لم ينكر أصحاب المكاتب السياحية أن التحدي سيكون كبيراً، فالإمارة الفتية دبي ستستقطب بين شهر أكتوبر 2020 وحتى أبريل، أي في 6 أشهر، ما لا يقل عن 25 مليون زائر، وهو عدد مثير للخوف ينبغي التعامل معه بكل حرفية.
خالد العمري، من شركة أورينت السياحية، بدأ فعلياً ومنذ لحظة إعلان الاستضافة يستعد لتدفق كبير من السياح من خارج الإمارات، والمتوقع هو زيادة أعداد زوار دول أوروبا، والصين تحديداً، والخطط في هذه الحالة ستتجه ناحية هاتين الجهتين، ونوه العمري إلى توجههم لأول مرة لتعيين مرشدين سياحيين داخل الإمارات، وتنظيم رحلات داخلية لأبرز المعالم فيها وتدريبهم وتجهيز مطبوعات ومطويات عن تلك المناطق كمتحف دبي، برج خليفة. واعتبر محمد عبدالعظيم من شركة «رمال الصحراء السياحية»، استقطاب هذه الأعداد الكبيرة هو منجم الذهب الذي سيتوزع على كل شركات السياحة يستدرك قائلاً: «الحكومة، فهم عازمة على بناء أكثر من مائة ألف غرفة فندقية بحلول 2020، وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن متوسط مدة الإقامة يبلغ 3. 6 ليال، فإن معدل الإشغال الفندقي قد يصل إلى 90% في عام 2020. ومن المتوقع أن ينتقل بعض الزوار للإقامة في إمارات مجاورة كأبوظبي والشارقة؛ ما يجعل الانتعاش يمتد إلى إمارات الدولة المختلفة».
من 600 إلى مليون!
بعد أن شهدت انخفاضاً كبيراً على الإيجارات في فترة الأزمة المالية، وتحدياً بعد العام 2008 فكر محمد سويكت الهاجري، رجل أعمال إماراتي، صاحب أبراج سكنية في دبي والشارقة وعجمان ببيع جزء من الأملاك، فإيجاراتها لا تكفي لسداد قروض البنوك، لكنه استفاق فجأة على الزيادة الكبيرة للإيجارات، يستدرك بفرح: «قبل الاستعداد لاستضافة إكسبو بأسابيع كانت بعض الشقق لديّ معروضة للبيع بـ600 ألف درهم، واليوم أعرضها بمليون ويأتي من يشتري وأرفض، بكل ثقة؛ لأن قرب الحدث وزيادة الطلب على الشقق سيكون كبيراً خاصة من الزوار القادمين من خارج الإمارات».
سنجد عملاً
كل هذه التأكيدات والتفاؤلات شجعت الطلاب للتخصص في الإرشاد السياحي، حيث تعتبره الطالبة في المرحلة الثانوية ريما راشد فرصة؛ لإيجاد عمل بشكل سريع عند تخرجها عام 2018 تتابع: «قرأت أن إكسبو سيوفر أكثر من 277 ألف فرصة عمل جديدة، وهذا شيء رائع للغاية».
فيما اعتبر الطالب محمود جمال حسان، وهو في المرحلة النهائية من الدراسة الثانوية، التخصص السياحي غير مستهلك؛ لذلك سيجد له عملاً بعد تخرجه منه، يتابع: «على الأقل لن أعلق الشهادة على الحائط، وأفكر ملياً أن أكون مرشداً سياحياً؛ لأن السياحة مزدهرة هنا، وما سيزيد ازدهارها فوز الإمارات في إكسبو».
توقعات الخبراء
إن ارتفاع الطلب يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، سواء كان ذلك في الوحدات السكنية والمواصلات والفنادق وغيرها، أمر يجده الخبير الاقتصادي عرفان حسني، عادياً، لكنه يتوقع أن يقابل هذا الارتفاع زيادة في الرواتب في القطاعات المختلفة، وتابع: «قطاع الخدمات سيحظى بنصيب كبير من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، ويتجسد ذلك بصورة رئيسة في السياحة والتجارة والخدمات اللوجستية والمصارف، إضافة إلى النقل والمواصلات».
توقع عرفان أيضاً أن تستثمر دبي أكثر من 8. 1 مليارات دولار في مشاريع بنية تحتية جديدة؛ لاستضافة معرض إكسبو 2020، وقد يصل إجمالي الإنفاق بما فيه مشاريع القطاع الخاص إلى 18. 3 مليار دولار، وفقاً لتقديرات «إتش إس بي سي». ويمكن أن تدعو الحاجة إلى 43 مليار دولار في مشاريع بنية تحتية لإقامة الحدث حسب تقديرات دويتشه بنك.
وبدا هلال سعيد المري مدير عام «دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي»، متفائلاً جداً لتطبيق رسم «درهم السياحة»، فبرأيه أن هذا سيساهم في دعم جهود «مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري»؛ لتنافس الساحة العالمية، يتابع موضحاً: «ستحتسب الضريبة المضافة بناءً على الإقامة لكل ليلة فندقية ومتفاوتة حسب تصنيف الفندق، وسيكون الحد الأدنى 7 دراهم، والأقصى هو 20 درهماً، وقد بدا تطبيقها في مارس المنصرم».