الرضاعة الطبيعية هي أجمل اللحظات التي تربط الأم بوليدها؛ حيث تعد مصدر الحياة والصحة له في سنواته الأولى، ولكن هناك جانبًا آخر لهذه العملية الطبيعية تسبب قلقًا لدى الكثير من الأمهات، وهو تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية للرضيع أثناء الرضاعة، فهل الأمر طبيعي أم أنه يشير إلى مشكلة صحية؟ وكيف يمكن تجنب هذا التسرب ومخاطره على صحة الطفل؟
في هذا التقرير يستعرض الدكتور محمود الألفي، أستاذ طب الأطفال أسباب تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية للرضيع أثناء الرضاعة، وتأثيراته على الطفل والأم، وكيفية الوقاية منه، ومتى تصبح هناك حاجة للتدخل الطبي؟
سر تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية أثناء الرضاعة

تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية هو ظاهرة تحدث عندما يدخل الحليب إلى الحلق أو القصبة الهوائية، بدلاً من أن يسلك الطريق الصحيح إلى المعدة أثناء الرضاعة الطبيعية.
في الحالات الطبيعية، يتجمع الحليب في الفم ثم يمر عبر المريء إلى المعدة، ولكن في بعض الأحيان، قد يحدث تسرب إلى القصبة الهوائية، ما يؤدي إلى خطر الاستنشاق أو الشفط، وبالتالي قد يسبب مشاكل صحية للطفل.
على الرغم من أن هذه الحالة قد تكون نادرة، إلا أنها تحدث أحيانًا نتيجة لعدد من الأسباب التي يمكن أن تؤثر على عملية الرضاعة الطبيعية.
قد يبدو الأمر غير مريح للأم، وقد يؤدي إلى قلق لدى الأمهات اللواتي لا يعرفن كيفية التعامل معه، وتتراوح الأسباب بين مشاكل في طريقة الرضاعة نفسها إلى مشاكل طبية تتعلق بمسار الحليب في جسم الطفل.
نصائح لتحسين عملية الرضاعة الطبيعية وتعزيز إفراز الحليب
بعض الأسباب المحتملة:

الاختناق أو الشفط غير الطبيعي: من جانب الرضيع أثناء الرضاعة الطبيعية أحيانًا، فقد يواجه الطفل مشكلة في التناسق بين عملية التنفس والرضاعة.
الرضاعة بشكل غير صحيح أو بسرعة كبيرة: يمكن أن يؤدي ذلك إلى استنشاق الحليب بدلاً من ابتلاعه بشكل طبيعي، وهذا ما يعرف بالاختناق أثناء الرضاعة.
ضعف عضلات الفم والحلق والمريء: أو تكون غير متناسقة، ما يؤدي إلى أن الحليب يمكن أن يدخل القصبة الهوائية بدلاً من المعدة.
الارتجاع المريئي: يعد من الحالات التي قد تؤدي إلى تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية، وفي هذه الحالة، يرتجع الحليب من المعدة إلى المريء، وفي بعض الأحيان قد ينتقل إلى الحلق أو القصبة الهوائية، مما يزيد من الخطر.
جلسة الرضاعة غير الصحيحة: تساهم في تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية، إذا كانت الأم أو الطفل في هيئة غير مناسبة أثناء الرضاعة، ما قد يصعب على الطفل أن يبتلع الحليب بشكل صحيح، فيؤدي إلى تدفقه إلى القصبة الهوائية.
الحساسية أو التهاب الأذن الوسطى: وتحدث في بعض الحالات، قد تكون مشكلة تسرب الحليب مرتبطة بحساسية أو التهاب الأذن الوسطى لدى الطفل، حيث تؤثر هذه الحالات على قدرتهم على التنسيق بين التنفس والبلع أثناء الرضاعة.
أعراض تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية
عند حدوث تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية، قد تظهر بعض الأعراض على الطفل التي تشير إلى أن هناك مشكلة أثناء الرضاعة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
السعال أثناء الرضاعة:
يعتبر السعال أحد العلامات الأكثر شيوعًا لتسرب الحليب إلى القصبة الهوائية، إذا كان الطفل يسعل بشكل متكرر أثناء أو بعد الرضاعة، فهذا قد يكون دليلًا على أن الحليب تسرب إلى الحلق بدلاً من المعدة.
ضيق التنفس أو الصفير:
قد يظهر على الطفل علامات صعوبة في التنفس أو صفير أثناء الرضاعة أو بعدها، نتيجة لمشاكل في تدفق الهواء بسبب تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية.
الاختناق أو عدم الراحة:
قد يُظهر الطفل علامات من عدم الراحة، مثل التقلبات أو البكاء الشديد بعد الرضاعة، نتيجة لوجود الحليب في القصبة الهوائية.
القيء أو الارتجاع:
في بعض الأحيان، قد يعاني الطفل من القيء بعد الرضاعة نتيجة لتسرب الحليب إلى القصبة الهوائية أو بسبب الارتجاع المريئي.
التأخر في النمو أو انخفاض الوزن:
إذا استمر تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية لفترة طويلة، قد يعاني الطفل من صعوبة في الحصول على الكمية الكافية من الحليب، مما قد يؤثر على نموه ووزنه.
طرق الوقاية من تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية

تحسين هيئة الرضاعة: تأكدي من أن وضع الطفل أثناء الرضاعة مريح وصحيح، لهذا يُنصح بأن يكون رأس الطفل مرفوعًا قليلاً عند الرضاعة، مما يساعد في تحسين تدفق الحليب إلى المعدة وتجنب تسربه إلى القصبة الهوائية.
التحكم في تدفق الحليب: إذا كان تدفق حليب الثدي سريعًا للغاية، قد يكون من الأفضل استخدام تقنيات خاصة لتهدئته مثل الضغط على الثدي قليلاً لخفض الضغط، أو إرضاع الطفل بشكل أقل تكرارًا لضمان تدفق الحليب بشكل بطيء.
التأكد من تنسيق الرضاعة والبلع: في حالة الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التنسيق بين الرضاعة والبلع، يمكن العمل مع استشاري الرضاعة لمساعدتهم في تحسين هذه القدرة.
التغذية الجيدة للأم: تناول غذاء صحي ومتوازن يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحليب وبالتالي يقلل من فرص حدوث مشاكل أثناء الرضاعة.
وجوب استشارة الطبيب حالة القلق

- إذا لاحظتِ أيًا من الأعراض المذكورة أو كان هناك قلق بشأن تسرب الحليب، من المهم استشارة الطبيب أو استشاري الرضاعة للحصول على تشخيص دقيق ونصائح عملية.
- إذا كانت الأم تلاحظ تكرار حدوث تسرب الحليب إلى القصبة الهوائية أو أي من الأعراض المرتبطة به، فمن الضروري استشارة طبيب الأطفال أو استشاري الرضاعة.
- قد يكون هناك حاجة لفحص الطفل وتقديم العلاج المناسب في حالة وجود مشاكل طبية تؤثر على الرضاعة أو التنسيق بين التنفس والبلع.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.