلى البسام قد احتفت في شهر أكتوبر من العام الماضي 2023 بتدشين كتابها "الأزياء التقليدية السعودية المنطقة الوسطى" 2023 "، في احتفالية كبرى في قصر المربع في الرياض، برعاية الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز حرم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبحضور صاحبات السمو الأميرات والمعالي والأكاديميات ومصممات الأزياء، بالشراكة مع دارة الملك عبد العزيز وبرعاية إعلامية من مجلة سيدتي.
لتفاصيل حفل تدشين كتاب الأزياء للدكتورة ليلى البسام : برعاية حرم ولي العهد الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز وشراكة إعلامية من "سيدتي" دارة الملك عبدالعزيز تدشن كتاب "الأزياء التقليدية السعودية.. المنطقة الوسطى"
وبهذه المناسبة كان لرئيسة تحرير مجلتي سيدتي والجميلة الأستاذة لمى الشثري لقاء خاص بالدكتورة ليلى البسام استعرضت من خلاله ارتباطها الوثيق بالتراث والأزياء التراثية، وتطرقت البسام من خلاله لمحتويات كتابها،" الأزياء التقليدية السعودية المنطقة الوسطى " مبينةً أنه يشتمل على مجموعةٍ كاملةٍ للأزياء التراثية للمنطقة الوسطى من السعودية بجميع أشكالها، وأقمشتها وأهم المناسبات التي يتم ارتداؤها فيها وأنه حلمٌ كبيرٌ وتحقَّق، بعد 35 عاماً من كتابته لمحتواه الذي كان رسالتها للدكتوراه والفضل في ذلك يعود، بعد توفيق الله عز وجل، إلى دارة الملك عبد العزيز، والدكتور فهد السماري، الذي تبنَّى الكتاب حتى صدوره، والمصور والمنتج عبدالله المشرف.
رحلة البحث وتوثيق التراث
بدأ تعلق البسام بالتراث في سن مبكرة تأثراً بوالدتها وبمقتنياتها التراثية من الملابس الحريرية ذات الألوان الزاهية، في تكوين شغفها الذي لعب دوراً في تغيير مسار دراستها الجامعية من الطب إلى الاقتصاد المنزلي ودراسة الملابس والنسيج، وبعد حصولها على البكالوريوس قدَّمت رسالة الماجستير في الأزياء التقليدية، ثم حصلت على الدكتوراه، والتحقتُ عضوةً في هيئة التدريس بقسم الملابس والنسيج في كليات الاقتصاد المنزلي، في جامعة الأميرة نورة، وأول عملٍ قامت به هو إضافةُ مقرَّرٍ للأزياء السعودية.
وعن ذلك قالت: "سعيدةٌ جداً بقيامي بهذا العمل، وأعدُّه أحد أهم الإنجازات في حياتي" وأضافت "سعيدةٌ جداً بالتأثير الذي تركته في طالباتي، وتعزيز حبهن للأزياء التراثية، إذ أحرص على نقل تعلُّقي بهذه الأزياء إلى كل الطالبات اللاتي أقوم بتدريسهن، وجميع مَن حولي، ودائماً ما يقولون لي إنهم أحبُّوا التراث بسبب ما أقدِّمه".
وأشادت البسام خلال اللقاء الذي جمعها برئيسة التحرير الأستاذة لمى الشثري باهتمام الجهات المسؤولة بالأزياء التراثية ، حيث أصبح هناك وعي كبيرٌ بأهميتها، وعودةٌ جميلةٌ إليها، واليوم تطلبُ الجهات المسؤولة في الدولة اعتماد الزي التراثي في المناسبات الوطنية، وهذا ما يدفع الكثيرين إلى البحث عنها، واقتنائها، وارتدائها في كل المناسبات، وفي ذلك توعيةٌ كبيرةٌ بمكانتها، وإحياءٌ وعودةٌ إلى الجذور، ونقلٌ للأصالة السعودية إلى الأجيال الجديدة.
ومازالت الدكتورة ليلى مستمرة في جهودها في توثيق التراث والأزياء التقليدية من خلال سلسلة من الكتب لمناطق مختلفة من السعودية والتي سيسهم بعد اكتماله في تشكيل موسوعةٍ للأزياء التقليدية في السعودية، وهذا عملٌ تصفه البسام بالصعب، لكنه سيشكِّل إنجازاً كبيراً في الوقت ذاته".
لمشاهدة وقراءة اللقاء الذي جمع لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتي سيدتي والجميلة بالدكتورة ليلى البسام : ليلى البسام في لقاء خاص : تدشين كتاب الأزياء التقليدية حلمٌ كبيرٌ تحقق
مناصب وعضويات
أخيراً يشار إلى أن الدكتورة ليلى البسام تولت عدداً من المناصب وشاركت في عضوية كثير من الجمعيات الخاصة بالتراث، حيث عملت رئيسة الهيئة الاستشارية وأستاذة تاريخ الأزياء والمنسوجات التقليدية في جامعة الأميرة نورة وعضو كل من مجلس إدارة هيئة التراث منذ2020، والمتحف الوطني ومكتبة الملك عبد العزيز العامة والمنظمة الدولية للفن الشعبي والمجلس الدولي للآثار، وكما شغلت رئاسة إدارة "الجمعية العلمية السعودية للفن والتصميم"، وعضوية كل من مجلس إدارة "الجمعية السعودية للمحافظة على التراث "، ولها من المؤلفات :" تاريخ الأزياء النسائية عبر العصور" 2010، و"التراث التقليدي لملابس النساء في نجد" 1985. ونالت البسام جائزة المتميزين في دراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية عام 2012. ووسام الملك خالد من الدرجة الثالثة عام 2019.
ضياء يوسف : الجائزة تعني شغفاً أكبر ومستقبلاً أفضل
في حفل النسخة الرابعة من الجوائز الثقافية خطفت ضياء اليوسف الأنظار بسيرتها الذاتية وتعدد مواهبها ومجالات إبداعها والتي تأكد معها الجميع استحقاقها الفوز بجائزة مبادرة وزارة الثقافة "الجوائز الثقافية الوطنية " مسار الشباب، حيث إنها كاتبة وفنانة معاصرة ومخرجة سينمائية، تعمل حالياً مستشاراً إبداعياً ومديراً لشركة «سدرة» الثقافية غير الربحية، التي تقدمها مساحة للبحث المشترك مع المبدعين، ومنصة للفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، وغرفة والكتابة الاحترافية، ومقراً لأول مسرح «بلاك بوكس» في السعودية.
بكلمات تفيض سعادة وفخراً أشارت ضياء المخرجة ضياء يوسف في تصريحها الخاص لسيدتي عقب انتهاء الحفل أنها لم تشعر بحياتها بهذه المشاعر التي تراودها في تلك اللحظة التي تكرم فيها من وطنها، وتعدها أجمل احتفال واحتفاء بحياتها وتشعر معها بقيمة حب الوطن واهتمامه بما تملكه من شغف، وأضافت " كان هناك شغف سابق وأما الآن فسيكون الشغف أكبر والمستقبل أفضل ".
الكتابة الإبداعية
بدأ شغف ضياء في مجال الكتابة الذي قاد بها لدراسة الصحافة والكتابة النصية الإبداعية والمهنية في جامعة جنوب كاليفورنيا، مارست الكتابة وتحرير بعض الصحف ومن ثم تأسيس ورئاسة تحرير عدد من المجلات الثقافية، وأسست بعد ذلك مركز " سدرة " الثقافي، الكائن في حي جاكس الثقافي بالدرعية، والتي تدير من خلاله عدداً من البرامج والمهرجانات الثقافية الكبرى.
وبالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي "إثراء " قدمت ضياء سلسلة محاضرات بعنوان "كينونة" وهي محاضراتٍ نوعية تُكتَب وتُقدَّم بصرياً بالصور والشروحات، في الفنون المعاصرة والشعر والسينما، تأخذ المتلقي في رحلةٍ مشوِّقة تمثِّل جسر الوعي والمعرفة والتذوُّق بين مختلف الفنون. وهي أيضاً عضو لجنة التحكيم في مسابقة إقرأ الوطنية بتنظيم من مركز إثراء.ولضياء يوسف كتاب بعنوان "في البدء كانت فكرة" الذي يضم مجموعة من التأملات في الفن المعاصر.
الفن المعاصر والإخراج السينمائي
موهبة الكتابة التي تميزت بها ضياء فتح لها الأبواب من جهة أخرى للمجال الفني المعاصر بكتابة السيناريو للأفلام، بعد دراستها الكتابة النصية الإبداعية والمهنية في جامعة جنوب كاليفورنيا، (film independent)، لتأخذ موقعها بعد فترة قصيرة خلف الكاميرا كمخرجةَ أفلام سينمائية، والمشاركة كعضو مؤسس في مجلس إدارة جمعية السينما، والتي يعد «مهرجان أفلام السعودية» أحد أهم منتجاتها. كما شاركت في لجان تحكيم عدد من المهرجانات السينمائية المحلية، بل والدولية إذ وقع اختيار إدارة مهرجان مالمو للأفلام العربية على المخرجة ضياء لعضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، إلى جانب الممثل اللبناني نيكولا معوض، والمنتج الفرنسي دانيال زيسكند.
فيلم ولد سدرة
يُعد فيلم" ولد سدرة " الأول أحد أبرز أعمال ضياء، إذ تملك سلسلة من التجارب السينمائية القصيرة، وهو فيلم درامي قصير، تدور أحداثه حول قصة رجل طاعن في السن وعلاقته بحفيدته الصغيرة ختام، التي فقدت والدها إبان الغزو العراقي للكويت في عام 1990، وفي هذا الفيلم تغوص ضياء يوسف من خلال فيلم "ولد سدرة" في عوالم فانتازية لتحكي قصة مثيرة يختلط فيها الواقع بالأسطورة، إذ تتوغل في الموروث الحكائي الأسطوري ما منح الصورة على الشاشة عمقاً إضافياً مستنداً إلى الوجود الإنساني، ومتسقاً مع الواقع حسب تعبير لجنة التحكيم بمهرجان القاهرة الدولي الذي منحها جائزة لجنة التحكيم الخاصة.كما حصل الفيلم على جائزة مهرجان دبي السينمائي، وجائزة مركز إثراء، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان أفلام السعودية.
وعن مشاريعها في المستقبل كانت لها تصريحاتها بفيلم آخر بعيد من نخبوية (ولد سدرة) سيكون موجهاً للطفل والعائلة.
حنان حسن المرحبي: المجال واعد والفرص كبيرة جداً
الدكتورة حنان حسن المرحبي أستاذ المحاسبة المساعد بكلية إدارة الأعمال جامعة الملك سعود، ومؤسس ومدير دائرة تربية قيادية، الدار الفائزة بجائزة النشر الثقافية الوطنية، هذه الدار التي لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات ولكن كانت لها بصمة في أدب وقصص الأطفال التربوية الهادفة، وكانت جزءاً من المؤسسات الثقافية الخاصة التي تم تتويجها في حفل الثقافة والذي كان مصدر سعادة للدكتورة حنان المرحبي، وكان وكما قالت في تصريحها الخاص لسيدتي: " دليل على أن المجال واعد والفرص كبيرة جداً وتستحق النظر فيها، ووجهت الدكتورة حنان الدعوة للمثقفات السعوديات بقولها: "لاشك أن وجودكن وإسهاماتكن في قطاعات الثقافة المختلفة ستثري الساحة كثيراً، فغالباً ما يكون تواجد المرأة في مجالات الثقافة كالشعر والأدب بصور أقل مقارنة بالرجل".
بداية القصة
اهتمام الدكتورة حنان المرحبي بالأدب والشعر وشغف القراءة كان وليد نشأتها في بيئة أسرية لها اهتماما الفطري بالشعر، وبعد إتمامها لبكالوريوس المحاسبة من جامعة الملك عبدالعزيز، تم تعيينها معيدة في جامعة الملك سعود في الرياض، والتحقت ببعثة دراسية في جامعة موناش الأسترالية لدراسة الماجستير، وهي من الجامعات الأولى في مجال الأبحاث، وفور حصولها على الماجستير حصلت على القبول الفوري لدراسة الدكتوراة، وبدأت في هذه المرحلة الكتابة في قضايا الاقتصاد الدولي وفي مجالات أخرى تقوم من خلالها بتوظيف حصيلتها التعليمية والثقافية. وبعد حصولها على درجة الدكتوراه عادت ضمن هيئة تدريس جامعة الملك سعود في قسم المحاسبة بكلية إدارة الأعمال.
دار قيادة تربوية
بالنسبة لدار تربية قيادية ، هو مشروع جمعت فيه الدكتورة حنان ما بين شغفها في الكتابة وتخصصها في مجال ريادة الأعمال، وأكثر ما لفت نظرها هو الشح في مصادر التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة، والحاجة الماسة لتفعيل جانب القراءة والإبداع والإلهام والخيال فيما يقدم للأطفال من كتب رغم جهود المسؤولين في التعليم. ومن هنا كان بداية تعاون الدكتورة حنان مع مجموعة من التربويين والرسامين والمحررين الذين يتمتعون بكفاءة ومهارة عالية، لإنتاج كتب تهدف لإثراء حصيلة الطفل من خلال القصص بلغة بسيطة ورسوم جاذبة بالإضافة لعناصر المتعة والدهشة والخيال حتى يمكنها وبسهولة الوصول المباشر للطفل ودعم جوانب التعلم والنمو وتحسين شغف القراءة والتعلم لديه والتي سيبنى على المهارات اللغوية التي سيكتسبها الطفل في هذه المرحلة المبكرة المستوى الذي سيكون عليه في مراحل دراسية لاحقة.
سر النجاح
وبعد 3 سنوات فقط من انطلاق دار تربية قيادية تمكنت الدار من لفت الأنظار وتحقيق إنجازات استحقت أن تنال عليه جائزة الثقافة الوطنية في مجال النشر في الدورة الحالية من الجائزة.
ولعل السرّ في هذا النجاح وكما تشير الدكتورة حنان إلى للكفاءد العالية للفريق الإداري للدار والحريص على تحقيق الأهداف بإنتاج محتوى يجمع ما بين التعليم ببساطة ودهشة.
وعن خطط دار تربية قيادية القادمة بعد الحصول على الجائزة الثقافية الوطنية للنشر، أكدت المرحبي أنها تطمح في أن تكون الجائزة نافذة للتوسع والتعاون مع جهات أخرى لإقامة أنشطة ومشاريع كبرى ومحاولة تجاوز العراقيل التي من شأنها زيادة الإنتاج في ظل الندرة الكبيرة التي يواجهها الأدب الموجه للطفل.
أخيراً تجدر الإشارة إلى انشغال الدكتورة حنان المرحبي حالياً في وضع اللمسات الأخيرة لإصدار كتابها الذي يحمل عنوان "شاعر المزرعة" والمتوقع أن يرى النور قريباً، لينضم لمؤلفها الأول " مع كل شعور قصة ".
اقرأ المزيد :استحداث جائزتين وتكريم المبدعين.. أبرز ما جاء في ختام الجوائز الثقافية الوطنية