أحد أكثر المخاوف التي تسمعها الدكتورة تهاني أحمد حسن، اختصاصية طب الأطفال في مستشفى أستر من الآباء، هي مدى تكرار إصابة أطفالهم بالمرض بعد بدء المدرسة. المدارس هي بيئات مفعمة بالحيوية؛ حيث يقضي الأطفال الكثير من الوقت في اتصال وثيق مع بعضهم البعض. ولسوء الحظ؛ فإن هذا يجعلها بؤراً ساخنة لنشر الجراثيم.
من المحتمل أن يمرض الأطفال من وقت لآخر، وخاصة في بيئة المدرسة حيث تنتشر الجراثيم بسهولة. ولكن من خلال اتخاذ بعض الخطوات البسيطة، يمكنكِ تقليل فرص إصابة طفلك بأمراض شائعة، والحفاظ على صحته طوال العام الدراسي. تذكّري أن الوقاية دائماً أفضل من العلاج، وأن تعليم طفلكِ العادات الصحية الآن سيفيده مدى الحياة. إليكِ بعض الأمراض الأكثر شيوعاً التي يصاب بها الأطفال في المدرسة، وطرقاً عملية للوقاية منها، كما تنبه د. تهاني.
نزلات البرد
نزلات البرد عند الأطفال هي شيء مألوف لدى كل ولد. وعادة ما تكون ناجمة عن فيروس ينتشر عبْر الهواء عندما يسعل شخص ما أو يعطس. يمكن للأطفال أيضاً التقاطها عن طريق لمس الأسطح التي تحتوي على جراثيم، مثل: المكاتب أو الألعاب أو مقابض الأبواب.
ما يجب الانتباه إليه: سيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال والعطس، وأحياناً حمى خفيفة.
كيفية حماية طفلك:
- شجعي على غسل اليدين بانتظام، وخاصة قبل الوجبات وبعد السعال أو العطس عند الأطفال.
- علّمي طفلك ألّا يلمس وجهه؛ لأن هذا قد ينقل الجراثيم من يديه إلى جسمه.
- أرسلي مناديل ورقية أو معقمات لليدين إلى المدرسة؛ للمساعدة في إبعاد الجراثيم.
الأنفلونزا
الأنفلونزا تشبه نزلات البرد الشديدة ولكن بأعراض أكثر خطورة. يمكن أن تجعل طفلك يشعر بتوعُّك شديد، مع الحمى وآلام الجسم والتعب. تنتشر الأنفلونزا بسهولة؛ خاصة خلال أشهر الشتاء.
ما الذي يجب الانتباه إليه: الحمى المرتفعة وآلام العضلات والتعب والسعال والتهاب الحلق. في بعض الأحيان، قد يعاني الأطفال أيضاً من القيء أو الإسهال.
كيفية حماية طفلك:
- احصلي على لقاح الأنفلونزا للأطفال! إنها أفضل طريقة للحماية من هذا الفيروس.
- تأكدي من بقاء طفلك في المنزل إذا كان يشعر بالمرض؛ لمنع انتشار الأنفلونزا إلى الآخرين.
- شجعيه على النظافة الجيدة، مثل: استخدام المناديل الورقية، وغسل اليدين كثيراً.
جرثومة المعدة (التهاب المعدة والأمعاء)
هذا المرض، الذي يُطلق عليه غالباً "أنفلونزا المعدة عند الأطفال"، ناجم عن فيروسات تصيب المعدة والأمعاء. يمكن أن ينتشر بسرعة في المدارس، وخاصة من خلال الطعام أو الماء أو عن طريق لمس الأسطح الملوّثة.
ما الذي يجب الانتباه إليه: الإسهال والقيء وتشنجات المعدة وأحياناً الحمى.
كيفية حماية طفلك:
- أكّدي على أهمية غسل اليدين، وخاصة بعد استخدام الحمام، وقبل تناول الطعام.
- حضّري وجبات غداء نظيفة ومحضّرة في المنزل عندما يكون ذلك ممكناً.
- أبقي طفلك في المنزل إذا ظهرت عليه الأعراض؛ حيث ينتشر هذا المرض بسهولة.
جدري الماء
أصبح جدري الماء عند الأطفال أقل شيوعاً اليوم بفضل اللقاحات، لكنه لايزال من الممكن أن يظهر في المدارس من وقت لآخر. إنه فيروس يسبب طفحاً جلدياً مثيراً للحكة، وينتشر عبْر الهواء أو عن طريق الاتصال المباشر بالطفح الجلدي.
ما الذي يجب الانتباه إليه: بقع حمراء مثيرة للحكة تتحول إلى بثور مملوءة بالسوائل؛ جنباً إلى جنب مع الحمى والتعب.
كيفية حماية طفلك:
- تأكدي من تطعيم طفلكِ ضد جدري الماء.
- أبقي طفلكِ في المنزل إذا كان مصاباً بجدري الماء حتى تتكتل البثور.
قمل الرأس
قمل الرأس عبارة عن حشرات صغيرة تعيش في الشعر، ويمكن أن تنتشر من خلال الاتصال الوثيق. ورغم أنها لا تنشر الأمراض، إلا أنها يمكن أن تسبب الحكة وعدم الراحة.
ما الذي يجب الانتباه إليه: حكة وألم في فروة الرأس عند الأطفال، وخاصة خلف الأذنين أو في مؤخرة الرقبة، وبيض صغير (صئبان) ملتصق بخصلات الشعر.
كيفية حماية طفلك:
- علّمي طفلكِ عدم مشاركة الأشياء الشخصية مثل: القبعات أو فرشاة الشعر أو سماعات الرأس.
- افحصي شعره بانتظام بحثاً عن القمل، وخاصة إذا كان هناك تفَشٍّ في المدرسة.
- إذا أصيب طفلكِ بالقمل، عالجيه بسرعة بشامبو خاص، وتأكدي من تنظيف الفراش والملابس.
مرض اليد والقدم والفم (HFMD)
يصيب هذا المرض الفيروسي الأطفال الصغار بشكل أساسي، وينتشر من خلال العطس أو السعال أو لمس الأشياء مثل: الألعاب التي لمسها طفل مصاب.
ما الذي يجب الانتباه إليه: الحمى، والقروح المؤلمة في الفم، والطفح الجلدي على اليدين والقدمين وأحياناً الأرداف.
كيفية حماية طفلك:
- شجّعي طفلك على غسل يديه بانتظام، وخاصة قبل تناول الطعام وبعد اللعب.
- نظّفي الألعاب والأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر لتقليل الجراثيم.
- أبقِي طفلكِ في المنزل حتى تتحسن أعراضه.
أهم العادات التي يجب تعليمها للأطفال للحفاظ على صحتهم
العين الوردية (التهاب الملتحمة)
العين الوردية عند الأطفال هي عدوى تصيب العين، وقد تسببها الفيروسات أو البكتيريا أو الحساسية. وتنتشر بسهولة في المدارس من خلال الاتصال المباشر بإفرازات العين أو الأيدي الملوّثة.
ما يجب الانتباه إليه: احمرار العينين وحكّهما، وإفرازات قد تجعل الجفون تلتصق ببعضها، وأحياناً حساسية للضوء.
كيفية حماية طفلك:
- ذكّري طفلكِ بعدم لمس عينيه أو فركهما.
- تأكّدي من غسل يديه بانتظام، واستخدام منشفته الخاصة في المنزل.
- أبقيه في المنزل حتى تزول العدوى إذا كانت فيروسية أو بكتيرية.
ضربة الشمس
الإصابات المرتبطة بالحرارة وضربات الشمس لدى الأطفال هي أيضاً من بين المشكلات الصحية التي يواجهها طلاب المدارس، وخاصة في بداية العام الدراسي ونحو نهاية الفصل الدراسي.
ما يجب الانتباه إليه: ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية وأعلى، وحرارة واحمرار ورطوبة في الجلد، وضربات نبض قوية وسريعة، وصداع.
كيفية حماية طفلك:
- تجنُّب لعب الأطفال تحت أشعة الشمس، والحذر أثناء ساعات الذروة من الساعة 12 ظهراً إلى 4 مساءً.
- من الضروري شرب كميات كافية ومناسبة من السوائل، وارتداء ملابس قطنية والاستحمام يومياً.
نصائح عامة للحفاظ على صحة الأطفال
بالإضافة إلى معالجة أمراض معينة، هناك بعض الطرق العامة لتعزيز صحة طفلكِ والحدّ من خطر إصابته بالمرض في المدرسة:
- التطعيمات: تأكدي من أن طفلك محدّث بجميع لقاحاته. اللقاحات هي واحدة من أفضل وسائل الدفاع لدينا ضد العديد من الأمراض الشائعة.
- العادات الصحية: النظافة الجيدة هي مفتاح البقاء بصحة جيدة. علّمي طفلكِ غسل يديه بانتظام، وخاصة قبل الأكل وبعد استخدام الحمام. يعَد معقم اليدين أيضاً بديلاً جيداً إذا لم يكن الصابون والماء متاحين.
- التغذية والنوم: يساعد النظام الغذائي المتوازن، والقدر الكافي من النوم، في الحفاظ على قوة جهاز المناعة لدى طفلكِ. تأكّدي من أنه يأكل مجموعة متنوّعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، ويحصل على قسط كافٍ من الراحة كل ليلة.
- نظافة المدرسة: تحدثي إلى مدرسة طفلك حول سياسات التنظيف الخاصة بها. يجب على المدارس تنظيف وتطهير الأسطح التي يلمسها الأطفال كثيراً بانتظام، مثل: المكاتب ومقابض الأبواب والألعاب المشتركة.
- البقاء في المنزل عند المرض: إذا كان طفلكِ مريضاً؛ فاحرصي على عدم ذهابه إلى المدرسة. وهذا مهم لمنع انتشار المرض إلى الأطفال الآخرين. يجب أن يكون لدى المدارس سياسات واضحة حول موعد عودة الأطفال، وعادةً بعد إخلادهم من الحمى لمدة 24 ساعة.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.