الفنان الإماراتي فايز السعيد.. 30 عاماً من الإبداع

الفنان الإماراتي فايز السعيد
الفنان الإماراتي فايز السعيد

في لقاءٍ خاصٍّ مع «سيدتي» بمناسبةِ اليومِ الوطني الإماراتي، فتحَ سفيرُ الألحان فايز السعيد قلبه متحدِّثاً عن مشواره الطويلِ في عالمِ الموسيقى الذي أثمر حتى الآن عن نحو 5000 لحنٍ، تعاون فيها مع أبرزِ نجومِ الوطن العربي. بين الإبداعِ المتجدِّد، والأعمالِ الوطنيَّة، كشفَ السعيد عن تفاصيلِ ألبومه الجديد، وتجربته المثيرةِ في برنامج «إكس فاكتور»، كما وجَّه نصائحَ قيِّمةً للمواهبِ الصاعدة، وشارك رؤيته حول الفنِّ العربي ومستقبلِ الأغنيةِ الخليجيَّة.


فايز السعيد

فايز السعيد



أهلاً بك في مجلَّةِ «سيدتي»، كيف تصفُ شعورك بهذا اللقاء؟

أهلاً وسهلاً بكم. سعيدٌ جداً بهذا اللقاء المميَّز. «سيدتي»، ليست مجرَّد مجلَّةٍ بالنسبة لي، إنها شريكٌ دائمٌ في رحلتي الفنيَّة. هي من أوائل المنصَّات التي دعمت مسيرتي منذ البدايات، ولها مكانةٌ خاصَّةٌ في قلبي، لذا أعدُّ هذا اللقاء فرصةً لمشاركةِ جمهوري محطاتٍ مهمَّةً في حياتي.


«هامة العز» أغنية وطنية برؤية مستقبلية

 

دعنا نبدأ بالحديثِ عن عملك الوطني الأخيرِ «هامة العز»، ماذا يمثِّلُ بالنسبةِ لك؟

«هامة العز» عملٌ وطني من غناءِ النجمَين حسين الجسمي وعيضة المنهالي. هو نابعٌ من رؤيةِ الشيخة روضة بنت مكتوم بن راشد آل مكتوم التي لا تتوقَّفُ عن دعمنا بأفكارٍ مميَّزةٍ، ومشروعاتٍ وطنيَّةٍ. الكلماتُ، كتبها الشاعرُ أحمد المري، وتحمل في طيَّاتها رسالةَ فخرٍ بالهويَّة الإماراتيَّة، والتوزيعُ لزيد نديم، أمَّا الألحانُ فقد أتيحت لي الفرصةُ لتقديمها بأسلوبي الخاص، لتلامسَ قلوبَ الجمهور. العملُ لاقى تفاعلاً رائعاً، ويُشرِّفني أن أكون جزءاً من هذه الرؤيةِ الوطنيَّة.

مسيرتُك الفنيَّة طويلةٌ، ومع ذلك لا يزالُ شغفُك كبيراً، ما الذي يُحفِّزك على الاستمرار؟

الشغفُ لا يأتي من فراغٍ، بل من حبٍّ عميقٍ للموسيقى. هذا الشغفُ بدأ في الصغرِ عندما كنت أستمعُ للألحانِ الإماراتيَّة والخليجيَّة الأصيلة، ثم إن الدعمَ الذي تلقَّيته من القيادةِ والشخصيَّاتِ الثقافيَّة الكبيرة في الإمارات، منحني دفعةً كبيرةً للاستمرار.

بدأتُ مسيرتي الفنيَّة قبل 30 عاماً، وأنجزت نحو 5000 لحنٍ، وأعدُّ كلاً منها تجربةً جديدةً وتحدياً مختلفاً. العملُ مع الفنَّانين الكبارِ من كافةِ أنحاءِ الوطن العربي، هو ما يجعلني أستمرُّ بحماسٍ.


ألبوم متنوع.. لكن مؤجّل

 

حدِّثنا عن ألبومك الجديد، ما الذي يُميِّزه عن أعمالكِ السابقة؟

الألبومُ جاهزٌ ومصوَّرٌ بالكاملِ مع المخرجِ المبدع بسام الترك. يتضمَّن أغنياتٍ من ألوانٍ عدة، لبنانيَّةٍ، وتونسيَّةٍ، وسعوديَّةٍ، وعراقيَّةٍ، وإماراتيَّةٍ. سعيتُ لجعل الألبومِ متنوِّعاً بين الكلاسيكي والسريع حتى يصل إلى كلِّ الأذواق، لكنْ مع الأسف، لم أطرحه حتى الآن بسببِ الظروفِ التي يعيشها الوطنُ العربي. أشعرُ بأن الوقتَ غير مناسبٍ لإطلاقه الآن، فأنا أؤمن بأن الفنَّ رسالةٌ، وأتمنَّى أن أطرحه عندما تهدأ الأوضاع.

«إكس فاكتور».. تجربة جديدة بروح قديمة

 

شاركتُك في برنامجِ «إكس فاكتور»، كانت خطوةً كبيرةً، كيف وجدت هذه التجربة؟

التجربةُ مميَّزةٌ جداً على الرغمِ من أنني شاركتُ في برامجَ أخرى مثل نجم الخليج، وجولدن مايك. العملُ مع الفنَّانَين راغب علامة، ورحمة رياض كان ممتعاً للغاية. نحن نمثِّلُ ثلاثَ دولٍ مختلفةً، هي الإمارات، ولبنان، والعراق، وما يميِّزُ هذا البرنامج، هو الهدفُ المشتركُ لاكتشافِ مواهبَ جديدةٍ تخدمُ الفنَّ العربي، وتضيفُ إليه.

ما المعاييرُ التي تعتمدُ عليها في تقييمِ المشاركين؟

الأمرُ ليس مجرَّد صوتٍ جميلٍ فقط. هناك أيضاً الكاريزما، والحضورُ، وطريقةُ الأداء، كلُّها عواملُ مهمَّةٌ. في بعض الأحيان تجدُ صوتاً عادياً، لكنَّه يتمتَّع بقبولٍ كبيرٍ لدى الجمهور. التحدِّي هنا، هو إيجادُ هذا التوازنِ بين الجوانبِ الفنيَّة والشخصيَّة للمشارك.

إليك أجمل أغاني اليوم الوطني الإماراتي

 

"أحب شيرين وآمال ماهر.. وأتمنى التعاون مع عمرو دياب في عمل خليجي بإيقاع إسباني"

 

 


رسائل إلى النجوم

فايز السعيد


تعاونت مع عددٍ من الفنَّانين في بداياتهم مثل داليا مبارك، ما نصيحتُك لها؟

داليا صوتٌ استثنائي، وأرى أنها تتقنُ اللونَ الشعبي السعودي بطريقةٍ مبهرةٍ. نصيحتي لها بأن تركِّز على هذا اللون، لأنه جزءٌ من هويَّتها الفنيَّة والثقافيَّة. السعوديَّة تزخرُ بالموروثِ الموسيقي، وداليا قادرةٌ على أن تكون الصوتَ النسائي الأوَّل في البلاد إذا ركَّزت على هذا الجانب.

ماذا عن الفنَّان عايض؟

عايض يمتلك صوتاً رائعاً، وإحساساً ناضجاً على الرغمِ من صغرِ سنِّه. أراه مستقبلَ الأغنيةِ الخليجيَّة، وإذا استمرَّ بالشغفِ نفسه فسيحقِّقُ نجاحاتٍ كبيرةً في المستقبل.

لديك علاقةٌ مميَّزةٌ مع أحلام، ما رسالتك لها؟

أحلامٌ نجمةٌ استثنائيَّةٌ بكلِّ المقاييس. تعاونت معها في عديدٍ من الأعمال، وفي كلِّ مرَّةٍ تثبت أنها قادرةٌ على تقديمِ الأفضل. أنصحها بالاستمرارِ في التجديد، فهي دائماً تعرفُ كيف تثيرُ إعجابَ جمهورها، وتبقى على القمَّة.

الفن المصري في قلب فايز السعيد

 

لك تاريخٌ طويلٌ مع الفنِّ المصري، كيف ترى تأثيره فيك؟

مصر لها مكانةٌ كبيرةٌ في قلبي. بدأت علاقتي مع الفنِّ المصري أواخرَ التسعينيَّات حيث تعاونت مع الملحِّن الكبير وليد سعد، وغنَّيتُ باللهجةِ المصريَّة. أحبُّ أصواتاً مثل شيرين، وآمال ماهر، وأتمنَّى التعاونَ مع عمرو دياب في عملٍ خليجي بإيقاعٍ إسباني. مصر ستبقى دائماً منارةً للفنِّ العربي.

ما رأيك بمتابعة لقاء مع ميثة العوضي المخرجة السينمائية

الخمسون.. نضج وطموح جديد

 

في 2024 بلغت الخمسين من عمرك، كيف تعيشُ هذه المرحلة؟

العمرُ مجرَّد رقمٍ بالنسبةِ لي. أشعرُ بأنني في العشرينيَّات بفضلِ الرياضةِ اليوميَّة، والنظامِ الغذائي الصحِّي. في هذه المرحلة، أصبحت أكثر نضجاً في التعاملِ مع الأمور، وأحاولُ أن أكون قدوةً للشباب. حياتي كانت مملوءةً بالتحدِّيات، وبنيتُ نفسي بنفسي من الصفر، وهذا ما أحرصُ على نقله للأجيالِ القادمة.

رسالة وطنية

 

كلمةٌ أخيرةٌ بمناسبةِ اليومِ الوطني الإماراتي؟

الإمارات، هي وطنُ الأمنِ والأمان. دائماً نطمحُ لأن نكون على قدرِ تطلُّعاتِ القيادةِ وشعبنا الكريم. أتمنَّى الخيرَ والسلامَ لكلِّ الوطنِ العربي، وأن تستمرَّ الإمارات في تحقيقِ الإنجازاتِ التي ترفع رؤوسنا عالياً.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط