تأثير البيئة المحيطة في تطور الطفل ونمو مهاراته

صورة لأسرة سعيدة
أسرة متفاهمة ومحبة

تلعب البيئة المحيطة دورًا حاسمًا في تطور الطفل ونمو مهاراته المختلفة؛ فالبيئة التي ينشأ فيها بما تضم من عوامل عاطفية واجتماعية واقتصادية، تساهم بشكل كبير في تشكيل شخصيته وسلوكياته وتطور ونمو مهاراته، لهذا فكلما كانت البيئة داعمة ومحفزة وإيجابية، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والتطور بشكل متوازن، في النهاية كل لحظة يقضيها الطفل في بيئة محفزة، تعد خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
اللقاء وأستاذة طب نفس الطفل منال منصور، لشرح وتوضيح تفاصيل تأثير البيئة المحيطة على الطفل بسلبياتها وإيجابياتها.

البيئة الإيجابية والأخرى السلبية

أم وطفلتها الصغيرة بجانبها

تؤكد النظريات التربوية أن تطور الطفل ونمو مهاراته يعتمد على التفاعل بين الطفل ومهاراته ومكونات البيئة التي يعيش وسطها، وبالتالي فإن البيئة المحيطة بالضغوط المالية أو النفسية أو الاجتماعية، التي يعيشها الطفل ويحس بتأثيراتها من الممكن أن تحفز تطور الطفل ونمو مهاراته وشخصيته وسلوكياته أو تأتي بنتيجة عكسية.

تأثير البيئة المحيطة في تطور الطفل

الجدة تقرأ القصة والحفيدة سعيدة

التأثير الجسدي والعقلي:

تؤثر البيئة المحيطة على نمو الطفل الجسدي من خلال توفير التغذية السليمة والرعاية الصحية اللازمة، فالاهتمام بالتغذية الجيدة، والابتعاد عن العوامل البيئية الضارة مثل التلوث والضوضاء، يسهمان في تعزيز النمو البدني والعقلي للأطفال، بالإضافة إلى أن البيئة الغنية بالمثيرات الحسية والأنشطة الإبداعية، مثل اللعب الحر والتفاعل مع الأقران، تساعد في تطوير المهارات الإدراكية والقدرات الذهنية للطفل.

تأثير البيئة العاطفي:

على المستوى العاطفي، يحتاج الطفل إلى بيئة آمنة ومستقرة ليشعر بالأمان والثقة بالنفس؛ فالحنان والاهتمام العاطفي من قبل الوالدين يسهمان في المقابل في بناء شخصية الطفل المتوازنة، بينما الصراعات الأسرية، أو الإهمال العاطفي، قد تؤدي إلى مشاكل نفسية مثل القلق أو الانطواء.

كيف تحسنين نفسية طفلك وتدعمين شخصيته ؟ تعرفي إلى الإجابة بالتقرير

تأثير البيئة التعليمية:

أنت المعلم الأول لطفلك؛ لذلك من المهم أن تخلقي بيئة تحفز وتساعد على تنمية مهاراته، والبيئة الإيجابية والمريحة في المنزل تساعد طفلك على التركيز على الدراسات والتعلم بشكل أفضل، لكن هذا لا يمنع من تشجيع طفلك دائماً على طرح الأسئلة والبحث عن حلول؛ لاكتساب المزيد.

دور الوالدين في توفير بيئة داعمة

أم تداعب طفلتها الصغيرة

توفير بيئة آمنة ومحفزة

من المهم خلق جو من الأمان العاطفي، حيث يشعر الطفل بأنه محبوب ومدعوم، يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستماع الجيد للطفل، والتفاعل معه، وتشجيعه على التعبير عن أفكاره ومشاعره دون خوف أو تردد.

دعم التطور المعرفي والاجتماعي

يمكن للوالدين تعزيز المهارات الاجتماعية لأطفالهم من خلال تشجيعهم على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، سواء داخل الأسرة أو في المجتمع الأوسع، كما أن إشراك الطفل في الأنشطة الجماعية، مثل الرياضة أو الفنون، يساعد على بناء ثقته بنفسه وتعليمه قيم التعاون والاحترام.

الاهتمام بالبيئة المادية والصحية

تؤثر البيئة المادية المحيطة بالطفل، مثل جودة الهواء والماء والطعام، على صحته ونموه، لذلك، من الضروري أن يحرص الآباء على توفير بيئة صحية وآمنة، والحد من التعرض للملوثات، وتشجيع العادات الصحية السليمة.

علاقة الوالدين ببعضهما تؤثر في الطفل

سيدتي: حتى العلاقة التي تشاركينها مع زوجك تؤثر في النمو العاطفي لطفلك؛ فأنت وزوجك الشخصان الأقرب لطفلك، وأول زوجين يعرفهما على الإطلاق؛ حيث تتفاعلان مع بعضكما البعض، والحب والاحترام اللذان تظهرانهما بوصفكما زوجين سيساعد طفلك على تعلم كيفية تقديرالآخر.

المستوى المادي للأسرة

كما أن القوة المالية للمنزل تؤثر في جوانب مختلفة من تجربة طفولة الأبناء، فهذه القوة المالية تحدد مستوى الحياة الذي يعيش فيه الطفل، والمدرسة أو دار الحضانة التي سيذهب إليها، بجانب الدائرة الاجتماعية لعائلتك؛ لهذا من المهم أن تتحدثي إلى طفلك عن الشؤون المالية، وكيف تُوجد أشياء أكثر أهمية من المال الذي يمكن امتلاكه.

المساحة الاجتماعية للأسرة

كما تلعب البيئة الاجتماعية، بما في ذلك الأصدقاء والمعلمين، دورًا مهمًا في تشكيل السلوكيات الاجتماعية للطفل وكذلك مهارات التواصل والتعاون لديه، كما أن العلاقة مع الجيران لها تأثيرها ؛ فإذا كان الطفل يعيش في بيئة مزدحمة أو صاخبة، فقد يؤثر ذلك سلباً في شخصيته، كما أن وجود عدد كبير من الأفراد الذين يعيشون في المنزل نفسه يؤدي إلى تقليل الوقت الذي تقضيه الأم أو الأب مع طفلهما.

مهمة الآباء

أم تتحاور بحب واهتمام مع طفلتها
  • اشرحي لطفلك حقوقه وواجباته: تحتاج الأمهات إلى تعليم الأطفال فهم القيم الصحيحة والخاطئة، قد تختلف قيم وثقافة كل أسرة، إلا أن قيم الحب والاحترام والنظافة والرحمة والعدالة والمساواة من القيم الثابتة، ويمكن تعليمها لكل الأطفال منذ الصغر.
  • كوني قدوة طفلك: القدوة عامل أساسي في عملية تربية الطفل؛ فالأطفال يشاهدون ولا يسمعون، وهم مقلدون بطبعهم؛ لذا تحتاج الأمهات إلى أن تكون قدوة لأطفالها، من خلال سلوكياتها في التعامل، وحتى درجة صوتها عند التحدث، وكذلك في طريقة اتباعها لأسلوب حياة معتدل، وحتى تناول الأطعمة الصحية.
  • شاركي طفلك هواياته وإبداعاته: خذي الوقت الكافي للعب مع طفلك، والاستماع إلى شكواه؛ ليشعر بالارتياح، ويكون على علاقة جيدة بك وبوالده، حافظي على مهارات الإبداع لدى طفلك، بخلق بيئة منزلية تقدر الإبداع، وتعطي الفرصة لتحقيقه من خلال ممارسة الأنشطة المحببة للطفل وقضاء الوقت معاً.
  • أعطي طفلك مسؤوليات تناسب عمره: تُعتبر المسؤولية من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها الأطفال في سن مبكرة، ومع المسؤوليات يتعلم الطفل معنى التحمل، وفي المقابل فإنه في حاجة للتعرف إلى عواقب سلوكه وخياراته، مع تشجيعهم على استكشاف اهتماماتهم ومواهبهم.
  • أظهري حبك ودعمك: أظهري حبك ودعمك لأطفالك باستمرار، مع ضرورة القيام ببناء علاقات جيدة بين الوالدين والأبناء، ويمكن أن تكون الكلمات طريقك للتعبير عن المودة، بجانب تقديم الدعم والتقدير لكل جهد يبذله أطفالك.
  • لا تقدمي لطفلك أكثر من احتياجاته: على الأطفال أن يتعلموا أن إعطاء الأهل لما يحتاجون إليه لا يعني تلبية جميع رغباتهم دائماً؛ ولذلك يجب على الآباء أن يكونوا نموذجاً لكيفية التمييز بين الاحتياجات الضرورية والرغبات فقط.
  • اقضي وقتاً مع طفلك و مارسا الأنشطة معًا: على الآباء تخصيص وقت لبناء تواصل جيد مع أطفالهم، دون انشغال بالشاشات أو تشتيت بأي عمل يقومون به؛ فيجب على الأم محاولة فهم مشاعر طفلها وطمأنته بأنها ستكون دائماً موجودة لدعمه.