يعد المغص من المشكلات الشائعة التي تواجه الأم مع طفلها حديث الولادة، حيث يعاني منه حوالي 20% من الرضع، وذلك وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ورغم كونه ظاهرة طبيعية، إلا أن نوبات البكاء المستمرة قد تكون مرهقة للآباء الجدد، مما يستدعي البحث عن حلول فعالة. في هذا التقرير يقدم الدكتور محمود الألفي أستاذ طب الأطفال عدة طرق مثبتة علميًا لتهدئة المغص عند حديثي الولادة خاصة لهؤلاء الآباء الجدد.
ولأن التعامل مع مغص حديثي الولادة يعد تحديًا حقيقيًا للآباء، فيجب اتباع تقنيات التغذية الصحيحة، وتهيئة بيئة مريحة، واستخدام وسائل تهدئة مناسبة، مما يساعد في تقليل نوبات بكاء الرضع حديثي الولادة، ومن خلال تجربة هذه الحلول، يمكن للأمهات والآباء تقديم الراحة لأطفالهم والاستمتاع برحلة الأبوة والأمومة بثقة أكبر.
أسباب مغص حديثي الولادة وطرق تهدئته
اهتمي بطريقة إرضاع الطفل وجلسته:
تؤثر طريقة إرضاع الطفل بشكل كبير على أعراض المغص، إذ يمكن أن يؤدي دخول الهواء إلى معدته أثناء الرضاعة إلى زيادة الغازات والانزعاج.
لذا، يوصي الأطباء بضرورة إبقاء الرضيع في جلسة مستقيمة أثناء الرضاعة لتقليل دخول الهواء، إلى جانب استخدام زجاجات الرضاعة المصممة خصيصًا للحد من تدفق الهواء.
بالإضافة إلى ذلك، يُفضَّل تقسيم الرضعات إلى وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من إرضاعه كميات كبيرة دفعة واحدة، مما يساعد على تقليل التحسس الهضمي.
بعد الرضاعة يجب الحرص على تجشؤ الطفل، حيث يمكن حمله على الكتف والتربيت بلطف على ظهره أو وضعه في هيئة الجلوس، مع دعم رأسه لمساعدته على التخلص من الهواء المحبوس.
ابحثي عن وسائل الراحة والتهدئة للطفل:
يمكن لبعض الأساليب البسيطة أن تحدث فرقًا كبيرًا في تهدئة الطفل، وتشمل هذه الوسائل:
- استخدام اللهاية (المصاصة) التي تساهم في تهدئته من خلال تعزيز رد فعل المص الفطري لديه، وهو أمر يمنحه شعورًا بالراحة.
- إعطاء الطفل حمامًا دافئًا يعمل على إرخاء عضلاته وتحفيز الدورة الدموية، مما يقلل من توتره.
- التدليك اللطيف لمنطقة البطن بحركات دائرية باستخدام زيوت طبيعية مثل زيت اللوز أو زيت البابونج، يساعد في التخلص من الغازات المتراكمة في أمعائه.
- تدليك ظهر الرضيع بلطف وهو مستلقٍ على بطنه قد يخفف التشنجات، بجانب استخدام طريقة التقميط، حيث يتم لف الرضيع ببطانية دافئة لتوفير إحساس بالأمان يحاكي ما كان يشعر به داخل الرحم.
هل تؤثر اللهاية على حديثي الولادة؟ متى يستخدمها؟ ومتى يتوقف عنها؟
اضبطي البيئة المحيطة بالطفل ليشعر بالطمأنينة:
تلعب العوامل البيئية دورًا مهمًا في تهدئة الطفل المصاب بالمغص، حيث أن البيئة الهادئة تساعده على الشعور بالطمأنينة.
يُفضَّل تخفيض الإضاءة في الغرفة، حيث أن الأضواء الساطعة قد تزيد من انزعاجه وتحفزه على البكاء، بينما تساعد الإضاءة الخافتة على تهدئته.
كما أن الضوضاء المحيطة تؤثر بشكل مباشر على مزاج حديثي الولادة، لذا يُنصح بتشغيل أصوات هادئة مثل الضوضاء البيضاء أو الموسيقى الناعمة التي تساهم في خلق بيئة مريحة.
بعض الرضع يهدؤون عند سماع أصوات مشابهة لتلك التي كانوا يسمعونها في الرحم، مثل نبضات القلب أو أصوات المياه الجارية، إلى جانب ذلك، يُمكن استخدام تقنية التلامس الجسدي، مثل وضع الطفل على صدر أحد الوالدين ليشعر بنبضات القلب ودفء الجسم، مما يساعد في تهدئته ويعزز الترابط العاطفي بينهما.
قومي بالتغيير في حركتك مع الطفل
إحدى الطرق المجربة لتهدئة الرضع هي:
الحركة المستمرة: حيث أظهرت دراسة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن حمل الرضيع لمدة ثلاث ساعات يمكن أن يقلل من نوبات البكاء بنسبة 43%.
هز الطفل بلطف: بين الذراعين، أو استخدام كرسي هزاز أو عربة أطفال متحركة، حيث تمنح هذه الحركات الطفل شعورًا بالأمان والراحة.
المشي بالرضيع: داخل المنزل أو أخذه في نزهة خارجية قد يساعد أيضًا في تهدئته، حيث أن التغير في البيئة المحيطة يجذب انتباهه ويخفف من توتره.
وضع الرضيع على بطنه: فوق ركبة الأم أو الأب مع تدليك ظهره بلطف، وهي طريقة مفيدة لتخفيف الضغط على بطنه والمساعدة في التخلص من الغازات.
حمل الطفل: في حمالة أطفال قريبة من الجسم أثناء أداء المهام اليومية، يساهم في تهدئته، حيث يشعر بالقرب من الوالدين ويستمتع بالإيقاع الحركي المستمر.
قومي بتعديلات لغذائك إن كنت مرضعة
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن بعض الأطعمة التي تتناولها الأم قد تسبب زيادة المغص عند الرضيع، خاصة منتجات الألبان، والكافيين، والأطعمة الحارة، والتي قد تؤدي إلى تهيج الجهاز الهضمي للرضيع من خلال حليب الأم.
لذا، يُفضَّل أن تقوم الأم المرضعة بتتبع نظامها الغذائي ومراقبة أي تغييرات تظهر على طفلها بعد تناول أطعمة معينة، وإذا لاحظت أن الرضيع يصبح أكثر انزعاجًا بعد تناولها، فقد يكون من المفيد تقليل أو تجنب هذه الأطعمة لبضعة أسابيع لمعرفة تأثير ذلك.
إضافة إلى ذلك، فإن تناول الأم لأطعمة غنية بالبروبيوتيك قد يساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي للطفل، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن هذه البكتيريا النافعة يمكن أن تقلل من المغص عند الرضع بنسبة 50%.
وفي حالة الرضاعة الصناعية، يمكن استشارة الطبيب حول أنواع الحليب الصناعي المتاحة؛ حيث أن بعض التركيبات تحتوي على مكونات قد تكون أسهل هضمًا للأطفال الذين يعانون من الحساسية الغذائية.
متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن المغص حالة طبيعية، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون علامة على مشكلة صحية أخرى، لهذا يُفضَّل مراجعة الطبيب إذا كان البكاء مصحوبًا بأعراض مثل القيء المستمر، أو الإسهال، أو صعوبة في التنفس، أو ارتفاع درجة الحرارة.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.