المصمم ساهر ضيا لـ«سيدتي»: في عالم الموضة الراقية لا وجود للصيحات!

تصميم مستوحى من النجمة صوفيا لورين ساهر ضيا - الصورة من أرشيفه الخاص
تصميم مستوحى من النجمة صوفيا لورين ساهر ضيا - الصورة من أرشيفه الخاص

أطلق المصمم المبدع ساهر ضيا مجموعته الراقية لخريف وشتاء 2024- 2025 من وحي صوفيا لورين أيقونة الموضة الإيطالية في الستينيات، والتي اشتهرت بإطلالاتها الساحرة على السجادة الرسمية. وقد لفتتنا المجموعة بما تحمله من رقي، سواء في ألوانها المستوحاة من الأحجار الكريمة، أو في قصات المينيمالية وطابعها المونوكرومي. وعن روح المجموعة يخبرنا ساهر ضيا: إن صوفيا لورين تجسّد روح العلامة لديه؛ نظراً لأناقتها الكلاسيكية العابرة للزمن، والتي تحاكي ما يطمح إليه المصمم، عن طريق تنفيذ تصاميم عابرة للمواسم؛ ففي عالم الموضة الراقية، ليس هناك من صيحات برأيه؛ فالقطع الأيقونية تشبه المجوهرات التي تتوارثها العائلة من جيل لآخر.

ساهر ضيا يشرف بنفسه على مجموعته الجديدة- الصورة من أرشيف المصمم


في عالم الأضواء والشهرة تختار النجمة فستاناً يشبهها ويجسّد شخصيتها الفنية، من خلال تعاملها مع مصمم معروف. وهناك عدة عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار عند التعاون مع النجمات؛ فهناك صورة النجمة، وقَصة الفستان التي تلائم قوامها، واللون وخامة القماش الذي يتناسب مع لون بشرتها وشعرها وشخصيتها. وهناك عوامل أخرى تدخل في الحسبان ولا تقل أهمية بالنسبة للمصمم عما ذكرناه، وهي: طبيعة المناسبة من مهرجان دولي أو حفل غنائي أو افتتاح فيلم، وما إذا كانت القاعة مفتوحة أم مغلقة، وشعار الحفل وأهميته يلعب دوراً كبيراً في تحديد الإطلالة. ولا بد من وجود خبيرة أزياء شخصية تعرف ما يليق بالنجمة وما لا تتألق فيه.

تصاميم من ساهر ضيا لخريف وشتاء 2024- 2025- الصورة من المصمم

يؤمن المصمم ساهر ضيا بأن نجاح التعاون ما بين المصمم والنجمة، يجب أن تتوافر فيه قواسم مشتركة بين الاثنين؛ فلا يمكن لمصمم كلاسيكي أن يُلبس نجمة تهوى الأسلوب الغوطي Gothic في الملابس لأن النجاح ليس مضموناً. ونسأله: مَن المستفيد الأكبر من هذا التعاون برأيه؛ فيحيب: الاثنان معاً؛ فالمصمم يروّج لتصاميمه ولاسمه. والنجمة تتألق وتسرق الأضواء عن غيرها؛ لذا فهو تعاون مربح للطرفين معاً.

تصاميم من ساهر ضيا لخريف وشتاء 2024- 2025- الصورة من المصمم

- في مجموعتك الأخيرة ركّزت على ألوان الأحجار الكريمة فما السبب؟

اعتمدتُ في مجموعتي شبه الراقية لخريف وشتاء 2024- 2025 على الألوان القوية كالزهري الأمتيست والأزرق التورمالين والأحمر الياقوتي والزمردي، هي ألوان مَلكية تليق بالسجادة الحمراء، وقد حرَصتُ على زخرفتها رغم بساطتها، عبْر إدخال أكسسوارات وتفاصيل منمقة، ومنها الأكتاف المنسدلة، والفيونكات والخصر المنخفض الذي يُعتبر موضة العام 2024.

تصاميم من ساهر ضيا لخريف وشتاء 2024- 2025- الصورة من المصمم

- ولكننا لاحظنا الطابع المونوكومي الذي ساد مجموعتك؛ فهل ولّى زمن الشك بالخرز والتطريز؟


لقد حرَصت على اختيار القماش البسيط الراقي الذي يرتكز على القَصة، وهي بالنسبة لي ألوان شتوية، وقد رأيناها في الصيف لأن الموضة محصورة بألوان فلم يعُد الصيف محصوراً بالألوان الزاهية؛ فالموضة باتت تجسّد الجمال ولا تقف عند قواعد. هذه المجموعة تندرج ضمن فئة Pret a Couture أيْ بين الخياطة الراقية والخط الجاهز، وأردتُها أن تكون مبهجة للعين وفخمة؛ فالنجمة صوفيا لورين تنتمي إلى تلك الحقبة التي كانت تعتمد فيها على القصات أكثر من التطريز؛ فلقد تغيّرت الموضة، والمصممون العالميون لم يعودوا يعتمدون على الشك؛ بل على القصات الهندسية.

تصاميم من ساهر ضيا لخريف وشتاء 2024- 2025- الصورة من المصمم


ألهذا السبب ركزت على الكورسيه؟

أجل، فالكورسيه قطعة أساسية في فساتين السجادة الحمراء لهذا العام، وأعتمد على قصات الدرابيه والتنانير والخطوط الانسيابية، وأحرص على تتويج الإطلالات بأكسسوارات كالقفازات الشفافة المرصّعة بحبيبات من السواروفسكي اللامعة. إن التقليل من التطريز والشك لا يعني أنني قاطعته؛ بل أدخله بطريقة ذكية كالشك النافر بتقنيات ثلاثية الأبعاد، وإدخال مشابك مجوهرة مطعمة بأحجار لامعة من نفس لون الفستان.

تصاميم من ساهر ضيا لخريف وشتاء 2024- 2025- الصورة من المصمم

وما الأقمشة التي تفضلها؟


أحب الحرير والكريب والميكادو والسترتش الجيد الذي يفي المرأة حقها، ويجعلها تسطع كنجمة. ومن أكثر الخامات التي أحب التعامل معها هي: الدانتيل الذي أعتبره قمة الرقي لأنه يرتقي بالزي إلى مصاف آخر. بشكل عام أبتعد عن الترتر الذي أعتبره متوافراً بكثرة، وأنا أحب التميُّز بتصاميمي.

تصاميم من ساهر ضيا لخريف وشتاء 2024- 2025- الصورة من المصمم

هل تابعت مهرجانات سينمائية مؤخراً وأيّة نجمة تريد إلباسها؟

لا أتابع كثيراً، ولكن لفتني زيّ أنجلينا جولي وارتأيت لو خُيّر لي أن أُلبسها، فستاني الزهري من المجموعة الأخيرة؛ لأنها تحتاج إلى لون حيوي وليس إلى الأسود أو البني كما رأيناها في مهرجان فينيسيا الأخير. صحيح أن الناس باتوا يفضلون البسيط، ولكن يمكن إدخال أحجار بارزة أو كشاكش أو كورسيه ليخرج الفستان من طابعه الآمن. في هذه الأيام تميل النساء الشابات إلى القماش السترتش، ولكن تمكن الاستعانة بالخامات الجيدة منه للحصول على نتيجة أفضل. وأنا من هواة التول والتفتا التي يمكن التلاعب بها مع قماش آخر في الزيّ حسب رغبة المرأة.
تابعي المزيد عن حضور بارز للمصممين العرب في مهرجان فينيسيا السينمائي 2024