نفاجأ أحياناً بامرأة تطلب الطلاق من زوجها؛ لأنه لا يتشاجر معها، وينفّذ جميع رغباتها دون أي اعتراض، ومسالم لأبعد درجة، وهذا الشيء يشعرها بأن حياتها باردة خالية من المشاجرات أو الاختلافات بالرأي، ولا تستطيع الاستمرار مع زوج مسالم، وفي النهاية تطلب الطلاق لتتزوج من رجل يعترض ويخالفها الرأي؛ لتكون الحياة أجمل كما تعتقد.
«سيِّدتي» التقت زوجات انفصلن عن أزواجهن لهذا السبب، كما أخذت آراء أزواج وزوجات حول الموضوع، إضافة إلى الرأي النفسي.
أم لجين «ربة بيت» طلبت الطلاق من زوجها؛ لأنه يلبي جميع رغباتها ومسالم ولا يعارضها كثيراً، تقول: «تزوجت منذ سبعة أعوام من رجل من أقارب والدتي، ومنذ أن ارتبطت به لم يرفض لي طلباً، وكان يترك لي الحرية في تصرفاتي، قد تعتقدون أنه ذو شخصية ضعيفة، على العكس هو رجل محترم جداً، لكن طبيعته لم تتوافق معي، وعلى الرغم من أنني حاولت التأقلم معه، فإنني فشلت، وأنجبت منه 3 بنات، ولكنني طلقت منه؛ إذ لم أشعر معه بأنني متزوجة، فهو لا يعترض على شيء».
• تركته وندمت
أم منصور «ربة بيت» تقول: «الزوج المسالم أحياناً يكون نعمة ولا نشعر بها إلا بعد أن تذهب من بين أيدينا، وأقول ذلك عن تجربة مررت بها، فأنا أم لطفلين، كان زوجي مسالماً ولا يحاول مناقشتي بكل الأمور الخاصة بمنزلنا.. وبعد أن أمضيت 5 أعوام معه بدأت أشعر بأنني بحاجة إلى رجل قوي أعتمد عليه، ويكون قيادياً، فطلبت الطلاق، وأردت أن أرتبط برجل تختلف شخصيته تماماً عن شخصية زوجي، وبعد مضي فترة على انفصالي ارتبطت بشخص معروف عنه الشدة وقوة الشخصية، وبعد زواجي بعدة أشهر من زوجي الثاني اكتشفت أنني كنت إنسانة محظوظة عندما كان زوجي الأول مسالماً، وأنا من خرب بيتي بيدي وبغبائي».
• طليقي المسالم رفضني
تقول فاتن «فتاة جامعية» التي تزوجت لمدة 6 أشهر وانفصلت عن زوجها: «تزوجت وكنت سعيدة بشخصية زوجي التي اتضحت لي أيام عقد القران، ومن خلال كلامي معه قبل الزواج، ولكنه بعد الزواج تغير 180 درجة؛ حيث أصبح مسالماً في الكثير من أمور حياتنا، ويسلمني زمام الأمور كما يقولون، وهذا الأمر لم يكن يعجبني بصراحة، فلم أستطع أن أتحمل زوجاً كهذا وانفصلت عنه، وبعدها تزوجت من شخص آخر، وكانت الصدمة عندما كانت شخصيته تختلف تماماً عن طليقي، فهو يفعل كل شيء من دون الرجوع لي ولم أستطع أن أتأقلم معه، فطلبت الطلاق، وحاولت التواصل من جديد مع طليقي الأول للعودة إليه، مبدية ندمي على الطلاق منه، إلا أنه صدني».
آراء النساء
• الزوجة تريد من يشاكسها
تؤيد الدكتورة نوف الغامدي، «مستشارة تخطيط إستراتيجي متقدم، استشارية تنمية بشرية، مدربة محترفة في برامج التطوير الإداري للمدراء وأصحاب الشركات من الهيئة الأوروبية»، النساء اللاتي لا يفضلن الزوج المسالم، حيث تقول: «إن المرأة مهما كانت قوية الشخصية ولها مكانتها وتملك زمام الأمور، تظل امرأة؛ تحب ذلك الرجل الذي يسيطر على مشاعرها، ويحول تصرفاتها إلى لحن جميل يعزف له الرضا»، وتضيف: «حواء لا تحب من يسلم لها الراية البيضاء ويكون مسالماً معها، بل تريد من يشاكسها، ويعلن الهدنة وحتى إشعار آخر».
• حالات نادرة
أما الإعلامية إيمان الرجب فتخالف نوف الرأي قائلة: «على العكس. المرأة إجمالاً تبحث دائماً عن الحياة الزوجية الدافئة والحميمة تحت مظلة السلام والمحبة، فهي تريد من الرجل أن يكون هادئاً ومسالماً، ولا أعني هنا أن يكون عديم الشخصية أو الرأي، بل أن يكون متفهماً للمرأة ولعقليتها، كما عليها أن تفهمه ليكملا بعضهما بعضاً، وأعتقد أن وجود سيدات يفضلن الرجل كما يقال «الحمش» أو «المشكلجي» نادر، وتتفاوت الدرجات في ذلك وفقاً لطبيعة المرأة أيضاً».
• رفض الزوج المسالم غباء
فيما تقول الفنانة فداء فهد: «أعتبر رفض الزوجة للزوج المسالم غباء، فليست هناك امرأة تكره أن يتصف زوجها بهذه الصفة الجميلة، فالرجل المسالم يعني الحنان، وهو يكون بهذه الصفة معها لإرضائها وتلبية رغباتها نتيجة لحبه لها، لكن لو كان مثلاً عديم الشخصية هنا أنا مع المرأة بكرهها له».
آراء الرجال
• التي ترفض الزوج المسالم تعاني من عقدة نفسية
الشاعر الغنائي عبداللطيف آل الشيخ فيقول: «أعتقد أن المرأة التي تكره الرجل المسالم تعاني من عقدة نفسية؛ لأن الرجل المسالم رجل عقلاني، يهتم في المقام الأول أن يعيش في عائلة يسودها السلام والهدوء وتبادل وجهات النظر، وليس التسلط الذكوري الشرقي الذي لا يورث إلا العقد».
• تقبّل الزوج المسالم
الفنان عبدالله الحسن يقول: «لاشك أن الناس أجناس مختلفون في طباعهم، والحياة الزوجية تحتاج للاتفاق في كثير من الأمور، ولكن لابد من الاختلاف، فلا يمكن أن يكون الأزواج نسخة واحدة في كل شيء، وأعتقد أن طلب الطلاق لأن الزوج مسالم أمر يعود لطبيعة المرأة، كما أن الرجل بحاجة لمن تختلف معه أحياناً وتتفق أحياناً أخرى، وكل ذلك يعود لطبيعة الزوجين».
• روتيني وممل
يعتقد الفنان محمد الخلاوي أن الحياة الزوجية لابد أن تتخللها بعض المناوشات والاختلافات في الآراء والمشاجرات، حيث يقول: «هذه الأمور هي التي تجعل للحياة الزوجية نكهة، أما الزوج الذي ليس له أي آراء ومسالم في كل الأمور فيجعل من الحياة الزوجية روتيناً مملاً، وكذلك لابد أن يكون للمرأة رأي، فالحياة الزوجية تعتبر شراكة بين الزوج والزوجة في كل شيء».
• شخصية سلبية
أما الإعلامي عمر أمان فيقول: «لا يستقيم الحب إلا على ساقين، وهما: ساق الاهتمام، وساق الاحترام، فإذا فقد إحداهما فهو حب ناقص، وأن يكون الرجل مسالماً؛ يبدي رأيه مع المرأة في الحياة، أفضل من مسالم لا رأي له نهائياً؛ لأن الحياة مشاركة، ولابد من تبادل الآراء فيصوبها تارة وتصوبه تارة أخرى، والحياة على نظام واحد تكون روتينية وتبعث في الزوجين روح الملل؛ أي أن المسالم التام شخصية سلبية، تشعر الزوجة بأنها تعيش في الحياة بمفردها، ولا أحد معها يشاركها أمورها، والمشاجرات الزوجية شرّ لابد منه، لكن مع احترام الطرف الآخر».
الرأي النفسي
الأخصائية النفسية سلوى العوين، من عيادات سلوى للاستشارات، تقول: «أعتقد أن الزوج المسالم نموذج لا يوجد بكثرة في مجتمعنا؛ لأن مجتمعاتنا الخليجية ذكورية في قيمها ومعاييرها، والمجتمع يوفر للرجل سلطة وسيطرة شبه مطلقتين على المرأة، وذلك لا يعني أنه لا يوجد أزواج مسالمون، لكن النساء اللاتي لا يفضلن هذه النوعية من الرجال أعتقد أنهن يعانين من خلل معين، فالمرأة بذكائها تستطيع أن تجعل من زوجها أفضل شخصية والعكس».