إدراج قلعة دبا الحصن وحصن فيلي ووادي شيص بقائمة التراث الإسلامي

قلعة دبا الحصن. الصورة من الحساب الرسمي لهيئة الشارقة الآثار على منصة x
قلعة دبا الحصن. الصورة من الحساب الرسمي لهيئة الشارقة الآثار على منصة x

أعلنت هيئة الشارقة للآثار إدراج منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" كلًّا من المواقع التالية: "قلعة دبا الحصن"، "حصن فيلي"، و"وادي شيص" ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي، في خطوة تعكس أهميتها في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية والإنسانية، ودورها في المحافظة على التاريخ والتراث للأجيال القادمة.
يذكر أنّ هذا الإعلان جاء من قبل لجنة التراث في العالم الإسلامي التابعة لمنظمة الإيسيسكو والذي شمل تسجيل 91 موقعًا تاريخيًّا وعنصرًا ثقافيًّا على قوائم المنظمة ثلاثة منها في إمارة الشارقة.

كيفية الترشيح لمنظمة الإيسيسكو

تجدر الإشارة إلى أنّ هيئة الشارقة للآثار وهيئة تنفيذ المبادرات "مُبادرة" كانتا قد رفعتا ملفات متكاملة للترشيح إلى منظمة الإيسيسكو ضمن الاجتماع الثاني عشر للجنة التراث في العالم الإسلامي، والذي تستضيفه مدينة شوشا في جمهورية أذربيجان بمناسبة الاحتفاء بها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024، وتناولت هذه الملفات دراسات تناولت الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية والفنية لهذه المواقع إضافة إلى عناصرها المعمارية وتقارير حالة صونها والحفاظ عليها.

قلعة دبا الحصن

تُمثل قلعة دبا الحصن ومستوطنتها، شاهدين فريدين على التبادل الثقافي واستمرار الاستيطان البشري عبر خمسة قرون، وهذا الموقع المميز بتصميمه المعماري الغني وقطع آثاره النادرة يسرد قصة تاريخية حافلة بالحركة والحياة فقد كان مأوى للسكان، ومركزًا للتجارة، وسوقًا محليًّا مزدهرًا، ولعب الحصن دورًا محوريًّا في تأمين طرق التجارة الرئيسية، وساهم في دعم الاقتصاد المحلي المعتمد على النشاط البحري حتى القرن التاسع عشر ويحوي مجموعة متنوعة من المدابس إلى جانب قطع أثرية من الصين والهند وأوروبا، ما يجسد دوره البارز مركزًا للتجارة الدولية.


ويشهد تطور دبا الحصن الاقتصادي والثقافي على مكانتها المتميزة إقليميًّا وعالميًّا، فمنذ القرن السادس عشر أصبحت مركزًا حيويًّا للتجارة البحرية، مستفيدة من إنتاج دبس التمر وتطور الزراعة، كما أنّ استمرار دبا الحصن محورًا للتبادل التجاري والثقافي، بفضل موقعها الاستراتيجي يجعلها رمزًا تاريخيًّا هامًا يعبر عن غنى التراث الثقافي لإمارة الشارقة، ويعزز من مكانتها في المحافل العالمية.

حصن فيلي

فيما يتميز حصن فيلي بموقعه الاستراتيجي الفريد، الذي كان له دور محوري في نظام الحماية والأمن بالمنطقة، حيث تشتهر المناطق المحيطة به بوجود نظام الأفلاج، الذي يُعتبر من أقدم السمات الطبيعية في هذه المنطقة، ويعمل كالشريان الذي يُغذي الحياة في بيئة صحراوية قاسية، لذا تم إنشاء حصن فيلي التاريخي لمراقبة هذه الأفلاج ومزارع التمور، وحماية القوافل التي كانت تسلك الطريق من الذيد إلى العين وواحة بريمي، بالإضافة إلى سواحل سلطنة عُمان.


وتقع فيلي أيضًا على الطريق الذي يربط بين السواحل الغربية والشرقية لشبه الجزيرة العربية، ما زاد من أهميتها حامية لطرق جبال الحجر وتقديم الأمان للحجاج الذين اعتمدوا على هذه المسارات.


ويروي تراث فيلي قصصًا غنية تعكس دورها الأساسي في حماية المجتمع المحلي وتأمين طرق القوافل، ويُسلط الضوء على الأحداث البارزة التي شهدتها المنطقة في القرنين التاسع عشر والعشرين، ما يجعلها رمزًا للتاريخ الثقافي والحضاري الغني في المنطقة.

وادي شيص

أما وادي شيص فيقع بالقرب من الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويحتضن قرية شيص التي تبعد حوالي 17 كيلومترًا عن مدينة خورفكان و95 كيلومترًا عن مدينة الشارقة، وتشتهر بجمالها الطبيعي الذي يتمثل في جبالها الشاهقة ومزارعها التي ترويها أنظمة الري التقليدية المعروفة بالأفلاج، والتي تُعَدُّ شاهدًا على العبقرية البشرية في إدارة المياه منذ القدم.


وتتميز المنطقة بتواجد الطيور النادرة التي لاتزال تعيش في مزارعها وتولت العديد من الجمعيات البيئية رعايتها ودراستها بهدف المحافظة عليها.
وتضم المنطقة معالم بارزة مثل: مسجد الاستقامة، المنازل القديمة، القلاع، والمزارع التي ترتبط بنظام الري القديم، وتمتاز شيص بتنوعها البيئي والجغرافي الفريد الذي يجمع بين جبال الحجر والأفلاج التي أدت إلى تكوين غطاء نباتي غني وتعد موطنًا ملائمًا للطيور النادرة والحيوانات.

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة x