لا تخلو الحياة من الزيارات والعلاقات الاجتماعية التي تستوجب خروجك مع أطفالك؛ لكي تلتقي بالأقارب والأصدقاء، وربما لا تخرجين بهم، ولكن يجب عليكِ استقبال الزائرين والضيوف، وفي كلتا الحالتين فأنتِ قد أصبحت مع أطفالك وسط تجمع عائلي، أو ربما كان هذا التجمع عبارة عن مجموعة من صديقات مع أطفالهن.
على الأم أن تعرف جيداً أن هناك قواعد مهمة وضوابط يجب أن تتبعها خلال تعاملها مع طفلها في وجود الغرباء أو الأحبّة، حيث يكون الطفل مندمجاً باللعب بالقرب منكِ مثلاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية لبنى عقل، حيث أشارت إلى قواعد مهمة للتعامل مع طفلك خلال التجمعات العائلية؛ مثل انتقاد الطفل، وعقابه أمام الغرباء، والسماح لهم بالسخرية منه، وغيرها في الآتي:
تجنبي الشكوى من طفلك أمام الناس
- أظهري حبكِ واحترامك لطفلك أمام الناس، مهما كانت الضغوطات التي تمرّين بها، ومهما كانت تربية الطفل متعبة ومرهقة لكِ، ولكن يجب أن تحتفظي بما تمرين به من مواقف وظروف لنفسك، ولا تخبري أحداً عن المشاكل التي تواجهينها؛ لأن الطفل الصغير يفهم ويشعر، وسوف يتأثر كثيراً حين يكتشف أنه قد أصبح عبئاً على أمه، لدرجة أنها تشتكي منه للغرباء، كما أن هؤلاء الغرباء يمرون بنفس المشاكل مع أطفالهم، ولكن لا تجعلي مشاكلك ومتاعبك مع طفلك في الصدارة والواجهة.
- اهتمي بأن تظهري حبك لطفلك أمام الأصدقاء والأقارب؛ لأنك لو أظهرتِ تذمرك منه؛ فلا يجب في هذه الحالة أن تسألي عن سبب تعلق الطفل بغير أمه لأن الطفل يريد من الأم أن تتقبله كما هو، وهي بنفسها قادرة على تقويم سلوكه وتعديله، وأن يكون ذلك من دون أن يعرف الآخرون مشاكله وعيوبه.
- وازني في مدح طفلك، ولا تكثري من الثناء عليه أمام الآخرين، وكذلك لا تتحدثي عن جماله وصفاته والحركات التي يقوم بها، فمهما كانت هذه الصفات والحركات بالنسبة لكِ جميلة ومحببة، وتشعرين بالسعادة بسببها حين يقوم بها طفلك، فهي تصرفات عادية بالنسبة للآخرين، لأنكِ في النهاية أنتِ الأم التي ترى طفلها أفضل إنسان على الإطلاق.
لا تسمحي لأحد بأن ينتقد تعاملك مع طفلك
- اهتمي بأن تحافظي على طريقة وأسلوب تربيتك لطفلك في كل مكان وزمان، حيث إنك الشخص الوحيد الذي يفهم شخصية الطفل ويعرف احتياجاته ومشاعره وعيوبه، ولذلك فأنتِ الوحيدة القادرة على أن تتعاملي معه، وأن تتجاوزي بعض الصفات والسلوكيات التي يقوم بها، وفي الوقت نفسه لا تسمحي لأحد بأن يتدخل في طريقة تعاملك مع ابنك.
- تذكري أن هناك فروقات فردية بين الأطفال، وكل طفل له قدراته، ويجب أن تتعاملي مع طفلك وفق ذلك، ولذلك لا تسمحي لأحد بأن يملي عليك طريقة تعامل مع الطفل، أو أن يطلب منك أن تعاملي طفلك كما يعامل طفله، أو ينتقد تصرفاتك معه، حتى لو حاول هذا الشخص أن يستفزك ويتهمك مثلاً بأنكِ تسرفين في تدليل الطفل، وأن ذلك سوف يؤدي لفساد تربيته.
لا تجاملي أحداً على حساب طفلك

- توقفي تماماً عن مجاملة أحد على حساب طفلك، فمثلاً تقوم بعض الأمهات بضرب الطفل لأنه قام بضرب ابن أحد الأقارب، وربما تبالغ في ضربه وعقابه، وفي بعض الأحيان قد تقوم بحرمانه من تناول الطعام مع التجمع العائلي، وتضع له طعامه في مكان بعيد عنهم، مما يجعله يشعر بالحزن والظلم، ويصبح الطفل منطوياً وكارهاً للتجمعات مع الناس، ويفقد قدرته على التواصل الاجتماعي.
- ابتعدي تماماً عن فكرة أن تعطي أحد الأطفال لعبة ابنك؛ لأن هذا الطفل قد بكى كثيراً ولا تريدين أن تُغضبي أمه بسبب حبك لها، فمن الضروري أن تساعدي طفلك في الحفاظ على ألعابه ومقتنياته الشخصية، ولذلك فمن ضمن الطرق فعالة لتدريب طفلك على الحفاظ على مقتنياته الشخصية منذ صغره أن تحترمي خصوصيته، ولذلك يجب أن تفعلي ذلك دائماً؛ لكي يقدّر الطفل حاجات الآخرين ولا يقترب منها.
دافعي عن طفلك بحب وحكمة
- دافعي عن طفلك، ولكن بحب وحكمة؛ وذلك خلال التجمعات العائلية وتجمعات الأصدقاء، لأنه من غير المقبول أن تقفي في صف طفلك لو كان مذنباً، ولكن في الوقت نفسه لا يجوز أن تعاقبيه بقسوة وتضربيه أو تنعتيه بصفات سيئة أمام الآخرين؛ لأنه سوف يشعر بالمهانة المضاعفة لو فعلتِ ذلك في البيت وبينك وبينه.
- اهتمي بألا يسرف طفلك في الدلال عليكِ أمام الناس، ولكن لا تجعليه يتمادى لأنه من الضروري أن يحترم وجود الغرباء، وأن يحترمك أمامهم، كما يجب عليك أن تكوني دوماً سنداً لطفلك، وأن تحافظي على كرامته ولا تتركيه أداة للسخرية أمام الآخرين، مثل أن يمزح الآخرون معه ويصفونه بصفات مضحكة؛ لأن كرامة طفلك من كرامتك، ولأن السخرية من الطفل تترك أثراً كبيراً في نفسية الطفل لا يُمحى بسهولة.
قوّمي تصرفاته على انفراد

- توقفي تماماً عن عقاب وانتقاد طفلك أمام الآخرين، مهما كان مشاغباً ومتعباً ومرهقاً، بل عليكِ أولاً وأخيراً أن تحافظي على كرامة طفلك وشخصيته واعتزازه بنفسه أمام الآخرين، ولذلك فيجب أن يتم تأجيل عقاب الطفل حين تصبحين معه في البيت، ويمكن أن تجلسي معه بهدوء وتُظهري له الأخطاء التي وقع فيها، وأن يعدك بأنه لن يكرر ذلك ثانية.
- اهتمي بأن يتفهم طفلك ما قام به من تصرفات خاطئة، وأن عليه احترام وجود الكبار، وفي الوقت نفسه يجب أن تهتمي بشخصية طفلك وتقديره لذاته، وذلك عن طريق حفظ مكانته، خاصة أمام الأطفال الآخرين، الذين حين يرون الأم تقوم بعقاب الطفل، فسوف يتطاولون عليه، ويتعرض الطفل للتنمر والسخرية والابتزاز؛ بسبب إساءة الأم إليه أولاً قبل الغرباء.
قد يهمك أيضاً: كيف أعلّم طفلي أن يكون جاراً جيداً؟ وقصة عن الإحسان للجار