مهندسة تتحدث عن الأبواب النجدية وطرق توظيفها في ديكور المنزل

تصميم داخلي لمجلس، مع باب منقوش
تصميم داخلي لمجلس يبرز كيفية توظيف الباب المنقوش بحسب الطريقة النجدية

في إطار استعادة عناصر من التراث، والاستلهام منه، في تصميم ديكور المنزل المعاصر، من المُلاحظ أن الأبواب النجدية المنقوشة بصورة أخاذة، تجد لها مكانة في المساحات الداخلية، حتّى لو كانت الأخيرة تتبع الحداثة أسلوبًا. تُعبّر الخطوة عن ثقافة أصحاب المنزل، وتوقهم إلى الجمع بين القديم والحديث، الاتجاه الخالد في الديكور الداخلي، وعن تمسّك بالهوية، والفنون الفلكلورية، وعن جماليّة.
في السطور الآتية، تتحدث لجين الفارس، مهندسة العمارة، والمصمّمة، عن الأبواب النجدية، وطرق توظيفها في ديكور المنزل المعاصر، بشكل صحيح.

مكانة الأبواب في التصميم الداخلي

مجلس مودرن، مع ملاحظة باب منقوش على الطراز النجدي. تتكرر النقوش على الجدار خلف الأريكة

بحسب لجين الفارس، مهندسة العمارة، والمصمّمة، تقوم الـأبواب بدور مُهمّ، في إطار التصميم الداخلي؛ ويتجاوز هذا الدور مُجرّد كون العناصر المذكورة تفصل بين المساحات، بل هي تؤثّر بشكل كبير على تدفّق الحركة، والطاقة، وتُكبّر الشعور بالمكان، وتُعزّز الهوية البصريّة للفراغات المعماريّة. وتختصر المهندسة مكانة الأبواب، في التصميم الداخلي، قائلة إنها "عنوان للمنازل، أكانت مُثبتة عند المداخل، أو هي تفصل بين الفراغات". وتضيف أن "الأبواب المودرن، أصبحت تندمج بـديكور جدران الغرف، وتُعامل على أنها جزء من الجدران، أكانت الأبواب ظاهرة أو مخفية، إضافة إلى أهميتها في العزل الصوتي والحراري".

الأبواب ذات النقوش النجدية

باب ضخم منقوش بحسب الطريقة النجدية

وتتحدّث المهندسة عن الأبواب النجدية، التي تشغل مكانةً تراثيّةً مرموقةً، وتُعبّر عن غنى، فتقول إن "نجد معروفة بالفنّ الشعبي، الذي يُطلق عليه اسم الفنّ النجدي، ويتمثّل في تزيين الأبواب، وتصميم النوافذ، ومدّها بالزخارف، والنقوش، وهذه الأخيرة مُستلهمة من البيئة المحيطة، وتتميّز بالبساطة، والعفويّة، والبعد عن التعقيد، وتقوم على أشكال هندسيّة، ونباتية، مثل: المُثلّثات الكبيرة، والخطوط المُتقاطعة، والأوراق، وسعف النخيل". وتزيد أن "النقوش مائلة إلى الفن التجريدي، الذي يختزل التفاصيل، وهي وسيلة للتعبير عن الجمال، والتوازن، والبيئة في زمن مضى. بالطبع، هناك معان لبعض النقوش، مثل: المثلثات المتداخلة، المُعبّرة عن الاستقرار والقوة، فيما الخطوط المنحنية تُمثّل الحركة، والحياة...".
وتُسلّط المهندسة الضوء على الجانب الاجتماعي المُتعلّق بالنقوش، قائلةً إن "الأخيرة تُستخدم كوسيلة للتعبير عن مكانة العائلة أو الشخص، فالأبواب المزخرفة بكثافة، كانت تشير إلى الثراء والمكانة العالية في المجتمع. أمّا من الناحية الجمالية، فقد كانت النقوش تُستخدم في تحسين مظهر المدخل، وجعله يبدو أكثر فخامةً، وترحيبًا بزائري الدار".

حضور الأبواب النجدية في المنزل المعاصر

باب منقوش على الطريقة النجدية، يجمل غرفة المعيشة المودرن

كون الأبواب النجدية مُتعلّقة بالتراث والهوية، يشي حضورها في المنزل المعاصر بتعلّق بالهويّة، والقيم الاجتماعيّة، واحترام للتراث، ويرمز إلى الفخامة، والمكانة الاجتماعيّة العالية. وبحسب المهندسة، الأبواب المنقوشة تُستخدم كعنصر جمالي، وهي عمليّة أيضًا، وتؤدي وظيفة مُهمّة، مُتمثّلة في: الحفاظ على الخصوصيّة، والعزل. في العموم، يعكس التوازن بين الجمال والوظيفة، تفكيرًا عميقًا في تصميم المنزل، بصورة تجمع بين الأناقة، والحاجة العملية.
وردًّا على سؤال عن الأمكنة المنزليّة، التي تحلّ فيها الأبواب النجدية، تقول إن "مدخل المنزل، مكان مُرشّح لاستقبال هذا النوع من الأبواب، ما يُعطي انطباعًا فخمًا، في صفوف زائري المنزل، وعكس ذوق أهله، وثقافتهم، من دون الإغفال عن جاذبية الأبواب المذكورة". وتضيف أنه "يمكن أن تستخدم الأبواب أيضًا، في الغرف ذات الطابع الرسمي، ومداخل المجالس، وغرف الاستقبال"، لافتة إلى أنه "في بعض المنازل التقليديّة الكبيرة، تحضر الأبواب النجدية في مداخل الغرف الخاصة، أو القاعات الكبيرة، وهذا النوع من الأبواب يُضيف إحساسًا بالعراقة، والرقيّ للمساحات الخاصة".

مواد مستخدمة في صنع البواب النجدية وألوانها

الأبواب النجدية، التي تُستخدم في التصميم الداخلي، مصنوعة من الخشب الصلب، مثل: السدر، أو الساج، أو الأثل، وذلك لمتانة هذه الأنواع من المواد الطبيعيّة، ومقاومتها للتغيّرات المناخيّة القاسية، في المنطقة الصحراوية، بما في ذلك الحرارة العالية، والجفاف، مع سهولة تشكيلها، والنقش عليها. وبحسب المهندسة، تُستخدم مسامير كبيرة مُزخرفة، أو صفائح الحديد، في تدعيم الأبواب، علمًا أن المسامير الحديد الكبيرة، لا تهدف إلى إضافة القوة، والمتانة، للأبواب فحسب، بل هي تُمثّل أيضًا جزءًا من تصميمها الجمالي. وتُستخدم الحلقات والمقابض الحديد الثقيلة، التي تضيف لمسة من التراث، والقوة، إضافة إلى قطع صغيرة مُلوّنة من الزجاج.
لناحية ألوان الأبواب النجدية الحاضرة في المنازل أخيرًا، هي على غرار التراثية القديمة، تتلوّن بألوان الخشب الطبيعي، من بنّي داكن، وفاتح. ويتمّ في بعض الأحيان، تغطية الأبواب بطبقة من الزيوت الطبيعية، أو الشمع لحمايتها، وإبراز اللون الطبيعي للخشب. من جهة ثانية، قد تطلى الأبواب النجدية، بألوان تقليدية، مثل: الأزرق، أو الأحمر الداكن، أو الألوان الترابية التي ترتبط بالثقافة، والدفء، والترحيب.

نصائح لصاحبة المنزل

تعدّد المهندسة لجين مجموعةً من النصائح الواجب مراعاتها، في حال رغبة صاحبة المنزل بحضور أبواب نجدية في مساحتها، أكان في المدخل الرئيس، أو بين الغرف الخاصة باستقبال الضيوف:

  • من المهمّ أن تتناسق تصاميم الأبواب النجدية، مع العناصر الأخرى الحاضرة في المنزل، لا سيما إذا كان الأخير يتبع الطراز المودرن، أو المعاصر. في هذا الإطار، يمكن دمج تفاصيل بسيطة وحديثة، بالأبواب النجدية، مثل: الحواف الناعمة، وتوزيع أثاث متقشف في الأمكنة التي تحل فيها الأبواب، وذلك للحفاظ على التوازن بين القديم، والجديد. أمّا في المنازل ذات الطابع التراثي، أو الريفي، يمكن تعزيز الطراز من خلال استخدام الألوان الترابية، والزخارف للعناصر الأخرى المحيطة، التي تتماشى مع تصاميم الأبواب النجدية.
  • تُبرز الإضاءة جماليّة الأبواب النجدية؛ لذلك، يُفضّل استخدام إضاءة مناسبة، وذلك لتسليط الضوء على تفاصيل الأبواب، من نقوش، وزخارف. في هذا الإطار، الإضاءة الجانبية، أو الإضاءة المخفية في الأسقف القريبة، يمكن أن تكون فعّالة.
    لجين الفارس، مهندسة عمارة، ومصمّمة

___

  • الصور تعكس أعمال لجين الفارس، مهندسة عمارة، ومصمّمة