كيف تعرفين أن طفلك يعاني من مشكلة نفسية-مصدر الصورة: Freepil
كيف تعرفين أن طفلك يعاني من مشكلة نفسية-مصدر الصورة: Freepil

تقع على عاتق كل أمٍّ مسئولية كبيرة، وهي الاهتمام برعاية الطفل؛ وسواء كانت تلك الرعاية صحية أم نفسية، فيجب أن تهتم الأم بمتابعتها طيلة الوقت وملاحظة أي تغير قد يطرأ على طفلها من ناحية صحته الجسمية أو ظهور تصرف أو سلوك، يشير إلى أن طفلها يعاني من مشكلة نفسية تستوجب العلاج.
في كثير من الأحيان قد تظهر على الطفل أعراض صحية، ولكن سببها يكون نفسياً؛ ولذلك على الأم أن تتعرف إلى بعض هذه الأعراض أيضاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية الدكتورة ولاء عبد الرحمن؛ حيث أشارت إلى كيف تكتشفين بنفسك أن طفلك يعاني من مشكلة نفسية ويجب علاجها بسرعة، وذلك من خلال عدة أعراض يجب ألا تخفى عليك؛ لأنك الأقرب له مثل؛ نقصان الوزن والانطواء وانخفاض مستواه الدراسي وغيرها من الأعراض في الآتي:

تراجع المستوى الدراسي لطفلك

طفل متعثر دراسياً
  • ابحثي عن الأسباب النفسية أولاً؛ في حال لاحظتِ تراجع مستوى ذكاء وتركيز الطفل، فعند البحث عن أسباب تراجع ذكاء الطفل فيجب البحث عن أسباب نفسية يتعرض لها الطفل سواء كان ذلك في المدرسة أو في البيت، لأن الطفل ليس دائماً متدني الذكاء مثلاً، كما أن قدرة الأطفال على الحفظ تكون عالية بشكل طبيعي، ولكن فقد التركيز عند الطفل يرجع لتعرضه لضغوط ومشاكل حياتية يجب البحث عنها بسرعة.
  • لاحظي أن تعرض طفلك للتنمر المدرسي مثلاً وشعوره بالخوف في المدرسة يؤدي لتراجع مستواه الدراسي، كما أن الطفل حين يشعر بفقدان التشجيع وعدم اهتمام أسرته به فسوف يتراجع دراسياً، اضافة إلى أن هناك بعض مشاكل النطق مثل التأتأة تكون ذات أسباب نفسية، وتؤثر على تحصيل الطفل والمشكلة ذاتها تعرضه للسخرية من الآخرين مما يُفاقم معاناته النفسية.

تغير نمط نوم طفلك

  • لاحظي أي تغير قد يحدث في نمط ونظام نوم طفلك، ويجب أن تعرفي فوائد النوم المبكر للأطفال.. وأضرار السهر من 0-18 عاماً وكذلك أسباب عدم قدرة الطفل على الحصول على نوم صحي ومتواصل؛ حيث يكون نومه ليلياً؛ لأن النوم الليلي يختلف عن نوم النهار بالنسبة لأهميته من أجل نمو الطفل جسدياً وعقلياً وحيث يعمل هرمون النمو بشكل فعال خلال الليل.
  • توقعي أن طفلك لديه مشكلة نفسية في حال قد أصبح مضطرب النوم أو ينام ويصحو باكياً؛ بسبب رؤيته للكوابيس والأحلام المزعجة، وكذلك حدوث مشاكل أثناء النوم مثل الضغط على الأسنان والتبول في الفراش، فهذه أعراض تشير إلى ضغوطات نفسية يتعرض لها طفلك مثل تعرضه للابتزاز والاضطهاد في المدرسة أو شعوره بالنبذ والغيرة من إخوته في البيت، ويجب أن تنتبهي لها قبل البحث عن علاجات دوائية وتحاولي تخليصه منها وفق نصائح المختصين.

فقدان حماسه وطاقته

  • تابعي نشاط طفلك وحماسه ومدى امتلاكه للطاقة؛ لكي يقوم بالأعمال التي يُكلف بها مثل أداء الواجبات المدرسية وممارسة التمارين الرياضية، وكذلك إقباله العام على الحديث معك مثلاً واللعب مع إخوته، فالطفل بطبعه يكون شعلة من النشاط ولديه طاقة كبيرة بحيث إنه لا يتوقف عن اللعب والتقافز وإشاعة أجواء المرح في كل مكان، وحدوث عكس ذلك من الانطفاء والميل إلى الخمول والكسل يعني أن الطفل يمر بمشكلة نفسية، ويجب أن تعرفيها بأسرع وقت.
  • تحاوري مع طفلك واستمعي إليه، ولا تهملي الحوار معه، ويجب عليك التأكد من أنه لا يعاني من مرض عضوي مثل الإصابة بالأنيميا، وبعد ذلك يجب أن تبحثي عن الأسباب التي غيرت من سلوك الطفل، والتي قد تكون بسبب تغير معاملتك معه أو استخدام العنف من قبل الأب أو تعرضه للاضطهاد في المدرسة.

نقصان أو زيادة الوزن غير الطبيعي

  • تابعي باستمرار معدل زيادة وزن طفلك؛ حيث إنه من الطبيعي أن يزيد وزنه إذا ما كان يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أي أمراض، ولكن يجب أن تكون هذه الزيادة في الحدود الطبيعية، ولكن في حال لاحظتِ أن طفلك قد أصبح لديه تناقص في الوزن، فيجب أن تبحثي عن أسباب نفسية لفقدان الشهية عند طفلك؛ حيث ترتبط شهية الطفل بعوامل جسمية وصحية، وهناك ما يُعرف بفقدان الشهية العصبي الذي يؤدي إلى نحول وهزال واضحين عند الصغار والكبار.
  • توقعي أن يكون لدى طفلك مشكلة في زيادة الوزن وليس تناقصه، ويجب أن تتوقعي مشاكل نفسية وراء هذه الظاهرة مثلها تماماً مثل مشكلة نحول الطفل؛ لأن السمنة عند الأطفال قد تكون لدوافع نفسية، فالطفل الذي يشعر بالتهميش يكون نهماً للطعام، وكذلك الطفل الغيور والذي يعاني من مشاكل في المدرسة والطفل المدلل الذي يقضي وقته بلا أي نشاط.

الميل للبكاء والانطواء

طفل يبكي
  • اعلمي أن ميل طفلك للبكاء وشعوره الدائم بالحزن وانسحابه من الحياة العامة يعني أن طفلك يعاني من مشكلة نفسية، فمن الطبيعي أن يكون الطفل ببشرة وردية ووجه يشع مرحاً وسعادة، ولكن في بعض الأحيان تبدو على الطفل علامات الحزن كما أنه قد يبكي دون أن تعرفي السبب، ويجب أن تتوقعي أنه يتعرض لضغوط نفسية وعليك اكتشاف أسبابها.
  • توقفي عن التساؤل عن كيف أتعامل مع الطفل الذي يبكي من دون سبب؟ لأن البكاء يجب أن يكون له سبب، وقد يكون لأنك تُسرفين في عقاب الطفل وتأنيبه وهو يراك الحضن الحنون والملاذ الآمن، كما أن تعرض الطفل للتفرقة في التعامل بينه وبين إخوته أو عدم اهتمام الأب به، وأن يصب الأب اهتمامه على الطفل الحديث الولادة يؤدي إلى افتقاره لوجود الأب في حياته، مما يجعله حزيناً وباكياً طيلة الوقت.

عدم قدرته على التواصل مع الآخرين

  • توقعي أن تكون هناك مشكلة نفسية عند طفلك في حال كان لا يستطيع التواصل مع الآخرين سواء في الواقع المحيط أو في المدرسة، فمن الطبيعي أن يكون الطفل مع سن دخول المدرسة قادراً على التحاور والتواصل مع زملاء الفصل وكذلك مع المعلمة، وفي بعض الأحيان يتلعثم الطفل أو يبقى صامتاً، وهنا يجب البحث عن السبب النفسي وراء ذلك إضافة لأن التعاون مع المعلمة يكون ضرورياً في هذه الحالة.
  • توقفي عن توقع أن طفلك سوف يكون مؤدباً وخجولاً؛ لأن الإسراف في أي شيء سوف ينقلب إلى الضد؛ ولذلك يجب أن يكون الطفل محاوراً ومتحدثاً، وافتقاده لقدرته على التواصل تدفعك للبحث عن كيفية تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال الخجولين وعدم الاكتفاء بتصنيف طفلك ضمن هذه الصفة وهي الخجل؛ لأنه سيكون مبالغاً فيه.

سرعة الغضب والانفعال

طفل عصبي
  • توقعي أن تكون هناك عدة أسباب لسرعة الغضب وسهولة الانفعال لدى طفلك وميله إلى العصبية، وكذلك ظهور أعراض أخرى مثل التمرد والعناد لديه، وهذه الأعراض تشير إلى وجود مشكلة نفسية وليست سلوكاً يحتاج إلى تقويم فقط، بل إن الطفل الذي يمر بهذه الأعراض يحاول إخفاء مشاكل نفسية يعاني منها ويجب أن تساعده الأم على تجاوزها.
  • لاحظي أن الطفل العصبي يكون مخفياً لمشاعر كبت لديه، كما أنه قد يصبح عدوانياً، والطفل الذي يغضب بسرعة يكون لديه شعور بعدم التقبل أو شعور بالحرمان، ولذلك فكل مشكلة أو سلوك يظهر على طفلك يجب أن تبحثي عن أسبابه النفسية والعمل على علاجها؛ سواء من خلالك أو بالتواصل مع الأخصائية الاجتماعية في المدرسة أو مع أخصائي نفسي خارجها.

قد يهمك أيضاً: كيف تُعالجين مشاكل طفلك النفسية ومن أين تبدئين؟