مصمم المجوهرات اللبناني رالف مصري معروف بقدرته الفائقة على دمج الإبداع الفني مع الهندسة الدقيقة في تصميماته. منذ بداياته، اشتهر بتصميمات تحمل طابعاً معمارياً أو تاريخياً، لكن في مجموعته الأخيرة "أندروميدا" Andromeda، قرر "مصري" أن يتخذ خطوة جديدة ويستلهم من الطبيعة والكون.
ولمناسبة اليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء، الذي يحتفي بذكرى الرحلة الأولى في الـ12 من إبريل لعام 1961، التقينا بـ"رالف" للحديث عن أفكاره وعملية تصميمه التي أسفرت عن مجموعة "أندروميدا" Andromeda التي تتميز بلمسات سمائية رائعة تجمع بين جمال الأحجار الكريمة والتفاصيل الهندسية مستلهماً إبداعه من الكون والفضاء والطبيعة الساحرة.
رالف، مجموعة "أندروميدا" Andromeda مستوحاة من الكون، هل يمكن أن تخبرنا كيف أثرت فكرة الكون على تصميم قطعك؟
بينما كانت مجموعاتي السابقة مستوحاة من العمارة أو التاريخ، أردت أن أفعل شيئاً مختلفاً هذه المرة وأتوجه إلى الطبيعة والكون كمصدر إلهام. بدأت الفكرة بعد أن شاهدت فيلماً وثائقياً عن الفضاء، فهناك أشكال وألوان جميلة للغاية في الكون، وكان من المثير العمل على هذا الموضوع.
قد يهمك أيضاً: في يوم المرأة العالمي..قصة ملهمة وراء علامة "94 جولري"
عملك يدمج بشكل رائع بين المواضيع السماوية ودقة الهندسة. كيف توفق بين هذين العنصرين المتناقضين ظاهرياً في تصاميمك؟
على الرغم من أن الموضوع يعد خطوة بعيداً عما اعتاد عليه، إلا أنه كان مهماً بالنسبة لي الحفاظ على شعور بالاستمرارية مع أسلوبي المعتاد، لذلك حرصت على دمج فكرة الكون مع حبي للهندسة والبنية.
تضم مجموعة "أندروميدا" Andromeda مجموعة واسعة من الأحجار الكريمة، كيف تختار الأحجار، وما هو الدور الذي تلعبه في التعبير عن الفكرة السماوية؟
هناك ألوان نابضة بالحياة في الكون، وأحاول أن أنقل ذلك من خلال استخدام الأحجار الكريمة، فالألماس ينبعث منه لمعان لا مثيل له مثل النجوم، وألوان الأحجار الكريمة مثل الياقوت والزمرد تكمل ذلك اللمعان بشكل مثالي. اللعب بالألوان والتباين كان دائماً من الأشياء المفضلة لدي عند التصميم.
كيف يؤثر هذا الإعجاب الدولي على عملية إبداعك وإستراتيجيات عملك؟
في مسيرتي المهنية، تم الاعتراف بك عالمياً، بما في ذلك مع معجبين من أيقونات البوب مثل تايلور سويفت وملكات مثل الملكة رانيا العبدالله، وهذا شرف كبير ويحفزني على العمل بجد أكبر. لا يؤثر ذلك بالضرورة على عمليتي الإبداعية، لكنه يعطي دفعةً من الثقة عند التصميم.
ما المعاني الشخصية أو الروابط التي تشعر بها مع العالم السماوي، وكيف تنقل ذلك من خلال مجوهراتك؟
لم أكن مهتماً بالفضاء كثيراً في البداية، ولكن بعد مزيد من البحث، اكتشفت كيف يمكن أن يُترجم العالم السماوي إلى قطع مجوهرات بطريقة جميلة، خاصة من خلال استخدام الأحجار الكريمة التي يمكن أن تحاكي لمعان الأجرام السماوية.
هل يمكنك وصف عملية التصميم الخاصة بك؟
أحاول ألا ألتزم بتقويم معين، فأنا أطلق مجموعاتي الجديدة عندما أشعر بإلهام شديد وحماسة. عادةً ما أجد موضوعاً يتحدث إليّ، سواء كان ذلك من السفر أو زيارة المتاحف أو حتى مشاهدة فيلم وثائقي، وأقوم بالبحث عن هذا الموضوع حتى تبدأ أفكار التصميم بالتشكل. ثم ألعب وأجرب لعدة أشهر حتى تتبلور التصاميم النهائية. بعد ذلك، أعمل على النماذج الأولية التي تصبح في النهاية أساس مجموعة جديدة.
كيف استطاعت مجوهراتك أن تجد طريقها إلى بعض من أكثر المتاجر شهرة في العالم وتعرض في مزادات مثل "سوذبيز" Sotheby’s؟
كنت محظوظاً بأن تصاميمي تم تبنيها من قبل العديد، لذا فإنني أحرص على الحفاظ على هوية علامتي التجارية وروحها حتى تظل تشعر بأنها أصيلة وقابلة للتعرف إليها، ومن القلب.
كيف تطورت المجوهرات الفاخرة على مر السنين، وأين ترى هذه الصناعة في المستقبل، خاصة مع اتجاهات مثل الاستدامة والتكنولوجيا الجديدة؟
قبل بضع سنوات، كانت المجوهرات الفاخرة تدور حول ما تقدمه دور المجوهرات العريقة، أما الآن فهناك مساحة أكبر للمصممين المستقلين والعلامات التجارية، مما يخلق تنوعاً وابتكاراً أكبر. أعتقد أن هذا شيء رائع وآمل أن يستمر في هذا الاتجاه.
ما النصيحة التي تقدمها للمصممين الشبان الطموحين الذين يسعون لدخول السوق الدولي؟
أن يكونوا صبورين للغاية وأن يكونوا ممولين جيداً. مع ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها، يعد دخول صناعة المجوهرات في هذا الوقت أمراً صعباً للغاية.
ما خططك المستقبلية؟
بما أنني من لبنان، فإن التخطيط بعيد المدى أمر معقد قليلاً، لذا أتعامل مع كل يوم بيومه، أود أن أستمتع بعام 2025.
تابعي أيضاً: إيلينا منصور..رحلة ملهمة من التراث اللبناني إلى ابتكار المجوهرات العصرية
