العاملات السعوديات بين الحاجة والعيب الاجتماعي!

2 صور

معاناة كبيرة تعيشها عاملات النظافة أو المستخدمات السعوديات، واللاتي هن غالباً من فئة المطلقات والأرامل، حيث تدفعهن الحاجة للعمل كعاملات في المدارس والأقسام النسائية في الجامعات والشركات الخاصة والدوائر الحكومية، وتكمن معاناتهن في النظرة الاجتماعية ورفض فئة كبيرة من المجتمع عمل المرأة السعودية في هذه المهنة على وجه التحديد، مؤكدين على ضرورة تواجدها في وظائف أخرى تحقق لها مروداً مالياً أكبر، وتضمن لها كرامتها وكرامة بقية أفراد أسرتها الذين غالباً ما يستعرون من عملها.
"سيِّدتي نت" التقى عدداً من العاملات السعوديات، وخرج بالآتي.
البداية كانت مع أم محمد، وهي أرملة وأم لعدد من الأطفال أصغرهم في الصف الثالث الابتدائي، حيث قالت عن معاناتها: "أحصل على راتب لا يتجاوز 1500 ريـال شهرياً من الضمان الاجتماعي، وهذا بالتأكيد لا يكفي لتلبية احتياجات المنزل والأبناء في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني للسلع، ومن هنا اتخذت قراري بالبحث عن عمل، وبما أنني لا أملك مؤهلات وشهادات دراسية كان من الطبيعي القبول بأي وظيفة حتى لو كانت عاملة يقع على عاتقها نظافة المكان وتلبية طلبات الموظفات طالما أنه عمل شريف وفي قسم نسائي خاص بعيداً عن الرجال، إلا أنني وبعد فترة قصيرة من العمل اضطررت لتركه بسبب إلزامية الإضافة للتأمينات الاجتماعية، مما سيحرمني من راتب الضمان الاجتماعي الذي يعد بالنسبة لي مصدراً آمناً ودائماً رغم قلته، فهو يوازي النصف بالمقارنة مع راتب عملي".
فيما ترى أم عبدالله، وهي سيدة في العقد الرابع من عمرها، وتعمل في إحدى المدارس بوظيفة مراسلة أو كما يطلق عليها بشكل متداول "فراشة"، كما أنها مطلقة وأم لأربعة أبناء، أنه لا يوجد عيب في العمل بأي مكان مناسب، ولكن العيب الحقيقي هو أن تمد يدها وتمتهن التسول في ذل وانكسار، وأضافت: "ترك زوجي لي أربعة أبناء دون أن يكلف نفسه عناء السؤال عنهم والإنفاق عليهم، وحين تقدمت للعمل في هذه المدرسة لم أكن أبالي بكلام الناس؛ لأنني على يقين تام بأن رضا الناس غاية لا تدرك، وما أهتم به هو الحصول على راتب أسد به رمق أطفالي وأتمكن من دفع إيجار البيت حتى لا أجد نفسي وأبنائي في الشارع نلتحف السماء".