في تجربة استثنائية تؤكد على أهمية التراث السعودي كمصدر خصب وملهم للكثير من المصممين الشباب والباحثين عن التميز، وعلى الدور الكبير الذي تلعبه فنون التراث في الحفاظ على الإرث الكبير للتراث والهوية السعودية كمرجع مهم للباحثين عن التراث والأصالة، وهو ما أثمر عن التعاون بين دار الهنوف وفنون التراث لإطلاق مجموعة أزياء عصرية تحتفي بالتراث السعودي العريق، وتستلهم عناصرها الإبداعية من ثراء التقاليد لمختلف مناطق السعودية.
يأتي هذا الحدث المتميز برعاية من فندق الفورسيزون بالرياض وبحضور نخبة من سيدات المجتمع السعودي تتقدمهم لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتي سيدتي والجميلة، وعدد من مصممات الأزياء ومدونات الموضة.
تغطية - عتاب نور
الأميرة نورة الفيصل : فنون التراث وجهة للتراث والهوية السعودية

في الاحتفالية الخاصة لإطلاق المجموعة أوضحت الأميرة نورة الفيصل، الرئيس التنفيذي لفنون التراث، في تصريح خاص لسيدتي: أن المجموعة الجديدة للأزياء هي نتاج مشاركة بين دار الهنوف وفنون التراث، ومن تصاميم الفنانة والمصممة المبدعة الهنوف التي طرقت أبواب فنون التراث بحثا عن التراث والهوية السعودية الأصيلة، والتي كان من ثمارها هذه المجموعة الجديدة التي ظهرت بشكل جميل وراق؛ حيث استطاعت القطع الجمع بين رؤية عصرية متجددة بطريقة " أوت كوتور " وعلى أعلى مستوى وطراز عالمي، إلى جانب وجود تطريزات فخمة مستلهمة من التراث السعودي ،تم حياكتها بأيدي سعودية.
وكشفت الأميرة نورة الفيصل عن خطط فنون التراث خلال 2025 والرامية للتعاون مع جهات عدة بالإضافة لمصممين سعوديين من جميع مجالات التصميم بهدف استخدام التراث السعودي بطريقة عصرية متجددة.
وأضافت الأميرة نورة الفيصل: "فنون التراث جهة غير ربحية، تهدف لدعم المصممين ومجتمع التصميم من خلال تقديم الدعم، وإقامة عدد من ورش العمل المتخصصة لتأهيل الكوادر وإكسابهم الخبرة والمهارة المطلوبة".
الإبداع والحرفية الراقية

وأشارت المصممة الهنوف الجهني، المدير الإبداعي لدى دار الهنوف" إلى أن المجموعة الجديدة لعام 2025 تقدّم قصّات عصرية تمنح راحة وأناقة في آن واحد، وتعتمد على ألوان ترابية غنيّة تنسجم مع طبقات الشيفون الحرير والدانتيل الفاخر، لتبرز قطعًا فنية تترجم جوهر الإبداع والحِرفية الراقية. وقد صُمّم كل مظهر وكأنّه لمسة فرشاة على لوحةٍ تحمل في طيّاتها ملامح الأنوثة والثراء الحسي، تنصهر فيها الألوان المعدنية والرسومات اليدوية، لتجسِّد دراسة في الأناقة المصقولة التي تمزج الماضي برؤية مستقبلية متفرّدة.
إحياء التراث

الدكتورة ليلى البسام الخبيرة في مجال التراث وأستاذة تاريخ الأزياء والمنسوجات التقليدية أشارت إلى أن فكرة التعاون ما بين فنون التراث ودار الهنوف بحد ذاتها ممتازة، واستخدام التطريز التقليدي بخاماته وزخارفه على أزياء حديثة راقية والذي من شأنه أن يعيد إحياء التراث ويجعله مستمراً في البقاء ومطلوباً بشكل خاص في أزياء السهرة، وهذا السوق بحاجة لأن يثبت المصمم السعودي نفسه ويكون متميزاً.
وعن اتجاه الجيل الحالي من المصممين السعوديين للتراث السعودي قالت البسام: "يمكن أن نطلق على ذلك بالصحوة أو العودة للتراث، وهذا نابع من اهتمام الجهات الحكومية والثقافية في السعودية بالتراث والهوية السعودية، والتي لفتت انتباه الشباب بما يملكونه من تراث وكنز يمكن استثماره في تصاميم الأزياء وفي فنون العمارة ومختلف جوانب الحياة. لأنه تراث الأجداد ويعكس الشخصية والبيئة السعودية، وهو ما يجعلنا مميزين ومتفردين وبعيدين عن نسخ مكررة ومنتشرة في العالم".
واستطرت الدكتورة ليلى البسام: على سبيل المثال "عندما ارتدي ثوباً من تصميمي؛ أجد الكثير من الاهتمام والإطراء والإعجاب من الآخرين، فالتميز هو المطلوب".
ولفتت الدكتورة ليلى البسام إلى أهمية توفير الدراسات والكتب والمراجع المتخصصة عن التراث والكنوز المتوارثة من الأجداد، سواء كانت في الأزياء والعمارة والآثار والحرف اليدوية، لتوفير المعلومة الصحيحة وعدم وقوع الناس في لَبس وجهل ويتم بموجب ذلك الوقوع في خطأ ونسب للتراث ما ليس من التراث.
استثمار للمستقبل

وقال عبد الرحمن العابد الرئيس التنفيذي لدار " قرمز": "سعيد بالحراك الحاصل في قطاع الأزياء وما يجري من تعاون بين العلامات التجارية السعودية، وسعدت برؤية قطع متجددة وأرواح جديدة في تجربة تعاون بين فنون التراث بقيادة الأميرة نورة الفيصل ودار الهنوف، ولكل منهما طابعهما المختلف، حيث تعد فنون التراث ومنذ سنوات طويلة مدرسة في التميز وإعادة احياء التراث تحت مظلة جمعية النهضة، بينما تتميز دار الهنوف بالقطع الفاخرة، وهو ما يعد كنزاً بالنسبة لنا واستثماراً للمستقبل".
وأشاد العابد بالمرأة السعودية مشيراً إلى أنها عام بعد آخر تثبت أنها ركن ولبِنَة أساسية للأسرة "وفي جميع القطاعات الاقتصادية والتجارية وفي قطاع تصميم الأزياء الذي نفخر بالعمل مع الكثيرات منهن".
وأضاف: "بلا شك أن دعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يشكل دوراً كبيراً في هذا الحراك النسائي خلال السنوات الماضية".
وعن جديد علامة قرمز، كشف العابد عن إطلاق " مكتبة قرمز"، وهي علامة تجارية جديدة تهتم بالمنزل والجمال، تم فصلها في علامة تجارية مستقلة للعطور والكثير من الأشياء المختلفة.
الأصالة العربية

وعبرت صانعة المحتوى حنين الصيفي عن سعادتها بالتواجد في هذه المناسبة، وبارتدائها لقطعة مميزة من التشكيلة الجديدة لدار الهنوف والمستلهمة من الثوب النجدي والذي يجمع بين روح التراث والتصميم العصري بشكل جميل وأنيق.
وأكدت الصيفي عن ميلها للأزياء المحتشمة التي ترمز للتراث والتاريخ والأصالة العربية والتي تشير إلى أن لنا ماضي عريق نستلهم منه تصاميمنا، وأننا نملك إرثاً كبيراً فيما يخص الموضة والأزياء تحديداً، وهو ما يفند ما هو متداول عن أن أزياءنا عبارة عن استنساخ لتصاميم غربية.
اقرأ المزيد : في يوم المرأة العالمي تعرفي إلى 6 نساء ملهمات في تصميم الأزياء