الحسناوات يخذلن "وتر حسّاس"

سهى الوعل
سهى الوعل
سهى الوعل

صبا مبارك، إنجي المقدم، وهايدي كرم، ثلاثيَّةٌ جميلةُ الشكلِ جداً في مسلسلِ "وتر حسَّاس" الذي كان متوقَّعاً له أن يحقِّق نجاحاً كبيراً، خاصَّةً أنه عُرِضَ أخيراً خارجَ أي منافسةٍ، ودون وجودِ أعمالٍ أخرى جديدةٍ، أي أنه استفردَ بالساحةِ والمشاهدين، وعلى الرغمِ من ذلك إلا أنه لم ينجح في لفتِ أنظارهم مع أنه قصَّته، تقومُ على فكرةٍ جريئةٍ جداً، لا تقتصرُ على الخيانةِ الزوجيَّةِ فقط، بل وتشملُ أيضاً العلاقةَ بين «بنات العائلة الواحدة».

صُنَّاع العملِ لعبوا على أكثر من خطٍّ مضمونِ النجاحِ مسبقاً، سواءً في الموضوعِ الجريء المثيرِ للجدلِ، أو اختيارِ وجوهٍ نسائيَّةٍ جميلةٍ جداً لعملِ البطولةِ، أو الأناقةِ المبهرةِ في كلِّ التفاصيل، وهذا ما شاهدناه في الملابسِ، والبيوتِ، وِالشركات، وغير ذلك، لكنْ المفاجأةُ كانت أن العملَ مرَّ مرورَ الكرامِ، ودون أي ضجيجٍ!

شخصياً، أحبُّ صبا مبارك بوصفها ممثِّلةً، لكنَّني، ومنذ اليومِ الأوَّلِ لدخولها مصر، لم أجدها مقنعةً ولو لمرَّةٍ واحدةٍ! ليس فقط بسببِ اللهجةِ، بل وبسببِ الإحساسِ أيضاً، فهي في مصر، تختلفُ جداً عن سوريا! تمثِّلُ ببرودٍ، ودون مشاعرَ، ومن الصعبِ جداً أن أتأثَّر بما تقدِّمه! وفي رأيي، سببُ ذلك تساهلُ المخرجين معها، ربما لأنها كانت في نظرهم ممثِّلةً قويَّةً قادمةً من سوريا، وموهبةً فوق التقييمِ، ما جعلهم يعتادون على العملِ معها دون توجيهٍ، ما أفقدها تميُّزها، وأوقفَ موهبتها عند نقطةٍ معيَّنةٍ.

أمَّا في حالةِ إنجي المقدم، فيحدثُ أمرٌ مختلفٌ. إنجي موهوبةٌ، لكنَّها تمثِّلُ بلا هويَّةٍ! في كلِّ أعمالها الأخيرةِ، أصبحت تقتبسُ، دون أن تشعر، صوتَ منى زكي، وأداءَ الممثِّلةِ التي تقفُ أمامها أياً كانت! لذا، إن شاهدتها في "وتر حسَّاس"، فستعتقدُ أنها وصبا مبارك أحياناً الممثِّلةُ نفسها! وسيصعبُ عليك التفريقُ بينهما على الرغمِ من أنهما لا تتشابهان شكلياً، فالأداءُ الباردُ، والبطيءُ، وغير المُعبِّر هو ذاته، وإذا أغمضت عينَيك، فستعتقدُ أنها منى زكي!

بطلٌ آخرُ، أطلَّ في هذا العملِ بوضوحٍ، وهو "الفيلر"، الذي غلبَ كلَّ شيءٍ آخر، وكان العنصرَ الأكثر تناولاً من قِبل الجمهور! وكأنَّ الممثِّلات ذهبن لطبيبِ التجميلِ نفسه قبل التصويرِ، ليحصلن على شكلٍ معيَّنٍ! أو كأنَّه قالبٌ، تمَّ توجيههن إليه قبل العملِ لاعتماده فيه! وهو بالمناسبةِ أمرٌ لم يعد مقبولاً جماهيرياً، لذا تبتعدُ عنه الممثِّلاتُ الجديداتُ تماماً مثل سلمى أبو ضيف، وجميلة عوض، ورنا رئيس، ومايان السيد، بينما ما زالت الفنَّاناتُ الأكبر عمراً، يعتقدن أن هناك مساحةً لتقبُّلِ الجمهورِ له، لكنَّ التجربةَ أثبتت أنه مادةٌ للسخريةِ، لا يمكن أن يتصالح معها المشاهدُ أبداً.. والآن بشكلٍ خاصٍّ!