إن مصطلح "الولادة الطبيعية" يُثير المشاكل. فالولادةُ عملية طبيعية لكل الحوامل، سواء كانت الولادة قيصريةً أو طبيعيةً باستخدام الأدوية أو بدون أدوية. ولا توجد طريقة ولادة أفضل من غيرها. وعند الإشارة إلى الولادة التي تتطلب تدخلاً بسيطاً أو بدون تدخل، فإن المصطلح الأفضل هو "الولادة بدون أدوية" أو "الولادة بدون أدوية".
وبما أن الولادة تجربة مؤلمة جسدياً، وجدت هناك العديد من الطرق لتخفيف آلام الولادة. مثل التخدير فوق الجافية كما يمكن استخدام مجموعة من الأدوية الأخرى لتخفيف الألم، مثل المواد الأفيونية أو أكسيد النيتروز، ومع ذلك، تختار بعض النساء الولادة بدون أدوية وبتدخلات بسيطة. ويُطلق على هذا النهج أحياناً "الولادة الطبيعية".
الولادة الطبيعية مقابل الولادة فوق الجافية: ما الفرق؟
عندما يتحدث الناس عن الولادة "الطبيعية"، فإنهم يشيرون غالباً إلى الولادة الطبيعية دون استخدام مسكنات الألم. وفي كثير من الحالات، يُقارن الولادة "الطبيعية" أيضاً بالولادة مع الحد الأدنى من التدخل الطبي. ويشمل هذا السماح للمرأة بالدخول في المخاض تلقائياً (بدلاً من تحريضه) وتجنب التدخلات للمساعدة في تقدم المخاض أو ولادة الطفل.
من ناحية أخرى، تُشير الولادة فوق الجافية إلى المخاض والولادة باستخدام مسكنات الألم التي يتم إعطاؤها من خلال قسطرة يتم وضعها في العمود الفقري. تهدف الحقنة إلى التحكم في الألم من الخصر إلى الأسفل لتخفيف معظم، إن لم يكن كل، الألم المرتبط بالولادة. يمكن لأي امرأة أن تلد باستخدام مسكنات الألم فوق الجافية.
إيجابيات وسلبيات الولادة الطبيعية
إن الولادة بدون مسكنات أو تدخلات طبية قد تجعل بعض الأمهات يشعرن بالقوة، ولكن من المهم مراعاة جميع الإيجابيات والسلبيات قبل اتخاذ القرار بشأن الولادة بدون أدوية.
فوائد الولادة الطبيعية
وفيما يلي بعض الفوائد المحتملة للولادة "الطبيعية":
- تجنب المخاطر المحتملة والآثار الجانبية المرتبطة بالحقن فوق الجافية.
- لا يتطلب توافر طبيب التخدير، حيث لا حاجة إلى المزيد من التدخلات.
- تجد المرأة حرية أكبر في الحركة وتغيير طرق الولادة.
- الولادة الطبيعية، تؤهل الأم للتعافي بشكل أسرع بعد الولادة.
- تكون احتمالية حدوث تمزق أقلن حيث تمر الأم بمرحلة دفع أقصر.
- الشعور بالإنجاز والاكتمال لدى بعض النساء.
- لا يحد من مكان الولادة (يمكن الولادة في المستشفى أو مركز الولادة أو في المنزل، بما في ذلك خيار الولادة في الماء)
- قد تكون أقل تكلفة.
سلبيات الولادة الطبيعية
بالنسبة لبعض النساء الحوامل، فإن الولادة بدون أدوية ليست هدفاً - بغض النظر عن مدى قدرتهن على التعامل مع الألم. بالنسبة لأخريات، فإن حقيقة عدم الراحة أثناء المخاض أكثر مما يريدن تحمله، وتشمل العيوب المحتملة الأخرى للولادة "الطبيعية" ما يلي:
- قد تحتاج الحامل إلى تدخلات أو أدوية على أية حال.
- قد لا يكون ذلك ممكناً بالنسبة لبعض النساء الحوامل اللواتي يعانين من حالات حمل عالية الخطورة أو ظروف طبية معينة.
- في حالة الولادة المنزلية بدون أدوية، قد لا يتمكن الشخص الذي يقوم بالولادة و/أو الطفل من الوصول إلى بعض المعدات الطبية في حالة حدوث حالة طارئة.
- قد يؤثر الألم الجسدي الشديد على تجربة الولادة.
- يُطلب من الأم أثناء الولادة إدارة الألم والتعامل معه دون الحاجة إلى تناول الأدوية.
- هناك احتمالية لإطالة مدة المخاض إذا أصبحت المرأة التي تلد متعبة للغاية، أو قلقة، أو متوترة.
عشرات النصائح لولادة طبيعية بدون آلام تعاملي معها تكسبي الأمان
إيجابيات وسلبيات التخدير فوق الجافية
عادةً ما توفر التخدير فوق الجافية والتخدير الشوكي تخفيفاً سريعاً وطويل الأمد للألم أثناء الولادة، مع السماح في الوقت نفسه بإحساس كافٍ للدفع الفعال. وكما هو الحال مع أي إجراء طبي، فإن التخدير فوق الجافية ينطوي على بعض المخاطر والعيوب.
فوائد التخدير فوق الجافية
وفيما يلي بعض الفوائد الأخرى للحصول على حقنة فوق الجافية:
- قد يسمح للحامل بالبقاء أكثر استرخاءً وأقل توتراً، حتى أنه يمكنها النوم إذا رغبت في ذلك.
- بشكل عام، التخدير آمن للغاية وفعال مع معدلات منخفضة من المضاعفات.
- يوفر تخفيفاً قوياً للألم أثناء المخاض في غضون حوالي 10 إلى 20 دقيقة من حقنه.
- يمكن إعطاء الإبرة بشكل عام في أي مرحلة من مراحل المخاض (على الرغم من أن الطبيب ينصحك بالانتظار حتى تدخلي في المخاض النشط قبل الانتقال).
عيوب التخدير فوق الجافية
تشمل العيوب المحتملة للتخدير فوق الجافية ما يلي:
- قد يزيد من خطر التدخلات أثناء الولادة، مثل الملقط، أو الاستخراج بالشفط، أو الولادة القيصرية الطارئة (لكن الأبحاث حول هذا الموضوع مختلطة).
- يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للتخدير فوق الجافية انخفاض ضغط الدم والصداع والغثيان والدوار وآلام الظهر ومضاعفات أخرى نادرة للغاية أكثر شدة.
- قد يؤدي ذلك إلى إطالة عملية الولادة في بعض الحالات، وقد يجعل مرحلة الدفع أكثر صعوبة، وهو ما يرتبط بزيادة خطر تمزق العجان.
- يحد من الحركة أثناء الولادة وبعدها، وهناك حاجة محتملة لقسطرة بولية.
- خطر ضئيل للإصابة بالعدوى أو إصابة العمود الفقري بسبب إبرة فوق الجافية.
- يتطلب توافر طبيب التخدير.
- يحد من خيارات مكان الولادة (يتطلب الولادة في المستشفى ويستثني الولادة في الماء).
- قد لا يوفر تخفيف الألم المطلوب، وفي حالات نادرة، قد يفشل التخدير فوق الجافية.
- بعض النساء لسن مرشحات للتخدير فوق الجافية بسبب وجود حالات طبية سابقة.
- قد يكون أكثر تكلفة.
لماذا أصبحت الولادة غير طبيعية
تقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 300 ألف امرأة يفارقن الحياة كل عام لأسباب مرتبطة بالحمل.
وهناك أربعة مضاعفات رئيسية مسؤولة عن 75% من وفيات الأمهات: النزيف الحاد (عادة بعد الولادة)، والالتهابات، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، والمضاعفات الناجمة عن الولادة. وتشمل القضايا الشائعة الأخرى الإجهاض غير الآمن والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
الولادة القيصرية هي الولادة الجراحية للطفل والتي تتضمن إحداث شقوق في جدار البطن والرحم. تُعتبر العملية القيصرية بشكل عام إجراء شائعاً وآمناً، إلا أنها تنطوي على مخاطر أكثر مقارنة مع الولادة الطبيعية رغم أنها تمكن الأم العودة إلى المنزل في وقت أقرب والتعافي بشكل أسرع بعد الولادة. ومع هذا، يمكن أن تكون الولادة القيصرية منقذةً للحياة في حالات الطوارئ؛ فهي تساعد العديد من الحوامل على تفادي مضاعفات الولادة والمواقف الخطرة في غرفة الولادة.
في بعض الأحيان، يتم تحديد موعد مسبق للولادة القيصرية، فعلى سبيل المثال، في حال طريقة جلوس الجنين المقعدي والتي لا تتغير مع اقتراب موعد الولادة، فقد يحدد الطبيب موعداً لولادة قيصرية، أو قد تكون رغبة وتفضيل الأم بالولادة القيصرية نظراً لمنحها القدرة على اختيار موعد ولادة الطفل وتجنبها القلق من بدء المخاض وألمه.
الحالات التي تستدعي اللجوء إلى الولادة القيصرية
بالإضافة لما سبق، هناك العديد من الحالات التي تستدعي اللجوء إلى الولادة القيصرية دون الطبيعية ومنها:
- عسر الولادة الجنيني.
- معدل ضربات قلب الجنين غير الطبيعي.
- وجود الحمل المتعدد أي الحمل بتوأم.
- حجم الجنين الكبير أو ما يُسمى العملقة الجنينية.
- إصابة الأم الحامل بحالات طبية معينة تجعل المخاض أمراً خطيراً مثل اعتلال عضلة القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السكري.
- تقييد النمو المبكر للجنين.
- إصابة الأم بمرض قابل للانتقال للجنين أثناء الولادة مثل فيروس نقص المناعة البشرية.
- إصابة الأم بالهربس التناسلي في الثلث الثالث من الحمل.
- هبوط المشيمة.
- تدلي الحبل السري، والذي يُقلل من تدفق الدم إلى الجنين وبالتالي تشكيل الخطر على صحته.
- إصابة المرأة الحامل بالسكري وكان وزن الجنين أكبر من 4.5 كغ.
- رغبة الأم الحامل بالخضوع للولادة القيصرية.
يُنصح بضرورة المتابعة مع الطبيب المختص الذي يتابع الحالة ومناقشة جميع الخيارات المتاحة للولادة.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.