نظمت جمعية موظفي وموظفات البرلمان المغربي لقاء مفتوحاً، داخل فضاء البرلمان المغربي مع المدرب والمحلل النفسي المعروف الدكتور مأمون مبارك الدريبي في أول لقاء مع الموظفين. حيث ألقى مداخلة حول الضغط النفسي الذي قد تسببه شحنة الوظيفة وعبئها، وقدم الدكتور تحليلاً مفصلاً لمعنى الضغط "الستريس" الذي يبدأ بتراكم ردود الفعل السلبية عن طريق تخزين سلوكيات عدوانية تنتهي إلى غياب الإنصات وحسن الاستماع للآخرين، وحذر الدكتور من صعوبة الوقوع في فخ الشحنة التي يمنحها الانتماء إلى مؤسسة لها ثقلها الخاص وحمولتها الثقافية في المجتمع، وعرج الدكتور بأسلوبه التواصلي البسيط على عدة مواضيع تمس الحياة الشخصية للموظفين وكيف يمكن التخلص من عبء الوظيفة بمجرد الدخول إلى البيت الذي سماه "الحمام" للتطهر والتخلص من الضغوط، ودعا إلى ضرورة الاهتمام بصيانة البيت والعناية بالأسرة والمحبة والتواصل، وتحدث عما أسماه "تجديد النية" لأن الإنسان الذي يقبل على الوظيفة للمرة الأولى أو الزواج يكون في حالة يقظة وتوهج ويلبس أحسن شيء، وينهض باكراً مستعداً للعمل أو الزواج. لذلك طلب من الحاضرين الذين طرحوا تساؤلات قيمة أن يجددوا النية دائماً في علاقاتهم المهنية والأسرية بالعناية والتسامح وحسن التصرف بعيداً عن طرح الأسئلة المباشرة النمطية، التي تثير مواقف الغضب وردود الفعل السلبية، والمبادرة في تحسين جودة اللفظ ورد الفعل للتواصل مع الآخر، وجلبه إلى تعامل جيد وفعال. مشيداً بذكاء النساء من أجل الالتفات إلى ضرورة تمجيد شخصية أزواجهن وأسر قلوبهن، وفي الوقت نفسه حث الرجال على تجديد أساليب التواصل والحفاظ على شرارة الحب، لأن الحب صنعة يسهم فيها الرجل والمرأة معاً بتبادل الهدايا وجلسات الود والبحث عن فرص اللقاء بعيداً عن الانشغالات اليومية، واتهم النساء بالغرق في دور الأم الذي ينسيهن أدوارهن الأخرى لتنعمن بأنوثتهن الحقيقية. فالأمومة تصبح هي المهمة الأساسية لأغلب النساء متناسيات دورهن كأناث في علاقتهن مع أنفسهن ومع أزواجهن، وهي مسألة يؤكد الدكتور أنها ضرورية لخلق التوازن والاستمتاع بحياة أسرية متكاملة.