يعد المُلحن والموسيقار زكريا أحمد واحدًا من رواد الموسيقى والألحان في مصر والوطن العربي ومن أبرز الفنانين الذين سعوا لتجديد الموسيقى الشرقية والعربية طوال مسيرته الفنية.
مسيرة فنية بدأها مع سيد درويش وتُوجت باكتشاف كوكب الشرق
بدأ الفنان زكريا أحمد مشواره الفني بعد شهادة الجميع له بإتقان تلاوة القرآن وعذوبة صوته مما جعلهم يطلقون عليه "الشيخ زكريا"، وعقب ذلك قرر أن يتعلم المقامات الموسيقية والموشحات الحلبية وذلك على يد الشيخ عثمان الموصلي.
وفي عام 1916 تعرف الموسيقار زكريا أحمد على فنان الشعب سيد درويش والذي يعد أحد أعلام الموسيقى العربية، حيث قررا سويًا الذهاب للقاهرة للبحث عن فرصة لتقديم فنهم للجمهور، إلا أن الفنان سيد درويش قرر العودة للإسكندرية حيث جاء قرار زكريا أحمد بأن يبقى في العاصمة القاهرة ليكتشف دروبها الفنية والبحث عن فرصة لتقديم ألحانه.
بدأ بالفعل الموسيقار زكريا أحمد بوضع العديد من الألحان لكبار المُطربين بعدد من الأغنيات والتي لاقت نجاحًا لدى الجمهور، ومن أبرز ما قام به في مسيرته الموسيقية والفنية هو أنه واحد ممن اكتشفوا موهبة كوكب الشرق أم كلثوم وقرر أن يدعمها منذ رآها وهي طفلة تُغني و تتلو قصائد أبي العلاء وجاء ذلك حينما ذهب في زيارة لقرية السنبلاوين ليُعجب بها بشكل كبير وبموهبتها ليقنع والدها وأخاها للذهاب إلى القاهرة.
بدأ المُلحن زكريا أحمد في السعي لإقامة الحفلات للصوت الجديد أم كلثوم، وعقب ذلك انقطعت علاقتهما لفترة حتى عادت عام 1931 ليضع لها أول الألحان للأغاني المسجلة على الأسطوانات بدءًا بطقطوقة "اللي حبك يا هناه"، والتي حققت نجاحًا كبيرًا ونجح من خلالها زكريا أحمد في شق طريق جديد ببناء قالب تلحيني جديد ومُختلف ليتبعها أيضًا بعدد من الأعمال في مجال الأدوار الموسيقية والتي أبدع في تلحينها لأم كلثوم.
![](https://static.sayidaty.net/2025-02/407061.jpg?VersionId=GbuBswlEEzqZKXt_6iEQvpfAFqd7F5Pc)
زكريا أحمد وأم كلثوم - صورة أرشيفية
زكريا أحمد وتجربته مع التمثيل بالسينما المصرية
وعلى الرغم من نجاح زكريا أحمد في مجال الغناء ووضع الألحان الموسيقية للعديد من المُطربين إلا أن كان له تجربة خاصة ومُميزة بالسينما المصرية، حيث شارك ببطولة ثلاثة أفلام سينمائية.
واللافت في الأمر أن أول الأفلام التي شارك ببطولتها الفنان زكريا أحمد كان الفيلم النادر "أنشودة الفؤاد" والذي تم عرضه عام 1932، وخلال أحداث الفيلم جسد شخصية "عمر" وشارك ببطولة الفيلم كل من المطربة نادرة، جورج أبيض، عبد الرحمن رشدي، إدمون تويما ومحمد عبدالله. وجاء الفيلم من من تأليف المؤلف الإيطالي لازار وكتب القصائد التي تم غناؤها في الفيلم الشاعر خليل مطران ومن إخراج الإيطالي ماريو فولبي.
وبعد مرور 4 سنوات يُجدد الموسيقار زكريا أحمد تجربته مع التمثيل من خلال فيلم "بسلامته عايز أتجوز" والذي جاء من بطولة نجيب الريحاني وتم عرضه عام 1936 وجسد خلال أحداثه شخصية "المأذون".
وكان آخر الأفلام التي شارك فيها زكريا أحمد هو فيلم "ليلى بنت الفقراء" عام 1945 أمام كل من أنور وجدي، ليلى مراد وجسد خلال أحداث الفيلم شخصية "مُنشد".
وقد رحل عن عالمنا الموسيقار زكريا أحمد في مثل هذا اليوم 14 فبراير عام عام 1961 عن عمر ناهز 65 عامًا بعد مسيرة فنية وموسيقية قدم خلالها العديد من الألحان التي كانت من الأسباب الرئيسية في تجديد الموسيقى الشرقية والعربية وحُفر إسمه بحروف من نور في تاريخ الفن المصري والعربي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»