تساعد الشجاعة الأطفال على أن يصبحوا أقوى، سواءً جسدياً أو عقلياً، فالشجاعة تبني الثقة للتغلب على أحد تحديات الحياة العديدة أو إنجاز شيء قد يعتبرونه صعباً، إن التحلي بالشجاعة لمحاولة شيء صعب من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التعلم والنجاح في المدرسة، ومن أفضل الطرق لزرع الشجاعة والإصرار في نفوس الأطفال، هي قراءة القصص التي يتغلب فيها أبطالها على مخاوفهم، حيث إن التحدث مع طفلك عن المخاوف التي يمرون بها وطرق التغلب عليها قد يعطيه دافعاً لمواجهة مخاوفه، قصي عليه حكايات واقعية عن الأوقات التي مررت فيها بالخوف، وشعرت فيها بأنك فعلتِ شيئاً جيداً وعظيماً على الرغم من صغر سنك، شاركيه تجاربك السابقة مع التنمر مثلاً، وأنه ليس الوحيد الذي يواجه ذلك، دعيه يشعر أن الشجاع الذي بداخله موجود، تجمع لك "سيدتي وطفلك" خمس قصص عن الشجاعة والإصرار، يمكن تلقينها على مسامع طفلك، ليستفيد من مغزاها.
أشهر القصص التي تعلم الأطفال قمية الشجاعة والإصرار
-
قصة الأسد الجريء
على الرغم من أنه ولد بشعر، ولذلك سمي بالأسد الشجاع، إلا أن هذا الأسد لم يرغب في الاستحمام على الإطلاق.
عبثًا، أقنعه والداه بطرق مختلفة بأن الاستحمام مهم جدًا، وخاصة لشعره، مما جعله مميزًا. لم يكن الأسد الشجاع يرغب حتى في الاقتراب من الماء، ولم يكن هناك حديث عن الاستحمام. كان يرفع رأسه فقط ويلوح بيده رافضًا الاحتجاج.
ومع مرور الأيام، أصبح شعره أكبر وأكثر كثافة، وأصبح فخوراً به أكثر فأكثر.
في أحد الأيام بعد الظهيرة، عندما فتح الأسد عينيه ببطء، لاحظ شيئًا غريبًا في شعره. كانت فراشة، وأغرب فراشة رآها الأسد الشجاع على الإطلاق. فبينما كان جسدها داكنًا ومُخطَّطًا بالنقاط، كانت أجنحتها خفيفة للغاية ومع كل حركة كانت تترك وراءها خيوطًا لامعة. وبدا الأمر وكأن الفراشة كانت تنثر شيئًا مثل غبار النجوم حولها.
نظر إليها الأسد بدهشة لبضع ثوان، وسألها بفضول: "من أنت؟"
"ومن أنت؟" أجابت الفراشة.
"من أنا؟" الكل يعرف من أنا، تساءل الأسد وهتف، "أنا الأسد الشجاع!"
رفرفت الفراشة بجناحيها بلا مبالاة، وصنعت انعكاسات النجوم وقالت: "وهل تستطيع خلق شرارات مثلي؟"
"تعال، جربها،" تحدته الفراشة.
قفز الأسد الشجاع ولوح ببدته فجأة، على أمل أن يبتكر بيديه شيئًا أفضل، لكن بالطبع لم يحدث شيء. طارت الفراشة حول الأسد، وهي تقول له باستمرار: "تعال، تعال، حاول مرة أخرى. تعال، مرة أخرى ستنجح".
ناضل الأسد في اللعبة مع الفراشة، وصنع حلقات ذهابًا وإيابًا، واستدار وقفز على الفراشة، مسحورًا ومغويًا تمامًا بلعبته. حاول بجهد أكبر فأكبر مع كل حركة، محاولًا التغلب على الفراشة. طارت يداه في كل الاتجاهات وبدا له أنها مضاءة بالشمس وأخيرًا خلقت شرارات.
استمرت اللعبة حتى لحظة ما، طارت الفراشة فجأة وهبطت على شجرة. أراد الأسد الانضمام إليها، فقفز إلى أعلى ما استطاع وسقط مباشرة في النهر.
ورغم أنه أراد في البداية بذكاء أن يقفز من النهر، إلا أن انعكاسًا على النهر يشبه الغبار اللامع الذي تناثر من الفراشة منعه من القيام بذلك. وشجعه الفضول على السباحة، وهو ما فعله بسهولة. وإدراكًا لهذا، استمر في الاستمتاع بالمياه. لقد استمتع بها كثيرًا لدرجة أنه رش أبيه وأمه، اللذين كانا يراقبان ذلك بسعادة. ومنذ ذلك اليوم، أصبح الاستحمام أحد الأنشطة المفضلة لدى الأسد الشجاع.
مغزى القصة
تدفع القصة، بشيء من الحيلة الأطفال لتجربة أمر كانوا يخافون منه سابقاً، لكنهم عندما يجربونه من دون قصد، تزول مخاوفهم تجاهه.
-
قصة البطة القوية
عاش البط الطائر بجوار البركة المتلألئة، كان ريشه لامعًا يلمع في ضوء الشمس، وكان البط الطائر يحلق عالياً في السماء كل يوم ، ويشعر بالرياح تحت أجنحته، في أحد الأيام، بينما كان البط الطائر ينزلق فوق الماء، لاحظ عائلة من صغار البط تكافح من أجل السباحة.
فسارع البط الطائر على صغار البط لمساعدتهم، وبجناحيه القويين، قادهم إلى بر الأمان على الشاطئ. بطبطت البطة الأم في امتنان، وكذلك صغارها البط بسعادة، ومنذ ذلك اليوم، نظر صغار البط إلى البط الطائر باعتباره بطلهم.
مع غروب الشمس، استقر البط الطائر في عشه المريح بجوار البركة، وأضاءت اليراعات الليل، وأحدثت توهجًا ساحرًا . أغمض البط الطائر عينيه، وشعر بالامتنان لأصدقائه واللحظات الهادئة بجانب الماء، وفجأة، سمع حفيفًا عاليًا في الشجيرات القريبة.
بدافع الفضول، تقدم البطة الطائرة نحوه ليتحقق من مصدر الضوضاء، ولدهشته، وجد أرنبًا ضائعًا يرتجف في الظلام. دفع البطة الطائرة الأرنب برفق بمنقاره، وقدم له الدفء والراحة، وتجمعا معًا تحت ضوء القمر حتى عثرت عليهما عائلة الأرنب.
مع أول ضوء للفجر، ودع البطة الطائرة صديقها الجديد الأرنب، وبسط جناحيه وحلق عالياً فوق البركة، كانت المياه تتلألأ في الأسفل، عاكسة درجات اللون الوردي لشروق الشمس، شعر البط الطائر بالرضا لمعرفته أنه ساعد الآخرين وأن هناك دائمًا مغامرات جديدة تنتظره.
مغزى القصة
يتعلم الأطفال من هذه الأحداث البسيطة، أن مساعدة الآخرين بحد ذاتها شجاعة وقوة.
-
الأميرة الشجاعة
في سالف العصر والزمان، كانت هناك مملكة بعيدة، وكانت هناك أميرة اسمها ليلى، كانت ليلى شجاعة وذكية، وكانت تملك شعراً أسودَ طويلاً وعينين بنيتين جميلتين، في يوم من الأيام، تعرضت مملكتها للخطر عندما هاجمها التنين المحارب الشرير، وكان التنين ضخماً وقوياً وكلما قاومه أحد، أصبح أقوى.
لكن ليلى لم تكن خائفة، بل هي صاحبة الشجاعة الكبيرة، وقررت أن تخوض مغامرة لإنقاذ مملكتها وتهزم التنين المحارب، توجهت ليلى إلى جبال المغامرات ومرت بالأشجار العملاقة والأنهار المتلألئة.
في طريقها، واجهت ليلى الساحر الشرير زمزم، كان زمزم ذا لحية سوداء كثيفة وعيون حمراء مخيفة، قال زمزم بصوته الهامس الغادر "مرحباً أيتها الأميرة الجميلة، أنت تسعين للتصدي للتنين المحارب؟ لن أسمح لك بالوصول إليه!".
لكن ليلى لم تيأس، قالت بشجاعة "أنا لن أتوقف، زمزم! سأستخدم شجاعتي وذكائي لهزيمة التنين وإنقاذ مملكتي"، استمرت ليلى في مغامرتها وواصلت السير.
وفي طريقها الأخير، اصطدمت ليلى بالدب الودود بشوش، كان بشوشاً لطيفاً جداً ولديه فرو بني فاتح وعيون براقة، قال بشوش بابتسامة "مرحباً أيتها الأميرة، هل تحتاجين إلى مساعدة؟ أنا هنا لأساعدك".
"أشكرك، بشوش!" أجابت ليلى بسعادة، "سأحتاج إلى مساعدتك لوجود التنين المحارب الذي يهدد مملكتي".
معاً، استمرا في السير ووصلا أخيراً إلى التنين المحارب، كان التنين ضخماً وشرساً وكان يحاول التهامهم، ولكن ليلى لم تخف، استخدمت شجاعتها وذكاءها للصراع مع التنين.
وإذا بلمعان الشجاعة في عيون ليلى، تراجع التنين إلى الوراء، تمكنت ليلى من هزيمته وإرجاع السلام إلى مملكتها، هتف الناس باسمها وشكروها على شجاعتها وتضحيتها.
وعندما عادت ليلى إلى قصرها، ووجدت والديها ينتظرانها بفرح، قالت لهم بابتسامة "لقد تجاوزت مغامرتي، ونجحت في هزيمة التنين المحارب، الآن، سنعيش في سلام مرة أخرى".
وهكذا، عاشت ليلى ومملكتها بسلام إلى الأبد، كانت هذه قصة عن الشجاعة والتضحية والصداقة، وكانت الأميرة ليلى بطلة الجميع.
مغزى القصة
تُعلم القصة الأطفال، أنه بالإصرار والشجاعة يمكن التغلب على الصعاب، وأن هناك في الطريق الكثير من الأشخاص الذين يمكنهم مد العون إليك ومساعدتك.
-
قصة العلبة العجيبة
في قديم الزمان وفي بلد بعيد بين البلدان، كان جندي طيب عائداً إلى بلده، مشي يحمل صرته ويتقلد سيفه، فقد كان عائداً من الحرب، وفي الطريق التقى بعجوز ماكرة.
استوقفت العجوز الجندي وقالت له: "أيها الشاب، أتحب أن تكسب مالاً كثيراً؟" أجاب الجندي: "أحب ذلك كثيراً، لكن كيف يكون ذلك؟" أشارت العجوز إلى شجرة كبيرة، وقالت: "تحت تلك الشجرة مغارة، أريدك أن تنزل في تلك المغارة، سأربط حول جسدك حبلاً، وأرفعك حين تناديني، وتكون عندئذ قد صرت غنيا".
سأل الجندي في حيرة: "لكن كيف؟" أجابت العجوز الماكرة قائلة: "ستجد في أسفل تلك المغارة ثلاث غرف، في الغرفة الأولى كلب شرس ذو عينين كبيرتين كفنجاني قهوة ستراه يجلس فوق صندوق من النقود النحاسية، لا تخف منه، مد أمامه متراً، ثم ارفعه وضعه فوق المتر، وخذ من النقود النحاسية ما تشاء".
تابعت العجوز الماكرة كلامها فقالت: "في الغرفة الثانية صندوق من النقود الفضية، سترى فوق ذلك الصندوق كلباً شرساً آخر ذا عينين كبيرتين كطاحونتي هواء، لا تخف منه، ضعه فوق المئزر وخذ من النقود الفضية ما تشاء".
ضحكت العجوز ضحكة خبيثة متقطعة، وقالت: "في الغرفة الثالثة صندوق من النقود الذهبية، سترى فوق ذلك الصندوق كلباً شرساً ضخماً ذا عينين كبيرتين كبرجين، لا تخف منه، ضعه فوق المئزر، فلا يؤذيك، وخذ من النقود الذهبية ما تشاء".
سأل الجندي قائلاً: "وأنتِ، أيتها العجوز، ماذا تريدين من المغارة؟" أجابت العجوز بخبث: "لا أريد مالاً أبداً! ولا حتى قرشاً واحداً! لا أريد إلا علبة قداحة صغيرة قديمة تركتها لي جدتي هناك"، هتف الجندي بحماسة: "أبشري! سيكون لك ما تشائين!".
شدت العجوز حول جسد الجندي حبلاً، ثم أعطته مئزرها وقالت له: "انزل، ولا تخف شيئاً"، كانت المغارة عميقة، لكن الجندي الشاب استطاع أخيراً الوصول إلى أسفلها، وهناك وجد أمامه ثلاثة أبواب.
فتح الجندي الباب الأول فرأى أمامه، مثلما قالت له العجوز، كلباً شرساً ذا عينين كبيرتين كفنجاني قهوة يجلس فوق صندوق قديم، قال الجندي الشجاع: "أنت حارس عظيم!" ثم مد مئزر العجوز وأجلس الكلب فوقه، جلس الكلب هادئاً، فالتفت الجندي إلى الصندوق وفتحه، فوجده مملوءاً بالنقود النحاسية، ملأ جيوبه بالنقود ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.
في الغرفة الثانية رأى كلباً شرساً آخر ذا عينين كبيرتين كطاحونتي هواء يجلس فوق صندوق قديم، مد الجندي مئزر العجوز، مثلما فعل من قبل، وأجلس الكلب فوقه، ثم فتح الصندوق فوجده مملوءاً بالنقود الفضية، فأفرغ جيوبه من النقود النحاسية وملأها بالنقود الفضية، ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.
وفي الغرفة الثالثة رأى كلباً آخر ذا عينين كبيرتين كبرجين يجلس فوق صندوق ضخم، وكان أشرس من الكلبين السابقين وأشد هولاً، استجمع الجندي شجاعته وشد الكلب وأجلسه فوق مئزر العجوز، ثم نظر في الصندوق.
شهق الجندي عندما رأى الصندوق مملوءاً بالنقود الذهبية، أسرع يفرغ جيوبه من النقود الفضية ويملؤها بالنقود الذهبية، ثم ملأ بالذهب صرته أيضاً، وحتى طاقيته! ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.
لم ينس الجندي علبة القداحة الصغيرة القديمة التي طلبتها العجوز، بحث عنها حتى وجدها، ثم نادى العجوز قائلاً: "ارفعيني!!" ولكن العجوز الماكرة قالت: "أربط علبتي الصغيرة بالحبل فأرفعها، ثم أدلي الحبل وأرفعك أنت أيضاً". أدرك الجندي أن العجوز الماكرة الخبيثة أرادت أن تحصل على علبتها ثم تتركه هو في المغارة، فأصر على أن ترفعه هو والعلبة معاً، وهكذا كان.
زعقت العجوز الماكرة قائلة: "أين علبتي الصغيرة؟ هاتها!!" هز الجندي رأسه وقال: "قولي لي، أولاً، لماذا تريدين هذه العلبة، ولماذا كنتِ تريدين أن تتركيني في المغارة؟" عرفت العجوز الماكرة أن الجندي اكتشف حيلتها، فرفعت يديها تريد أن تضره بقوتها السحرية، لكن الجندي الشجاع كان أسرع منها فضربها بسيفه.
وصل الجندي إلى مدينة جميلة كان قد أصبح غنياً، فنزل في أحسن فندق، وصار يشتري أحلى الثياب ويطلب أشهى المأكولات، وكثر حوله الأصدقاء والمعجبون، كان يقيم الحفلات لأصدقائه والمعجبين به، ويقدم لهم الهدايا، كما كان يساعد الفقراء والمحتاجين، ولا يرد أحداً.
حدثه أصدقاؤه عن أميرة فاتنة، فقال: هل أقدر أن أراها؟ هز أصدقاؤه رؤوسهم مشككين وقالوا: لا يقدر أحد أن يراها، فقد قيل للملك إن ابنته ستتزوج جندياً من عامة الشعب، فحجزها في قلعة عظيمة لا تخرج منها أبداً ولا ترى أحداً.
قال الجندي في نفسه: أتمنى أن أراها، ولعلي أحقق يوماً هذه الأمنية، كثيراً ما كان بعد ذلك اليوم يفكر بالأميرة، لكنه لم يعرف طريقة يصل بها إليها.
مرت الأيام، وكان الجندي سعيداً يصرف مالاً كثيراً، ومن حوله الكثير من الأصدقاء، لكن ماله نفد أخيراً، فترك الفندق الفخم ليعيش في غرفة فقيرة حقيرة، ولم يزره في تلك الغرفة أحد من أصدقائه، وفي ليلة باردة حالكة الظلام لم يجد الجندي عنده حتى شمعة يضيء بها غرفته، فتذكر علبة القداحة التي أخرجها من المغارة، وأراد أن يشعل بها ناراً.
أخرج العلبة، وضرب حجر القداحة ضربة واحدة، ما إن فعل ذلك حتى انفتح باب غرفته، ودخل منه كلب شرس، كان هو نفسه حارس صندوق النقود النحاسية في مغارة الشجرة.
قال الكلب: "لبيك، عبدك بين يديك!" شهق الجندي، ثم قال: "جئتني بشيء من المال!".
اختفى الكلب في لحظة، ثم عاد يحمل في فمه كيساً من النقود النحاسية، سرعان ما اكتشف الجندي سر العلبة الصغيرة! إذا قدح العلبة مرة جاءه حارس صندوق النقود النحاسية؛ وإذا قدحها مرتين جاءه حارس صندوق النقود الفضية؛ وإذا قدحها ثلاث مرات جاءه حارس صندوق النقود الذهبية.
والكلاب الثلاثة تأتمر بأمره وتستجيب لطلباته، صاح الجندي: "أريد أن أكون غنياً!" حملت الكلاب إليه الأموال، فعاد إلى فندقه الفخم، وعاد يشتري أحلى الملابس، ويطلب أشهى المأكولات، ويقيم الحفلات للأصدقاء ويساعد الفقراء.
في إحدى الليالي، جلس الجندي يفكر في الأميرة الجميلة التي تعيش في قلعة كبيرة، لا ترى أحداً ولا أحد يراها، قال في نفسه: "ليتني أراها!" ثم التقط العلبة الصغيرة وقدح قدحة واحدة، فجاءه الكلب الأول، قال الجندي: "أعرف أن الوقت ليل، لكن أريد أن أرى الأميرة، ولو للحظة واحدة". اختفى الكلب في لحظة، وسرعان ما عاد يحمل الأميرة على ظهرها، وكانت نائمة.
أحب الجندي الأميرة الفاتنة، فانحنى عليها وقبّلها، ثم أمر الكلب أن يعيدها إلى قلعتها، في صباح اليوم التالي، روت الأميرة للملك والملكة حلماً غريباً، قالت: "حلمت أن كلباً خطفني، وأن جندياً قبلي!" خافت الملكة وقالت: "هذا حلم غريب!!" وخشيت أن يكون ما رأته الأميرة حقيقة وليس حلماً، فأمرت إحدى الوصيفات أن تسهر في غرفة الأميرة طوال الليل.
في الليلة التالية أيضاً أرسل الجندي الكلب ليأتيه بالأميرة، رأت الوصيفة الكلب يحمل الأميرة فتبعته، ورأته يدخل الفندق، فأمسكت طبشورة ورسمت على بابه علامة كبيرة، لكن الكلب الذكي رأى العلامة، فأمسك طبشوره ورسم علامات مماثلة على أبواب المدينة كلها، فلم يعرف حراس الملك أين يبحثون عن خاطف الأميرة.
كانت الملكة أيضاً ذكية، في الليلة التالية ألصقت بثوب ابنتها كيساً حريرياً، ملأت الكيس بالدقيق وجعلت فيه ثقباً صغيراً، سرعان ما جاء الكلب وحمل الأميرة، تسرب الدقيق من ثقب الكيس وترك فوق الطريق أثراً خفيفاً لم يره حتى الكلب نفسه.
في الصباح، وصل حرس الملك وأمسكوا الجندي ووضعوه في السجن، وقال له السجان: "غداً تموت!". جلس الجندي في زنزانته حزيناً، وظل طوال الليل يفكر في طريقة للهرب، لكن كيف يهرب؟ فالقداحة في الفندق، ومن غيرها لا يستطيع أن يطلب الكلاب، ولم يكن في جيبه إلا بضع قطع من النقود الفضية.
في الصباح، وقف وراء قضبان نافذة السجن حزيناً، وبينما هو على هذه الحال مر من أمام النافذة صبي إسكافي، ناداه الجندي وقال له، وهو يمد يده بالنقود: "جئني بعلبة القداحة من الفندق فأعطيك هذه النقود الفضية"، لم يكن صبي الإسكافي قد رأى من قبل مثل ذاك المبلغ الكبير من المال، فذهب إلى الفندق ركضاً، وعاد ركضاً يحمل معه علبة القداحة الثمينة.
ما كاد الجندي يتسلم العلبة حتى دخل السجان ليأخذه إلى ساحة الإعدام، وكان الناس قد احتشدوا في الساحة، وكذلك كان هناك الملك والملكة، ضرب الجندي علبة القداحة مرة، ومرتين، وثلاث مرات، وفي الحال جاءته الكلاب الثلاثة، فصاح: "خلصوني!".
خاف الحرس من تلك الكلاب الشرسة المرعبة وفروا، وعجب الملك والملكة من قوة ذلك الجندي، وقالا له: "أنت حقاً جدير بابنتنا الأميرة"، وأقبل الناس يصفقون ويهتمون باسم الجندي وقالوا: "تزوج أميرتنا، لتكون ملكاً علينا!"، تزوج الجندي الأميرة الجميلة في احتفال عظيم، وعاش الزوجان في قصر قريب من قلعة الملك، عيشة سعيدة راضية، وبعد سنين توفي الملك فنودي بالجندي ملكاً بعده، وكان ملكاً عادلاً أحب الشعب، وظل طوال حياته كريماً يحب الأصدقاء ويساعد الفقراء.
قصص قصيرة للأطفال تمزج بين الخيال والمعرفة.. من عمر 4-7سنوات
مغزى القصة
تلفت القصة الأطفال إلى شجاعة الجندي، منذ اللحظة الأولى التي قابل بها الساحرة، وتغلب عليها بإصراره وشجاعته، حتى وصل لمراده.
-
قصة الطفل والحلم الكبير
القصة تدور حول الفتى الصغير يدعي فارس الشجاع الذي يعيش مع والده نادر شجاع، كانت حياتهما بسيطة تميل إلى التقشف؛ حيث توفيت والدة فارس (مرام) عندما كان رضيعاً ولم يرها في حياته والد فارس، كان يمارس الملاكمة حيث كان بطلاً لوزن الريشة فيما مضى ولكن تقدمت به السن واعتزل الملاكمة لمدة خمس سنوات.
وبعد غيابه الطويل عن ساحة الملاكمة يقرر نادر شجاع العودة لينافس خصماً قوياً جداً في 17 من عمره واسمه باسم النمر.
دارت المباراة بين والد فارس ضد خصمه ورغم إصرار نادر شجاع بالفوز إلا أنه هزم ونقل إلى المستشفى للعلاج، وكان الأب قد وعد فارس بأن يذهب به إلى مدينة الملاهي بعد انتهاء المباراة فاصطحبه إلى المدينة لكن كانت حالته يُرثى لها، وما هي إلى فترة حتى مات الأب في مدينة الملاهي وهو جالس بجانب ابنه، هذا الموقف ولّد في نفس فارس عزماً وإصراراً على هزيمة باسم النمر وأن يصبح بطل العالم في الملاكمة.
بعدها انتقل فارس للعيش مع جديه لأمه اللذين كانا من أسرة ذات اسم وثروة ولكنهما لم يكونا يحبان والد فارس لأنه تزوج ابنتهما رغماً عنهما، فهما لا يريانه رجلاً مناسباً لها فحاولا تغيير اسم فارس كي يحمل لقب عائلة والدته، ولكنه أصر على الاحتفاظ بلقب والده،
ومع أنهما وفرا لفارس كل سبل العيش الكريم إلا أنه بقي مصراً على تحقيق حلم والده، يعيش فارس في كنف جديه معظم حياته حيث يدخل المدرسة الابتدائية، وهناك يلتقي بالآنسة حنان التي قال عنها والده يوماً ما عندما شاهدها مصادفة إنها تشبه والدته.
وبعدها بقي فارس متعلقاً بتلك الصورة التي رأي فيها والدته، يتخرج فارس في المدرسة الابتدائية ليلتحق بالمدرسة الإعدادية وهنا رأي فارس حلمه يقترب شيئاً فشيئاً ويمر بأحداث وقصص ويلتقي بأشخاص مختلفين، فيلتقي نور الفتاة الرقيقة والتي تعلقت به فور رؤيتها له ولكنه لم يكن متجاوباً لأنه يفكر فقط في الملاكمة ويدرك أنه سيسافر ويترك المدينة ومن فيها، ولا يريد أن يثني من عزمه شيءٌ، يصل ذلك اليوم الذي أنهى فيه دراسته الإعدادية وقرر السفر إلى العاصمة طوكيو لكي يحترف الملاكمة وينافس باسم النمر.
مغزى القصة
تشرح القصة معنى الإصرار بكل تفاصيلها، حيث تشرح للأطفال، أن منْ يخطط لدربه ولا يتراجع عنه، لا بد أن يفوز.
-
قصة رحلة الفأر المغامر
في قريةٍ هادئةٍ على ضفاف نهرٍ هادئ، عاش فأرٌ شجاعٌ يُدعى توماس. كان توماس يمتلك رغبةً كبيرةً في استكشاف العالم خارج حدود القرية، بعيداً عن الروتين اليومي.
في يومٍ من الأيام، اكتشف توماس خريطةً قديمةً ملقاةً بالقرب من منزله. تصوّرت الخريطة مكاناً مجهولاً يُعرف باسم "وادي الأمان"، حيث يُقال إنه موطن للكنوز والمغامرات الشيقة، وبمجرد رؤية الخريطة، تفجّرت في توماس رغبةٌ قويةٌ في الخروج في مغامرةٍ جديدة. قرر الانطلاق إلى وادي الأمان واكتشاف ما يحتويه من أسرار.
انطلق توماس في رحلته، تجاوز الحقول الخضراء والغابات الكثيفة، وواجه التحديات والمخاطر في طريقه. لكنه لم يفقد الأمل، بل استمر في السير وسط الظروف الصعبة.
وصل توماس أخيراً إلى وادي الأمان، ووجد نفسه أمام منظرٍ خلّابٍ من الجبال الشامخة والشلالات الجميلة. كانت المنطقة مليئة بالحياة والألوان والأصوات، واستكشف الوادي بكل فضول وشغف، التقى بحيوانات جديدة واكتشف أسراراً جديدة عن الطبيعة والحياة. لقد كانت رحلته تملأ قلبه بالبهجة والسعادة.
في نهاية الرحلة، عاد توماس إلى قريته، وهو يحمل معه الكثير من الذكريات الرائعة والخبرات الجديدة. أصبحت رحلته إلى وادي الأمان قصة ملهمة لجميع الفئران في القرية، وتُذكر الأطفال في الوقت نفسه بأهمية الشجاعة والاستكشاف في تحقيق الأحلام لدى الأطفال.
مغزى القصة
هو أنه يجب على المرء أن يتخذ الإجراءات اللازمة وأن يكون مثابراً في إيجاد طرق لتحسين وضعه.
فوائد تعليم الأطفال الشجاعة والإصرار من خلال القصص
تعلم الأبطال في قصة المغامرات العديد من الدروس المهمة، ومن بينها:
القوة والإقدام
تزرع في نفوسهم أن الشجاعة والاستعداد للتحديات، وتعلم الأطفال كيفية التعامل مع المواقف الصعبة والمحفوفة بالمخاطر، وكيفية الوقوف بوجه التحديات والشجاعة في مواجهة المصاعب.
الثقة في النفس
يتعلم الأبطال الأطفال أنه لا يمكنهم تحقيق النجاح إلا إذا كانوا يثقون في قدراتهم ومهاراتهم، ويكتشفون من خلال شخصيات القصص أن لديهم القوة الداخلية للتغلب على الصعاب وتحقيق أهدافهم، دون تردد.
القدرة على العمل الجماعي
يتعلم الأطفال من الأبطال في القصص أهمية العمل الجماعي والتعاون مع الآخرين، ويدركون أنه عندما يتحدون معاً، ويستخدمون قواهم المختلفة، يمكنهم تحقيق أشياء عظيمة.
تزرع فيهم حب التضحية
يكتشف الأطفال من خلال متابعتهم، للأحداث التي يمر بها الأبطال أنه في بعض الأحيان يتعين عليهم التضحية بشيء ما لتحقيق هدفهم أو لمساعدة الآخرين. يتعلمون أن التضحية قد تكون ضرورية لتحقيق النجاح والسعادة في المجتمع الذي ينتمون إليه.
تعلمهم قوة الإرادة والصمود
يكتشف الأطفال ما مر به الأبطال، من مواقف، وأنه يجب الاقتداء بهم، فعندما يكون لديهم إرادة قوية ويصمدون أمام التحديات، فإنهم يستطيعون تحقيق ما يرغبون فيه، يتعلمون أن الاستسلام ليس خياراً وأنهم يجب أن يستمروا في النضال حتى يصلوا إلى النجاح.
يتعلمون من أخطائهم
يتعلم الأطفال، من خلال السرد القصصي أن الأخطاء جزء من العملية التعلمية وأنها ليست نهاية العالم. يتعلمون أنه بإصلاح الأخطاء وتعديل السلوك عند الأطفال، يمكنهم النمو والتحسين.
هذه هي بعض من الدروس التي يتعلمها الأطفال من القصص التي تركز على مواقف الشجاعة والإصرار، في شخصيات يمكن أن تكون ملهمة ومفيدة للقراء الصغار بشكل خاص.
نصائح للآباء حول كيفية سرد قصص الشجاعة والإصرار للأطفال
إليكم بعض الأدوات العملية، التي تساعد، في سرد قصص الشجاعة، وضمان تلقي الأطفال بفهم وإقبال كبيرين:
- حددوا وقتاً معيناً لقراءة القصة، وليستجمع الأطفال قواهم للتركيز على نظام معين، فهذا يجعل الطفل أكثر أماناً، واستقراراً، ويشعره برغبة الاستماع.
- عبروا لأطفالكم، قبل البدء بالقصة، عن حبكم لهم، مهما كانت ردود أفعالهم في مواقفهم اليومية، وحتى إن كانت تفتقر إلى الشجاعة، فالتعبير عن الحب بالكلمات يؤثر إيجابياً على نفسية الطفل وعلى علاقتك به، ويشجعه للوصول إلى توقعاتكم.
- تحدثوا بعد القصة مع الطفل، عن موقف مر معه اليوم، وبقناعته أنه تصرف من خلاله بشجاعة، بهذا تدركون ما مفهوم الشجاعة في دماغه، وإن كان يميزها عن الجرأة والحذر. أنصتوا إلى قصته بكل اهتمام، فهذا يُحدث تغييراً عميقاً في الطفل، لأنه يشعُر وقتها بالقيمة والأهمية لدى أسرته، وتكون النتيجة تحسُّن كبير في سلوكياته.
- استخدِموا دائماً لغة الحوار في حَل أيّ مشكلة، مع الحرص على سماع رأيه وتقديره قبل أن تُملي عليه أيّ أوامر، أو آراء خاصة بشأن القصة، فالحوار يُقرِّب دائماً المسافات، ويُحقِّق المزيد من التفهُّم بينكم وبين أطفالكم.
- لاحِظوا الأفعال الإيجابية الشجاعة، وشجِّعوا طفلكم عليها خلال اليوم، حتى إذا كانت أموراً بسيطة. معظم الأهل مع الأسف يُشجِّعون أبناءهم على الأمور الكبيرة فقط. في حين أنه لو تم استخدام التشجيع طوال الوقت سيصبح له تأثير قوي جداً على الطفل، ويخلق داخله الرغبة في إنجاز أشياء كثيرة بدون إلحاح أو تهديد أو أيّ نوع من أنواع العقاب.
- افصلوا بين تصرفات الطفل وبين شخصيته، فتصرفه الخاطئ لا يعني أنه شخصية سيئة. ذَكِّروا أنفسكم دائماً أنه ما زال في مرحلة تعلُّم مهارات الحياة، ومن حقه عليكم أن تتمهلوا عليه.
- امنحوا الطفل فرصة أن يكون سيد قراره كلما أمكن ذلك، قوموا بعَرْض اختيارات، وردت في سياق القصة، كان يمكن للبطل أن يتبعها، واجعلوا طفلكم يختار سياق القصة كما كان يعتقد، فذلك يُعلّم الطفل مهارة اتخاذ القرارات، وتدريجياً تمنحه الثقة بنفسه، وهي الصفة المهمة لتحليه بالشجاعة.
أنشطة تفاعلية لتعزيز مفهوم الشجاعة والإصرار لدى الأطفال
علّمي طفلك ما يعنيه أن يكون متكاملاً من خلال استكمال أنشطة الشجاعة بتدريبات وألعاب تهمه، وتابعي معنا الآتي، لتحقيق هدفك.
أظهري لطفلك كيف تبدو الشجاعة
يتعلم الأطفال غالباً من خلال القدوة، لذا فإن مشاهدة السلوك الشجاع من جانب الآباء والمعلمين وغيرهم من الشخصيات المؤثرة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على استعدادهم لمواجهة التحديات. إن نمذجة الشجاعة من خلال الأفعال والتعبير الصحي عن المشاعر يشكل سابقة قوية.
جربي أشياء جديدة معاً
علّمي أطفالك كيفية الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم. فإذا كنت تحاولين التغلب على تلك الأفعوانية في مدينة الألعاب، فاصطحبي طفلك معك في الرحلة أيضاً! إذا كان طفلك مصمماً على التغلب على خوفه من الرسوم المتحركة المخيفة، فشاهديها معه!
شجعي الحديث الإيجابي مع النفس
عندما يقول الطفل "لا أستطيع القيام بهذا" أو "لست جيداً بما يكفي"، ستفاجئين بمدى سرعة تصديقه لهذه العبارات. واجهي الأفكار السلبية من خلال تشجيع الأطفال على إنشاء تأكيدات إيجابية لتعزيز احترام الذات، يمكن لهذه التأكيدات أن تركز على نقاط القوة والقدرات والشجاعة لمواجهة التحديات.
حددي مخاوف طفلك، يمكنك العمل على قبولها والتغلب عليها، لكن احرصي دائماًً على توفير مساحات مفتوحة وغير حكمية للأطفال للتعبير عن مشاعرهم، وإثبات صحة مشاعرهم وتوجيههم إلى النظر إلى الخوف باعتباره جزءاً طبيعياً من الحياة.
قومي ببناء مجموعة صور للشجاعة
اطلبي من الأطفال إنشاء مجموعة صور وكلمات ترمز إلى الشجاعة، فقد يفكرون في شخصيتهم الخيالية المفضلة، أو اقتباس من الفصل الدراسي، أو كتاب، أو شخص يعرفونه. ناقشي كل عنصر وكيف يرتبط بمواجهة التحديات. يعمل هذا التمثيل المرئي كتذكير بقدرتهم على التحلي بالشجاعة. ويشمل هذا الشخصيات البارزة في التاريخ التي يمكنك مشاركتها لغرس الشعور بالشجاعة.
شجعي طفلك على اكتشاف نماذج جديدة كل أسبوع من خلال عمليات البحث على الإنترنت تحت الإشراف أو في مكتبة المدرسة، وقراءة كتب تعلم كيفية التحلي بالشجاعة. "أين توجد الأشياء البرية" لموريس سينداك هي قصة كلاسيكية عن الشجاعة تصور قصة ماكس، الصبي الصغير الذي يواجه المجهول ويتعلم أهمية الحب والقبول.
ومن بين الروايات الكلاسيكية المفضلة الأخرى رواية "إيرين الشجاعة" بقلم ويليام شتيج، وهي قصة عن فتاة صغيرة تواجه عاصفة ثلجية لتسليم فستان لأمها.
علمي طفلك لعبة البنغو للتغلب على الخوف
لا تقتصر لعبة البنغو على دور المسنين! يمكنك إنشاء بطاقة بنغو تحتوي على تحديات مختلفة لمواجهة الخوف، مثل تكوين صداقات جديدة في المدرسة، أو تجربة طبق جديد في مطعم عائلتك المفضل، أو تعلم أغنية صعبة على البيانو. حددي كل تحدٍ على بطاقة البنغو المخصصة لطفلك، واحتفلا عندما تكمل الورقة بالكامل.
شجعي طفلك على تجريب الأطعمة المبتكرة
من المعروف أن الأبناء يكررون أطعمة مفضلة لدى الأطفال. اختبري حاسة التذوق لديهم من خلال تجربة مكونات أو وصفات جديدة للغداء أو العشاء. دعي طفلك يتولى زمام المبادرة، وعززي موقفه الإيجابي تجاه التجارب الجديدة.
شجعي طفلك على الاحتفاظ بمذكرات للتحديات
من الناحية العلمية، تعمل كتابة اليوميات على تحسين الصحة العاطفية من خلال تسهيل التأمل الذاتي والتعبير العاطفي، كما يتضح من الدراسات التي أظهرت انخفاض مستويات التوتر وتحسين الحالة المزاجية بين كتاب اليوميات المنتظمين.
إن الاحتفاظ بمذكرات التحدي يشجع الأطفال على التفكير في مشاعرهم عندما يواجهون شيئاً صعباً وملاحظة ما تعلموه وكيف تعاملوا معه.
وقد يختارون في مذكراتهم البطل الخارق الذي يحبون الاقتداء به، هل لا يخاف من النار؟ هل يحمي الأطفال الصغار؟ ربما الحيوانات؟ دعي خيال طفلك ينطلق.
امنحي الأطفال فرصة للتحدث علناً
قد يبدو التحدث أمام الجمهور بمثابة كابوس، حتى بالنسبة للكبار. ولكن تعلم التغلب على هذا الخوف في وقت مبكر يمكن أن يمنح الأطفال دفعة الثقة التي يحتاجون إليها للنجاح في المستقبل. وفري للأطفال الفرص للتحدث أمام مجموعة، سواء كان ذلك من خلال مشاركة قصة قصيرة أو تقديم مشروع أو المشاركة في جلسة عرض.
فكري مع طفلك فيما هو "صعب للغاية"
إن محاولة إتقان شيء لم يتقنه طفلك بعد أمر محبط، لكنه ليس مستحيلاً. اطلبي من طفلك أن يضع قائمة بالأشياء التي يريد تحقيقها والتي يشعر أنها "صعبة للغاية". على سبيل المثال، قد يذكر أن يصبح جزءاً من فريق كرة القدم بالمدرسة أو يتعلم لغة جديدة. ثم قومي بإدراج الخطوات التي يمكنه اتخاذها لتحقيق هذا الهدف، مع إدراج المعالم المحتملة والانتصارات الصغيرة.
أنشئي حلقة سرد القصص الشجاعة
قومي بتشكيل حلقة لسرد القصص حيث يتناوب كل طفل على مشاركة تجربة شخصية تتطلب الشجاعة، يعزز هذا النشاط التواصل المفتوح ويخلق بيئة داعمة للمشاركة والتعلم من بعضنا البعض. قد يعزز الاستماع إلى الآخرين أيضاً حقيقة مفادها أن الشجاعة لا تنطوي دائماً على إيماءات كبيرة - يمكنك العثور عليها في الانتصارات اليومية.
كيفية اختيار قصص الشجاعة المناسبة لعمر الطفل
كيفية اختيار قصص الشجاعة المناسبة لعمر الطفل
تُسهم قراءة القصص في تكوين شخصية الطفل وتطوير مهاراته الفكرية والاجتماعية، لذا فإن اختيار القصص المناسبة التي تحكي عن الشجاعة، ليس مجرد عملية ترفيهية، بل هو مسؤولية تقع على عاتق الآباء والمعلمين لضمان تقديم محتوى يساعد على تنمية الطفل بشكل سليم.
ركزي على الرسوم التوضيحية
تلعب الرسوم التوضيحية دوراً محورياً في قصص الأطفال، فهي ليست مجرد مكمل للنص، بل جزء أساسي من القصة نفسها، فالصور والرسومات الملونة تجذب انتباه الطفل وتسهم في تعزيز فهمه للنص، كما أنها تساعد الأطفال الأصغر سناً الذين لم يتعلموا القراءة بعد في متابعة القصة وفهمها من خلال الصور.
اختاري الأسلوب السردي المناسب
الأسلوب السردي الجذاب والمشوق يجعل القصة أكثر إثارة وجاذبية للطفل، إذ يجب أن تكون القصة مكتوبة بأسلوب يثير فضول الطفل ويحفزه على مواصلة القراءة، فمثلاً استخدام الأسلوب التفاعلي أو إضافة عنصر الغموض يمكن أن يجعل القصة أكثر جاذبية ويشجع الطفل على التفاعل مع النص.
اربطي القصة بالواقع
من الجيد أن تحتوي القصة على أحداث وشخصيات يمكن للطفل التعرف إليها في حياته اليومية، فهذا الارتباط بالواقع يساعد الطفل في فهم العالم من حوله، ويجعله يشعر بأن القصة تتحدث عن تجاربه الخاصة، وتساعده الشخصيات في تعلم التصرفات الصحيحة والمهارات الاجتماعية، فالنماذج والشخصيات الإيجابية تلهم الطفل وتحفزه على تقليد السلوكيات الجيدة وتبني قيم أخلاقية عالية.
اجعلي خيال الطفل جامحاً
إن القصص التي تحفز خيال الطفل وتثير تساؤلاته تساهم بشكل كبير في تطوير مهاراته الفكرية، مثل هذه القصص تشجع الطفل على التفكير النقدي والإبداع، وتفتح أمامه آفاقاً جديدة لاستكشافها، لكن من المهم أن تكون ممتعة وجذابة، بحيث يشعر الطفل بالمتعة أثناء قراءتها، التوازن بين المتعة والفائدة يجعل القصة أداة تعليمية فعالة دون أن يشعر الطفل بأنه مجبر على التعلم.
فوائد القراءة المستمرة لقصص الشجاعة للأطفال
يجب أن يعلم كل طفل أن هناك خمسة أنواع من الشجاعة: الجسدية والأخلاقية والاجتماعية والفكرية والعاطفية، وعندما تجتمع هذه الأنواع مع بعضها، بدعم كبير من الرواية المستمرة للقصص، يحصل الطفل على الفوائد الآتية:
تُنشئ طفلاً جاهزاً لمواجهة العالم الخارجي
تساعد القراءة الأطفال على الاستعداد للمدرسة وللحياة، كلما تم تعريف الطفل بمفهوم الكلمات في وقت مبكر، كان أكثر استعداداً لمرحلة رياض الأطفال. يمكن للأطفال أيضاً مواجهة تجارب جديدة من خلال قراءة الكتب عن الشخصيات التي تعلم الشجاعة، قبل مواجهتها في الحياة الواقعية.
ترفع ثقة الطفل بنفسه
إن تدريب أدمغة الأطفال الصغيرة على أن تكون أكثر شجاعة يزيد من ثقة الطفل بنفسه ويعزز قدرته على تحمل المواقف الصعبة. وهذا يزيد من مشاعر تقدير الذات لديه عندما نثبت أننا قادرون على القيام بأشياء صعبة.
تمكنه من الدفاع عن أفكاره
الشجاعة تمكن الأطفال من الدفاع عن معتقداتهم، والدفاع عن أنفسهم والآخرين، وتحدي الظلم، وهذا يجعلهم يخاطرون بحذر مدروس، وينجحون، ويطورون شعوراً أقوى بقيمة الذات.
تمكنه من تحقيق السعادة
تؤدي الشجاعة إلى السعادة من خلال تعزيز النمو الشخصي وبناء المرونة وتحسين العلاقات من خلال الصدق، فيشعر الناجحون بالثقة دائماً، لكن استعدادهم للتصرف بشجاعة هو ما يميزهم غالباً. حيث يجب تعليم الأطفال على سبيل المثال، كيف يبدأ العديد من رواد الأعمال الناجحين مشاريعهم دون معرفة ما إذا كانوا سينجحون أم لا. وغالباً ما يواجهون العديد من الإخفاقات لكنهم يواصلون متابعة رؤيتهم بشجاعة، وهذا ما يحقق السعادة في نهاية الطريق.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
سيهمك متابعة أفضل 5 قصص أطفال عن الحيوانات الذكية وحيلها المدهشة