في كلِّ عامٍ جديدٍ، نحملُ معه أحلاماً جديدةً، وأماني، نودُّ تحقيقها، ويحملُ معه ما نخافه ونجهله، وتجري الأيامُ دون أن نشعرَ بها كيف ومتى؟ لا نعلم.
كثيرٌ منا يشعرُ بأن عليه أن يُنجِز كلَّ ما تمنَّى، وسعى إليه خلال عامٍ واحدٍ، وهذا في رأيي أصبح لا يكفي! فحين نقولُ سنةً، فكأنَّها أيامٌ، ويشعرُ بعضٌ منَّا بالفشلِ لمجرَّد أنه لم يصل مثلما وصل إليه غيره على الرغمِ من أنه لم يسعَ بالشكلِ الكافي لذلك.
ها نحن الآن في بدايةِ عامٍ جديدٍ، وأحلامٍ جديدةٍ، نحملها، ونسعى إليها، وأيضاً قراراتٍ جديدةٍ، كما أحبُّ أن أفعل، وأرى أنها أفضل من أن أجعلها طموحاتٍ فقط، إذ أتَّخذ قراراً واحداً، أو أكثر، لكنَّها تُغيِّر الكثيرَ مني ومن حولي، ورُبما هي التي تجعلُ تلك الأحلامَ تتحقَّق بعد اتِّخاذِ تلك القرارات.
جرِّب أن تكتب مثلاً أنك ستقولُ لا خلال هذه السنةِ، أو أن تتخلَّى عن عادةٍ، أو أن تعملَ بها، أو أن تستغلَّ كلَّ فرصةٍ دون تفكيرٍ. جرِّب أن تجعلَ دفترَ أمنياتك دفتراً لقراراتك، وستجدُ حينها التغييرَ والإنجازَ الأكبر.
في كلِّ عامٍ، نُحبُّ أن نرى ما فعلناه، وما فعله بنا، وأن نسترجعَ الذكرياتِ بكلِّ ما فيها من حلوٍ ومُرٍّ، وكأنَّها كانت بالأمسِ. سرعةُ الأيامِ تجعلنا أحياناً متسرِّعين في كلِّ شيءٍ، لكنْ لا تجعل تسرُّعك يحرمك من عيشك كلَّ يومٍ ولحظةٍ في عامك الجديدِ الذي أتمنَّى بأن يكون عاماً سعيداً ومملوءاً بكلِّ خيرٍ وفرحٍ، وأن تحقِّق خلاله أماني وقراراتٍ، تجعل حياتك جميلةً ومريحةً ونقيَّةً.. وكل عامٍ وأنتم بخيرٍ.