لاشك أن الخيانة جرح غائر يصيب صميم القلب، ومهما حاول الأطباء أن يسعفوا المصاب يتعذر عليهم ذلك؛ لأنه يعتبر شخصاً مقتولاً بخنجر أقرب الناس بدم بارد لا دية له، فشعور الإنسان بأنه قد تم استغفاله من أقرب الناس إليه أمر لا يستهان بعظم تأثيره، وإن وصل الأمر حد الخيانة الجسدية فإن الجرح يأخذ أبعاداً أكثر عمقاً، فشعور أحد الطرفين بأن الآخر قد خاض لحظات حميمة مع شخص غيره هو شعور مهين ومؤلم ولا يمكن نسيانه نهائياً حتى لو تاب الشريك وتم تدارك الأمر وعاد كلاهما للآخر، وتبقى هذه الخيانة كغصة لا يمكن محو أثرها مهما طال الزمان، فطبيعة النفس البشرية التي خلقها الله تأبى النسيان في هذه الحالات حتى لو غفرت وقررت الاستمرار في العلاقة، فإذا اكتشفت خيانة زوجك فأنت في موقف لا تحسدين عليه، لذلك تقدم لك المستشارة الأسرية إيمان عبد الله طريقة التصرف السليم في مثل هذه المواقف من خلال السطور التالية:
بداية تقول الأستاذة إيمان: إذا وقعت الخيانة فيجب التمهل لتحديد ماهيتها ونوعها لكي يتم تحديد طريقة التعامل معها، وهناك نوعان من الخيانة، وهما:
1. الخيانة الواحدة "الزلة"
يقوم بها الخائن مرة واحدة في حياته، وقد تحدث نتيجة تأثير ضغط نفسي مؤقت كالشعور بالرتابة والملل من الحياة الزوجية، أو نتيجة لبعض المشاكل الزوجية، أو بسبب المرور بمرحلة المراهقة المتأخرة وتجدد أحاسيس المغامرة والجرأة والرغبة في تجديد الشباب، ويلاحظ أن هذا النوع من الخيانة يكون مصحوباً بتأنيب الضمير والندم مع الشعور بالرغبة في عدم استمرار هذه العلاقة، وننصح الطرف الآخر في هذه الحالة بالتعامل بهدوء واحتواء، وسدّ جميع الذرائع التي أدت إلى السقوط في هذه الزلة، إضافة إلى استخدام أنواع مؤلمة من العقاب دون الطلاق كمحاولة للحفاظ على البيت، لاسيما إذا وجد فيه أبناء وبنات.
2. الخيانة المتكررة "نمط حياة"
وهذا النوع هو الأخطر، حيث يقوم الخائن فيه بالبحث الدائم عن متعته الشخصية بغض النظر عن إيلامه للآخرين وإيذاء شعورهم، وما يدفعه إلى تكرار هذه الخيانة هو شعوره بالمتعة الكاذبة من ممارسة هذه العلاقات، ومن الممكن أيضاً أن يكون مصاباً بنوع من الأمراض النفسية المعروف باسم "الدونجوانيزم-Don Juanism"، والعلاج الأمثل لهذا النوع هو الطلاق والهجر، فهذه الخيانة تكون إساءة للطرف الآخر، ويكون صاحبها زانٍ فاسق، فأكرم رد على هذه الإساءة هو البعد والعقاب بالحرمان، وهنا ننوه أن معاقبة الخيانة بالخيانة هو إثم ودنس يضاف لإثم ودنس، وهو أمر منهي عنه شرعاً.