ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم الثقافية الأصيلة، نظّمت مكتبة محمد بن راشد فعالية مميزة بمناسبة اليوم العالمي للتراث، تزامنًا مع إعلان 2025 "عام المجتمع" في دولة الإمارات العربية المتحدة، في رسالة تعبّر عن التزامها بالمشاركة الفاعلة في المبادرات الوطنية وتعزيز الوعي بالموروث الثقافي الغني لدولة الإمارات والمنطقة.
وجاءت الفعالية في أجواء احتفالية حيّة، حيث شهدت المكتبة حضورًا كبيرًا من الزوّار والمهتمين، وخلقت حالة مجتمعية تفاعلية احتفت بجماليات التراث وروحه المتجددة، عبر سلسلة من العروض والأنشطة الثقافية والفنية التي أبرزت عناصر التراث اللامادي المعتمدة من قبل منظمة اليونسكو.
فعاليات وعروض مكتبة محمد بن راشد
يذكر أنّ برنامج الفعالية تضمن عروضًا حيّة لفنون الرزفة والعيالة والصقارة والسدو "النسيج التقليدي"، وهي من الموروثات الإماراتية العريقة التي تعكس عمق الارتباط بالأرض والقيم الاجتماعية الأصيلة، كما شملت عروضًا للدبكة، في لمسة عربية جامعة أضفت على الأجواء طابعًا فنيًّا متنوعًا. كما نظّمت المكتبة جلسة تعريفية ثرية حول آلة العود ومراحل صناعتها وتطورها التاريخي، حيث قدّم متخصصون شرحاً توعويًّا عن هذه الآلة الموسيقية العربية العريقة، وأهميتها في المشهد الثقافي والموسيقي العربي. وفي إطار التفاعل الثقافي والمعرفي، احتضنت المكتبة جلسة حوارية بالشراكة مع مبادرة "ورقة وقلم" بعنوان: "التراث والهوية الوطنية والكتابة"، ركّزت على مفهوم السنع الإماراتي باعتباره أحد ركائز التقاليد المحلية، وأحد عناصر السلوك المجتمعي الراقي، وتناولت الجلسة كيف يمكن توظيف السنع في الكتابة الإبداعية والأدبية كوسيلة لحفظ القيم ونقلها للأجيال القادمة، بالإضافة إلى دوره في تشكيل شخصية الإنسان الإماراتي وتعزيز ثقافة الاحترام والانتماء.
مكتبة محمد بن راشد والمناسبات الثقافية العالمية
تجدر الإشارة إلى أنّ الحضور عبروا عن إعجابهم بتنوّع الفعالية وثرائها، حيث شكّلت تجربة متكاملة جمعت بين الترفيه والمعرفة، وساهمت في تعزيز الفخر بالموروث الإماراتي، ونقل صورة حيّة عن أصالته وأهميته في المشهد الثقافي المعاصر. وأكدت مكتبة محمد بن راشد من خلال هذه الفعالية، التزامها بدورها الثقافي والمجتمعي كمنصة معرفية وحاضنة للتراث والفكر، حيث تسعى دائمًا إلى الاحتفاء بالمناسبات الثقافية العالمية بطريقة تعكس قيمة التراث في تشكيل الهوية الوطنية والارتقاء بالوعي المجتمعي، انطلاقاً من رؤيتها في أن الثقافة ليست مجرد ماضٍ يُروى، بل هي أساس لمستقبل يُبنى على الجذور.
يمكنك الاطلاع على: الشيخ محمد بن زايد يعلن 2025 عام المجتمع في دولة الإمارات
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة x