"لسان المرأة مثل ذيل البقرة"، هذه الجملة ليست مسبة بل هي حكمة إنجليزية قديمة؛ باعتبار لسان المرأة قصة تبدأ منذ ولادتها وتنتهي عندما توضع في قبرها، ويتفق جميع شعوب العالم على أن لسان المرأة الذي لا يتعدى 3 سنتمترات يقتل رجلاً طوله 170 سنتمتراً، حيث كشفت دراسة علمية بريطانية أن النساء لا يستطعن الاحتفاظ بالأسرار لفترة طويلة، فيجدن في ألسنتهن حساسية للنطق بها، كما أوضحت الدراسة أن معدل الفترة الزمنية التي لا تفشي المرأة السر خلالها تبلغ 48 ساعة فقط، أي أنها لا تقوى على تحمل السر أو الصبر أكثر من يومين، فتقوم بإفشائه بعد ذلك إلى أقرب شخص لها كالصديقة أو الزوج أو الأم أو غيرهم.
حول لسان المرأة وتأثيره على علاقاتها الاجتماعية يخبرنا المستشار الاجتماعي والأسري عبدالرحمن القراش العديد من الحقائق الرائعة في السطور التالية...
بداية لا ينكر القراش أن تأثير الدراسات السابقة قد يكون إيجابياً لدى بعض الرجال الذين قد يضحكون ويعايرون النساء بألسنتهن، ويقول: لا أستغرب حين أجد العديدين قد فرحوا كثيراً بهذه الدراسة الغربية، وكانت لهم عذراً لمعايرة المرأة بأنها "ثرثارة"، والحقيقة أن الدراسة السابقة ليست دقيقة، فقد شملت مجموعة من النساء الإنجليزيات فقط، ولم تكن على مستوى العالم كدراسة منطقية يقوم بها المختصون بشكل عادل، بالإضافة إلى أن أي استبيان لا يقيس من الواقع إلا 25% من الدقة، ولا يمكن أن يشمل
الجميع أو يدخل في حياتهم وانطباعهم.
وحين نعاير النساء بألسنتهن علينا أن نجيب على ما يأتي:
- من علمنا الكلام عندما كنا صغاراً؟
- من أول من لقننا أبجديات الحب؟
الإجابة الموحدة هي "المرأة" دون نفي دور الرجل في التربية والتعليم الأولي، ولكن الحكم على النساء بالثرثرة والقرقرة ظلم؛ لأن المرأة عندما تتكلم فإنها تتحدث بعواطفها وإحساسها، فلا تمل من تكرار ذلك، ولديها القدرة على الحديث والبكاء والضحك والحزن والفرح والسكوت في وقت واحد، وذلك بسبب اتساع أفقها الشعوري وقوة إدراكها لما حولها، بينما الرجل قليل الكلام وكثير الصمت، وإن تكلم فكلامه منصب على الماديات أكثر من الشعور والإحساس بما حوله، فنجد أن أغلب الرجال لديهم تصحر عاطفي وضيق أفق بما يدور حولهم، فهم لا يستطيعون الحديث إلا في موضوع واحد وبصعوبة يركزون فيه .
ويضيف القراش: يتبين لنا مما سبق أن ثرثرة المرأة هي" نتاج عاطفي" يحتوي الرجل والأسرة، ولكن كشف الأسرار وكتمانها يعتمد بالدرجة الأولى على أمانة الشخص سواء كان رجلاً أو امرأة، فهناك رجال يكونون مسحوبين من ألسنتهم، كما أن هناك نساء النساء تنقط ألسنتهن شهداً.
وأخيراً ينصح القراش الرجل بتوجيه الشكر للنساء على حصاد ألسنتهن الطيبة قائلاً: شكراً لأمي التي علمتني أبجديات الكلام فكنت بها رجلاً، وشكراً لزوجتي التي أمطرتني بعبارات حبها فكنت لها عاشقاً، وشكراً لأخواتي اللواتي يلهجن بالدعاء لي فكنت لهن سنداً.