«لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا، بل نكبر لأننا نتوقف عن اللعب» حكمة قالها الكاتب (جورج برنارد شو) تدل على المعنى العميق لأهميَّة اللعب في حياتنا اليوميَّة ولكل الفئات العمرية؛ إذ هو سرّ الشباب الدائم وزهرة العمر المفعمة بالحياة، لكن مع اقتران البعض بشريك حياته وازدياد الأعباء والمسؤوليات، أصبح الابتعاد عن أساليب الترفيه واللعب طابعاً تتسم به أغلب زيجات اليوم، مشيرين إلى عدم وجود الوقت المناسب وعدم ملاءمة العمر، في حين أنَّ البعض الآخر لا يزال متشبثاً بشيء من براعم الطفولة المزروعة في روحه ويقتات بهذا الأسلوب.
«سيدتي» ناقشت أساليب الترفيه بين الأزواج، واستطلعت آراء بعض السيدات والرجال، في التحقيق الآتي...
بداية تقول الدكتورة سحر رجب (50 عاماً)، مستشارة نفسيَّة وأسريَّة: «يعطي اللعب، الذي يتخلل الحياة الزوجية في أوقات متفرقة من اليوم والأسبوع والشهر، نكهة قوية لاستمرارية العلاقة الزوجية، ويضفي جمالاً على الروح، كما أنَّ تلك اللحظات تبقى محفورة بذاكرة المرأة».
وتكمل: «تجربة حقيقية مرت بي؛ كنت وزوجي -رحمه الله- نتبادل السباق والركض وبعض الألعاب الخفيفة في أيام الإجازات؛ مثل أن يرفعني إلى أرجوحة منزلنا وأنا في سعادة كبيرة، إذ كنت أنتظر العطلة الأسبوعية بفارغ الصبر؛ كونها تضفي التجديد على حياتنا وترسم الضحكة في قلبي، إضافة إلى أننا كنا نلعب «الدومينو» و«الكيرم» و«الشطرنج»، وكان يتفوق عليَّ غالباً؛ لاحترافه في اللعب».
كالأصدقاء تماماً
الصحافي والإعلامي حسن الزبيدي (35 عاماً) يرى أنَّ أهمية اللعب في الحياة الزوجيَّة تكمن في أبعاده النفسية؛ إذ يترتب عليه تحسين المزاج، وتجد فيه الزوجة متنفساً عما يجول في خاطرها وتنفيساً لطاقتها، ما يزيد من اهتمام وقرب الرجل من زوجته ويوطد العلاقة بينهما، كما أنَّ الزوجين وقت اللعب يزول التكلف بينهما، ويبدوان كالأصدقاء تماماً، فتغمرهما روح المرح.
ويذكر الأستاذ حسن أنّه يُكثر من ممارسة الألعاب الإلكترونية مع شريكته، وفي بعض الأحيان يتجهان إلى مناطق الملاهي والألعاب الواقعية داخل أو خارج المنطقة التي يقطنان فيها.
يصبح حنوناً
وتخبرنا دعاء أحمد (26 عاماً)، خريجة إدارة أعمال، بأنَّ الألعاب بين الزوجين تجلب الحماسة والسرور والتحفيز على النفس الإنسانية، كما أنَّها تترك أثراً نفسياً أكثر من رائع يحوي المحبة والحنان، خاصة لدى الزوج تجاه زوجته.
وأضافت: «نلعب أنا وزوجي ألعاباً كثيرة، أهمها ألعاب الآيباد والهواتف الذكية مثل لعبة التمساح، ولعبة (O\X) عبر برنامج التانجو في حال سفره إلى الخارج، وأحياناً في بعض الألعاب التنافسية يصبح زوجي حنوناً عليَّ، ألاحظ ذلك في تدني مستوى اللعب لديه، وإفساح الفرصة لأحظى بالفوز، كما أننا نقلد الرقصات الغريبة التي نراها في بعض الأفلام الوثائقية أحياناً».
تنوع الأساليب
ولهيام خلف (25 عاماً)، ربة منزل وأم لطفلين، رأي مشابه لسابقتها، إلا أنَّها تعددت في وسائل اللعب مع قرينها؛ إذ قالت: «الألعاب للزوجين نوع من التسلية وكسر الروتين القاسي المتكرر، وإبعاد للملل وإمداد الجسد بطاقة فياضة قد تستمر حتى اليوم التالي، شخصياً أتشارك اللعب مع العائلة كاملة وأحياناً مع زوجي العزيز فقط، وأحب التنوع والتجديد في أسلوب الترفيه؛ إذ لعبنا ألعاب الورق بطرقها المتعددة، والدومينو، والكرة الطائرة، وكرة القدم واقعياً وإلكترونياً في وقت آخر، وألعاب الإكس بوكس، والتزلج، إضافة إلى الغميضة».
شخصية مرحة جداً
ويحكي لنا محمد منصور (30 عاماً)، مدير مكتب استشارات، عن صديقه، فيقول: «اللعب مهم لكل البشر، صغاراً وكباراً، فهو يضفي نوعاً من السعادة على الحياة عامة ويبهج القلب، والرسول، صلى الله عليه وسلم، أكد ضرورة المداعبة والملاعبة بين الزوجين؛ لما لذلك من فوائد واضحة عليهما»، واستطرد: «أحد أصدقائي يملك شخصية مرحة جداً، كثير الممازحة وكثير اللعب مع زوجته لدرجة إخباره لنا في بعض الأحيان بشيء من يومياته؛ إذ كان دوماً يختطف أي أداة من يد زوجته ويبدأ في مسابقتها جرياً، كذلك يقوم بدفعها بشيء من اللطف على المسبح، ويقوم برمي الوسادات كنوع من المداعبة قبل العلاقة الحميمية، ورش الماء البارد على وجهها في بعض الأحيان، إضافة إلى بعض الألعاب الغرامية الأخرى مثل ألعاب التعارف، والألعاب المدرسية القديمة كتشكيل أوراق الدفاتر، وقصّها حسب اللعبة».
مزيد من التعارف
وتذكر فاطمة الودعاني (27عاماً)، فنانة تشكيلية وأم لطفلين، أنَّ اللعب يزيد من معرفتك للشخص الذي سيواجهك في المنافسة، وتقلباته المزاجية ونفسيته وشخصيته، لكن ذلك يتوقف على مزاج الزوج ومدى قبوله لمبدأ اللعب والترويح عن النفس.
واستكملت قائلة: «أنا وزوجي نلعب الورق، الدومينو، المونوبولي، وألعاب الفيديو، ونتجه إلى بعض مراكز الملاهي للعب البولينغ والألعاب المسلية الأخرى غير المرعبة».
الرأي الاجتماعي
يخبرنا اختصاصي علم النفس والسلوك الأسري، الدكتور ماجد قنش، عن رأيه قائلاً: «اللعب والترفيه عن النفس من متطلبات الحياة، وهو بين الزوجين أمر إيجابي وضروري أيضاً؛ تحقيقاً للمودة والسكن التي شُرع من أجلها الزواج، كذلك لإضفاء جو المداعبة والمرح، إضافة إلى أن المشاركة والتنافس بينهما يعطيان قابلية للتضحية وصدراً أوسع لتقبل الهزيمة بعض الأحيان، أو إدخال البهجة على الطرف الآخر ومجاراته ليُحقق النصر، وأثر اللعب على الزوجة نفسياً أكبر منه على الزوج، بحكم العاطفة الجياشة التي تمتلكها، فيزداد الحب لديها ويرضيها ذلك وتزداد قرباً منه».
كما أضاف: «أنصح كلا الزوجين بالمشاركة في الترفيه والبُعد عن الكِبر دائماً؛ بتخصيص وقت كافٍ دورياً بشكل أسبوعي أو شهري، ومن جانبي أؤيد ألعاب التعارف وأغلب الألعاب الزوجية، على ألا تكون بشكل دائم، فتؤذي أحد الطرفين».
"العبي" مع زوجك.. تسعدي!
- أخبار
- سيدتي - فاطمة باخشوين
- 19 يونيو 2014