من الأعراض المرضية المتكررة التي تصيب الأطفال الرُضع، هي ظاهرة التهاب الأذن الوسطى، وهي المساحة التي تقع خلف طبلة الأذن وتكون ممتلئة بالهواء. تحتوي الأذن الوسطى على عظام أذن الطفل الاهتزازية الصغيرة، وفي حال دخول بكتيريا أو فيروسات إليها؛ فهي تمتلئ بالقيح والصديد والسوائل التي تدل على وجود التهابات؛ مما يؤدي إلى حدوث ضغط على طبلة الأذن وتسبب الألم.
يصاب الطفال مرة واحدة في السنة وذلك حتى عمر ثلاث سنوات بمشكلة التهاب الأذن الوسطى، وذلك حسب الإحصائيات الطبية العالمية، والتي توصلت لإصابة 80% من الأطفال حول العالم بهذه الحالة. ولذلك يتم تقديم تدابير ونصائح للأمهات لتقليل إصابة الرُضع بهذه الحالة المزعجة، والتي قد تؤدي لمضاعفات كثيرة. وقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، الدكتورة منال أبوربيع؛ حيث أشارت إلى نصائح هامة لحماية طفلك الرضيع من التهاب الأذن الوسطى المتكرر، مثل: الحفاظ على الرضاعة الطبيعية وطريقتها الصحيحة، ونصائح أخرى في الآتي:
الحفاظ على الرضاعة الطبيعية
اهتمي بأن تكون الرضاعة الطبيعية هي مصدر التغذية الأول لرضيعك، وحيث تسهم الرضاعة في تعزيز مناعة الطفل منذ ولادته بشكل عام، ولأن الرضاعة الطبيعية من أهم توصيات الأطباء حول العالم؛ فهي تكون قليلة المضاعفات والأعراض الجانبية في توسيع فرص الطفل في الإصابة بالمرض مثل تقديم الرضاعات الصناعية له، وعدم التأكد من نظافتها وتعرُّضها للتلوث. ولذلك يُنصح باستمرار الأم على الرضاعة الطبيعية؛ حيث تقدم أجساماً مناعية للطفل حتى النصف الأول من عامه الأول على الأقل.
اختيار طريقة الرضاعة الصحيحة
- توقفي تماماً عن إرضاع طفلك وأنت في حالة الاستلقاء، أو أن تغفلي عن الطفل وتستغرقي في النوم وأنت ترضعينه؛ حيث إن الرضاعة وأنت في هيئة الاستلقاء، تؤدي إلى تسرُّب الحليب إلى أذن الطفل، ويسيل الحليب من فم الطفل أيضاً، ولذلك يجب أن تخصصي وقتاً تكونين على درجة عالية من الانتباه، ويفضل أن تُرضعي طفلك بحيث يكون رأسه أعلى من مستوى جسمه؛ خاصة في حال إصابته بالرشح واحتقان الأنف.
- قومي بتنبيه الطفل أيضاً أثناء الرضاعة؛ لكيلا تقعي في أضرار رضاعة الطفل وهو نائم. وحيث إن الرضيع قد يغص بالحليب ويتسبب في اختناقه؛ إضافة لتسرُّب حليب الأم إلى فتحتي الأنف والأذن؛ مما يسبب له الالتهابات. وتجمُّع الحليب في أذن الطفل، يصيبه بالالتهابات التي قد تؤدي لمضاعفات. فيجب أن تستمري في فرك أنف الطفل والنفخ في وجهه لكي يبقى مستيقظاً ولا يتجمع الحليب في فمه وحلقه.
إبعاد الرضيع عن مصادر تلوث الهواء
- قومي بإبعاد طفلك عن كلّ مصادر تلوث الهواء، وخاصة دخان السجائر وكلّ أنواع ومصادر التدخين التي تتم ممارستها في البيوت المغلقة، مثل: تدخين الأرجيلة؛ لأن الدراسات العلمية قد ربطت وبشكل قاطع بين أيّ مرض يصيب الجهاز التنفسي العلوي عند الكبار والصغار، والتعرُّض إلى التدخين السلبي، ولذلك يجب إبعاد الرُضع عن مصادر التدخين السلبي.
- قومي بتهوية غرف البيت بشكل جيد؛ خاصة في حال وجود أيّ شخص مدخن طارئ. وبدّلي الأغطية والوسائد التي تكون قد علِقت بها رائحة الدخان، وجددي الهواء في البيت، مع عدم رش المعطرات التي تسبب حساسية الأطفال. والاكتفاء بتجديد الهواء الذي يدخل إلى الغرف، وخاصة في ساعات شروق الشمس؛ بحيث تنفذ أشعتها إلى المكان وتعمل على تطهيره وتنقية الهواء. وبعد ذلك أعيدي إغلاق النوافذ؛ لكيلا يتعرض الطفل لتيارات الهواء الباردة.
- حافظي بشكل عام على النظافة العامة حول الرضيع، وفي حال تعرُّض الأسطح المحيطة به للتلوث؛ فيجب أن تقومي بتنظيفها باستمرار وتعقيمها؛ لتقليل فرص إصابته بعدوى الرشح والأنفلونزا، وخاصة في فصلي الشتاء والخريف، مع ضرورة الحفاظ عليه بعدم الخروج به في الأجواء الباردة، وبأن يكون في بيت دافئ في هذين الفصلين خصوصاً.
منع استخدام اللهاية
توقفي عن استخدام اللهاية لرضيعك أو قللي من استخدامها؛ خصوصاً خلال نوم الرضيع. وحيث بيّنت الدراسات الحديثة أن استخدام اللهاية يعَد من أهم أسباب إصابة الرُضع بالتهاب الأذن الوسطى المتكرر. وقد بيّنت دراسات كثيرة أن الأطفال الذين توقفوا عن استخدام اللهاية في عمر ستة أشهر، لم تظهر لديهم مشاكل التهابات الأذن الوسطى مثل الأطفال الذين استمروا في استخدامها لعمر أطول. وحيث إن اللهايات عموماً تتسبب في حدوث ضغط على الأذنين، وبالتالي في حال الطفل الذي أصيب لأول مرة بالتهاب في الأذن، يصبح أكثر عُرضة للإصابة مرة ثانية ومتكررة بسبب استخدام اللهاية.
أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الرضيع
- لاحظي أن طفلك الرضيع سوف يصاب بالتهاب الأذن الوسطى بعد تعرُّضه لنوبة رشح حادة وأعراض احتقان شديدة في الأنف والحلق، وبالتالي في حال طالت مدة إصابته بأعراض الرشح؛ فيجب أن تتوقعي أنه سوف يصاب بالتهاب الأذن الوسطى، الذي قد يحتاج إلى تدخُّل طبي؛ لأن بعض الحالات قد تتفاقم وتؤدي لحدوث سيلان السوائل من الأذن.
- راقبي حركات طفلك الرضيع؛ حيث إن الرُضع المصابون بالتهاب الأذن الوسطى وما يسببه من ألم لهم وعدم قدرتهم على الشكوى من وجود طنين مثلاً يشبه موج البحر؛ فهم يقومون بشد وفرك آذانهم بشكل مستمر، كما تلاحظ الأم أن طفلها الرضيع يفرك أذنه ويشدها مع البكاء بشكل مستمر. ويبدو الطفل متهيّجاً ويتصرف تصرفات تدل على أنه يشعر بالضيق، ولا تجد الأم طريقة لإسكاته وإرضائه.
- افحصي درجة حرارة طفلك؛ حيث إن نصف الأطفال الذين يصابون بالتهابات الأذن الوسطى، يعانون من ارتفاع درحة الحراة. وحيث تتراوح درجة حرارتهم ما بين (38 درجة مئوية إلى 40 درجة مئوية).
- لاحظي أن طفلك المريض قد بدأ عملية التنفس من الفم، كما أصبح لديه زيادة الشخير عند الطفل، والشخير يحدث مع حالة التنفس من الفم بسبب تضخم اللحميتين، وهما عبارة عن وسائد صغيرة مكوّنة من أنسجة تقع فوق الحلق وخلف الأنف وقريباً من قناة إستاكيوس، وقد تصاب هاتان اللحميتان بالعدوى بنفس المسبب لعدوى التهابات الأذن.
- توقعي أن طفلك قد أصبح فاقداً للشهية، وليس لديه رغبة في الرضاعة، كما أنه يجد صعوبة في بلع الطعام في حال قد بدأ بتناول الطعام الخارجي. ومع وجود سيلان الأنف، يصبح بلع الطعام مشكلة مؤلمة بالنسبة له، ويجب علاج هذه الحالة عند الطبيب من دون أن تقدمي لطفلك أيّة مضادات حيوية؛ حيث قد تتحسن الحالة مع إعطاء الطبيب لطفلك مسكناً قوياً للألم.
قد يهمك أيضاً أسباب القيح في الأذن عند الأطفال: وطرق التعامل معه
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.