سماء تبوك السعودية تشهد حدثاً لن يتكرر إلا بعد آلاف السنين

رصد أحد أندر الظواهر الفلكية التي لن يتكرر ظهورها ووصولها لأقرب نقطة من الأرض إلا بعد آلاف السنين
رصد أحد أندر الظواهر الفلكية التي لن يتكرر ظهورها ووصولها لأقرب نقطة من الأرض إلا بعد آلاف السنين - الصورة من واس

تتمتع سماء منطقة تبوك شمال غرب السعودية ليلاً، بجمال استثنائي يضم تكوينات فلكية فريدة، حيث يمكن لعشاق الفلك والمهتمين بظواهره الدورية وغير الدورية أن يجدوا في سمائها الخالية من الملوثات الضوئية غايتهم، لاسيما في أماكنها البرية وعلى سواحلها البحرية الممتدة لمئات الكيلومترات.

أندر الظواهر الفلكية

وفقاً لـ واس التي رصدت عدستها يوم أمس 14 أكتوبر عند مغيب الشمس مرور المذنب سي 2023 التابع لمجموعة أطلس أحد أندر الظواهر الفلكية التي لن يتكرر ظهورها ووصولها لأقرب نقطة من الأرض إلا بعد آلاف السنين، بحسب ما أكده الدكتور شرف السفياني رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك بمحافظة الطائف في حديث لـ واس، منوهاً بأهمية هذا الحدث الفلكي الذي لا يزال من الممكن رصده في سماء السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة، ليغيب - بعد مشيئة الله - إلى زمن تُقدره المعطيات الفلكية بآلاف السنين.
وقال: لقد تم اكتشاف المذنب في أوائل العام الماضي 2023م، من قبل المرصد الصيني تسوتشينشان، وهو من المذنبات غير الدورية التي لاتظهر بالقرب من الأرض إلا ماندر، ويأتي من منطقة سحابة أورط البعيدة، وهي منطقة تحتوي على مليارات المذنبات التي تدور حول الشمس، مبيناً أن المعلومات الخاصة بالمذنب لاتزال تقتصر على بياناته وخصائصه المدارية والفيزيائية، وتتطلع المراكز الفلكية والبحثية خلال الأشهر المقبلة إلى إعلان مزيدٍ من التفاصيل حوله، خاصة وأن المذنب يمثل فرصة مهمة لعلماء الفلك لمراقبته ودراسته، فضلاً عن اهتمام المراصد الفلكية ووكلات الفضاء بأبعاده المكانية والزمانية.
تابعوا المزيد: يعود للقرن الخامس الميلادي.. هيئة التراث تكتشف نقشاً أثرياً ثنائي الخط في قرية علقان بتبوك

تعريف المذنبات

وأضاف: تعد المذنبات من الأجرام السماوية الموجودة بالنظم الشمسية، وتتكون من غبار وغاز وجليد، وتحتوي على نواة متجمدة، هذه النواة بطبيعتها محاطة بغبار كوني وغازات، إذا اقتربت من الشمس فإن الجليد يذوب ويتحول إلى ذيل طويل من الغازات والغبار الكوني ممتد بسبب الرياح الشمسية، مشيراً إلى أنه من الممكن لنا مشاهدة المذنبات عندما تقترب من الشمس، حيث يؤدي تسخينها إلى تبخر الجليد وتكوين ذيل لامع، حيث يُمكن رؤية بعضها بالعين المجردة إذا كانت قريبة بما يكفي من الأرض وكانت مضيئة بدرجة كافية، أما المذنبات الخافتة، فتحتاج إلى تلسكوبات أو مناظير لرؤيتها بوضوح وترصد في أوقات متفاوته ومحددة.
تابعوا المزيد: يعود للقرن الخامس الميلادي.. هيئة التراث تكتشف نقشاً أثرياً ثنائي الخط في قرية علقان بتبوك

رؤية المذنبات

وعن تحسين تجربة رصد المذنبات أفاد رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك بأنه لا بد من البحث عن سماء مظلمة بعيدة عن أضواء المدن، إلى جانب استخدام تطبيقات فلكية لتحديد موقع المذنب في السماء، مختتماً بالتأكيد على أن أفضل وقت لمراقبة المذنبات هو عندما تصل الى أقرب مسافة من الأرض أو الشمس، وهذا الوقت في الغالب يوافق ما قبل الشروق أو ما بعد الغروب.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس