حول تفسير سورة الكهف يقول الشيخ محمد الماجد: «عندما نفسر سورة الكهف للأطفال يجب أن يكون التفسير ملائماً لما تستوعبه أذهانهم، على شكل القصص المكونة منها، وليس تفسيراً دقيقاً لكل آية، حيثُ يفسرها الشيخ بشكل يسهل على الأطفال حتى من عمر الثالثة.
- القصة الأولى تحكي عن فتنة الدين، تروي أن هناك أكثر من ثلاثة أشخاص كانوا يضايقون في دينهم، فاحتموا في غار، وناموا فيه، وجعلهم الله في نوم عميق امتد إلى أكثر من 300 عام، وعندما استيقظوا وخرجوا بدينهم، وجدوا الحال غير الحال، وقد ذهب الله بأولئك الكفار، وأتى بقوم مؤمنين يعبدون الله، فاستغرب هؤلاء الأشخاص مما حدث، ونستفيد هنا من قصة أصحاب الكهف أن الله سبحانه وتعالى ينصر الدين وأهله؛ حتى وإن طال الزمان، وهذه القصة تبعث الإيمان والثقة بالله، وتجعل المؤمن مستعيناً بالله متوكلاً عليه واثقاً في نصره.
- قصة صاحب البستان المثمر الجميل؛ الذي ظن أنه فاعله دون أن يشكر الله على نعمه، والذي أخذ يغاير ويعاير شخصاً آخر لم يرزقه الله، فالآخر حمد الله وصاحب البستان المثمر تكبر، ولم يشكر الله على النعمة، فأرسل الله عليه غضبه، وبدَّل ذلك البستان إلى آخر خاوٍ على عروشه لا ثمر فيه ولا يابس، فندم على ما وصل إليه حاله وجنته، وتمنى لو أنه شكر الله، ويستفاد من هذه القصة أن الله يزيد من النعم، ويحافظ عليها في حال الشكر.
- قصة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام، وهي تعلم الطفل أن الإنسان مهما بلغ من العلم فإن فوق كل ذي علم عليم، وأنه يجب عليه أن يستزيد منه، ويعلم أن لكل شيء سبباً علمه عند الله؛ فيتعلم الطفل من هذه القصة الصبر والتريث، فالسفينة في سورة الكهف تم خرقها لسبب يعلمه الله، وعلينا أن نثق به، وبأن كل ما يأتي منه فهو خير سنعلم به عاجلاً أم آجلاً.
- قصة ذي القرنين، الذي كان ملكاً عادلاً لديه العلم، وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها، ويدعو إلى الله، وينشر الخير؛ حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج، فأعانهم على بناء سد؛ ليكون حائلاً بينهم وبين يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض، ومازال السدّ قائماً إلى يومنا هذا، ويوم انهياره سيكون دلالات ليوم القيامة، وهنا نستفيد بأن كل من هو صاحب سلطة عليه أن يخلص العمل لوجه الله سبحانه وتعالى، ولا يفسد في الأرض.
وفي ختام سورة الكهف قال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا»، وهنا يعد الله -عز وجل- كل من التزم بالدين السليم، وعبَد الله حسن عبادته، بجنات عرضها السموات والأرض».