في عام 2024، أصبحت السعودية وجهة سياحية مزدهرة، بفضل الاكتشافات الأثرية الجديدة، التي ألقت الضوء على تاريخ طويل وثري. من موقع جرش الأثري في عسير، حيث تم اكتشاف وحدات سكنية جديدة، إلى أم جرسان في شمال غربي المملكة، الذي كشف عن آثار حياة تعود إلى 7000 عام، وصولاً إلى قرية النطاة في واحة خيبر التي تُظهر تحولاً في نمط الحياة البشرية.
تقدم هذه المواقع تجارب سياحية فريدة للمسافرين، مما يجعل السعودية واحدة من الوجهات الأكثر إثارة واستكشافاً. فكيف يمكن لهذه الاكتشافات أن تعيد تشكيل مشهد السياحة في المملكة؟
اكتشافات أثرية بموقع جرش
في 12 فبراير 2024، كشف الفريق العلمي في موقع جرش الأثري، بمنطقة عسير، جنوب المملكة العربية السعودية، عن ظواهر معمارية جديدة لوحدات سكنية تم بناء جدرانها بالحجارة والطين. يُمكن للمسافرين من هواة الأماكن التاريخية والأثرية خلال زيارة هذا الموقع، التعرف إلى الآثار التي تم العثور عليها هُنا. وهي حجر من الجرانيت، يحتوي على نقش إسلامي مكون من 3 أسطر، إلى جانب عدد كبير من الأدوات الحجرية للاستخدامات اليومية تتمثل في مدقات، ومساحيق، مساحن ومجموعة من الرَّحى بأحجام وأشكال مختلفة، إضافة إلى العديد من كسر الفخار العادي والفخار المزجج والزجاج والحجر الصابوني وحواف ومقابض لبعض الأواني الفخارية والزجاجية والحجرية مختلفة الأحجام، فضلاً عن مجموعة من الخرز المصنوع من الأحجار الكريمة.
أم جرسان
عثر علماء الآثار في أبريل 2024، على آثار بشرية جديدة لوجود حياة قبل فترة تتراوح بين 7000 لـ 10000 عام في موقع حرة خيبر، شمالي المدينة المنورة، والذي كان عبارة عن أنبوب من الحمم البركانية، مُسمى بأم جرسان. ويبلغ طول أنفاقه نحو 5000 قدم. وخلال زيارة هذا الموقع من قبل المسافرين يمكن التعرف إلى شظايا أدوات حجرية وبقايا حيوانات وعظام بشرية، يبلغ عمر أقدمها ما يقرب من 7000 عام، بجانب 16 لوحة فنية صخرية في مدخل أنبوب حمم آخر قريب يُظهر بعضها أشخاصاً يرعون الماشية والأغنام والماعز، أحياناً بمساعدة الكلاب ويصور البعض الآخر أشخاصاً يصطادون الغزلان، وربما الوعل.
مستطيلات حجرية في حائل
على مشارف صحراء النفود في حائل، شمال غربي المملكة العربية السعودية، تم الإعلان في شهر سبتمبر الجاري (2024)، عن اكتشاف مستطيلات حجرية أثرية، يبلغ عددها 169 مستطيلاً. وهذه المستطيلات عبارة عن منشآت أثرية يعود تاريخها لأكثر من 5000 عام قبل الميلاد، استخدمت لأغراض متنوعة، منها الطقوس والشعائر الدينية.
قرية النطاة
في الثاني من نوفمبر الماضي، تم الكشف عن قرية النطاة الأثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر، شمال غربي المملكة. تقع واحة خيبر، على أطراف حقل حرة خيبر البركاني، إذ تشكلت عند التقاء ثلاثة أودية في منطقة جافة. ووجدت قرية النطاة في الأطراف الشمالية للواحة تحت أكوام من صخور البازلت حيث كانت مدفونةً لآلاف السنين. ويعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في المنطقة من خلال قرية النطاة التي تبرز الحياة الاجتماعية والاقتصادية خلال ذلك العصر. ويعود تاريخ القرية المكتشفة، إلى قرابة 2400-2000 قبل الميلاد وحتى 1500-1300 قبل الميلاد، وقد بلغ عدد سكانها 500 شخص ضمن مساحة 2.6 هكتار، مع وجود سور حجري بطول 15 كم يحيط بواحة خيبر لحمايتها.